جامعة الروح القدس خرجت فوج سنة الرحمة
احتفلت جامعة الروح القدس - الكسليك بتخريج 1750 طالبا وطالبة من حاملي شهادات الإجازة والماستر والدكتوراه من الاختصاصات كافة، في حرم الجامعة الرئيسي وجميع فروعها، في حضور الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي طنوس نعمة، رئيس الجامعة الأب الدكتور هادي محفوظ، مجلس أمناء الجامعة وفاعليات سياسية ودينية وتربوية واعلامية وأهالي المتخرجين وذويهم.
وقدمت الحفل الإعلامية إليز فرح، وألقت الطالبة ليا رعيدي كلمة المتخرجين.
محفوظ
ثم تحدث رئيس الجامعة الاب محفوظ الذي توجه الى المتخرجين بالقول: "تسلحوا بالفرح والإيجابية، ولا تدعوا أي سبب من أسباب القلق يضربكم باليأس. تشبثوا بالفرح والدينامية مهما كان ظاهر الأمور معقدا ومظلما. صحيح أن في لبنان أمورا محبطة، ولكنه صحيح أيضا أن فينا عزيمة عنيدة وفرحة تريد النهوض بكل مجتمع ننتمي إليه".
أضاف: "نحن نعي أن الفرد لا يستطيع أن ينمو بمعزل عن نمو الجماعة، فنحن نريد أن ننمو وأن ينمو الآخرون، في الوقت عينه. وهذا النمو لا يتحقق الا بروح المحبة والخير والطيبة والحنان. هذه هي روحية جامعتكم، هذا هو منطق النمو الذي تعمل الجامعة على أساسه. تعلمون بعضا مما آلت اليه الجامعة في مجال اعتماد البرامج وتطويرها بشكل مميز، وتغيير منطق الحوكمة فيها، وتعلمون، خاصة بواسطة استفادة الكثيرين منكم بشكل مباشر من العلاقات الدولية التي توطدها مختلف الوحدات الاكاديمية، المكانة المرموقة التي تحتلها الجامعة. هناك عمل جدي وحثيث في الجامعة لتماهي مستوى بنيتها الإدارية والأكاديمية مع أرقى مستويات العمل الجامعي في العالم. فهي في نمو مطرد ودائم، وتعمل من أجل كل من يصل عملها اليه، بشكل مباشر أو غير مباشر".
وختم: "أعود إلى تعبير قداسة البابا فرنسيس عن ضرورة "ثورة الحنان" التي يجب أن نعيشها. وفي هذا الإطار بالذات، وفي سياق سنة الرحمة التي أعلنها الأب الأقدس، تسمت دفعتكم بفوج الرحمة".
نعمه
بدوره، قال الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي طنوس نعمه: "أنتم الرحمة لجامعتكم، هذه الجامعة التي تنتمي إلى جسم الرهبانية اللبنانية المارونية، رهبانية القديسين، التي أمنت لكم بالإضافة إلى العلم الرصين، الإطار الأخلاقي، والبعد الروحي، لكي يكتمل بناء شخصياتكم بتوازن بين مسيرتكم على هذه الأرض، وبين دعوتكم لتكونوا أبناء الملكوت. أنتم الرحمة لمجتمعكم ولوطنكم، هذا المجتمع الذي يرزح تحت أثقال من الفشل، ويغرق في بحر من الجهل، لأن ما حصله الكثيرون من معارف، لم يستعملوها لبناء المجتمع والوطن".
أضاف: "السلام والعدل والحقيقة، يرتبطون بالرحمة الحقيقية، تلك الرحمة التي لا توجد إلا في قلب الله، والتي لا ندركها، ولا نعرفها، إلا إذا ارتبطنا به، عبر الصلاة والعيش معه، والعمل على نقل رحمته إلى الآخرين في ما نعلنه وفي ما نعيشه. تلك هي الدعوة التي وجهها قداسة البابا فرنسيس في رسالته للاحتفال بسنة الرحمة الإلهية بقوله: أتمنى بشدة أن تتأملوا خلال اليوبيل في أعمال الرحمة الجسدية والروحية. هذه الطريقة كفيلة بإيقاظ ضمائرنا، التي تنزلق غالبا إلى السبات إزاء مأساة الإنسان، إذ نغوص أكثر في قلب الإنجيل، حيث الفقراء هم المفضلون لدى الرحمة الإلهية".
وتابع: "إنطلاقا من هذه الحقائق الثوابت، تعي جامعة الروح القدس - الكسليك، أن وجودها رسالة. رسالة في بناء الإنسان في مكوناته وقدراته كلها، وهي إذ تشهد للقيم الإنجيلية التي تشكل الأساس الذي بنت عليه هيكليتها والأهداف، تقوم بخدمة التعليم العالي وتصونه وتضمنه، لأن المحور والغاية من رسالتها هذه، هي الإنسان، كل إنسان، وفي كليته".
وتوجه إلى المتخرجين قائلا: "كونوا على مقدار تطلعات شبابكم، أهلكم، مجتمعكم والوطن. أنتم اليوم تخطون خطوة أساسية في غمار الحياة، فسيروا إلى الأمام وملء قلبكم الرحمة والمحبة والخير".
جوائز تقديرية
ثم وزعت جوائز تقديرية لعدد من طلاب الجامعة المتفوقين. وتخليدا لذكرى الدكتور إيلي شلالا، قدمت زوجته الدكتورة أمال ونجلها ألان جائزته إلى الطالبين في كلية الطب والعلوم الطبية أنطوني متى وماري آنج القصير.
ثم قدم رئيس جمعية "موسى بو فرح للوقاية من الموت المفاجىء" الدكتور أنطوان بو فرح جائزة الدكتور موسى بو فرح للطالبة في كلية العلوم جوانا طانيوس بيطار.
أما جائزة نقابة المحامين في باريس فقدمها المحامي كاربون دو سيز إلى الطالبتين في كلية الحقوق لوريس افرام وفانيسا ميا بجاني.
وسلم المحامي جو كرم جائزة نقابة المحامين في Caen إلى الطالبتين في كلية الحقوق ماريا جبور زيدان وبيا زغيب.
واختتم الحفل بتوزيع الشهادات على المتخرجين.