البلمند تخرج 1320 طالبا برعاية البطريرك يوحنا العاشر

 نظمت جامعة البلمند حفل تخريج طلاب دورة 2016 على أنغام موسيقى قوى الأمن الداخلي، برعاية بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر وحضوره الى جانب لفيف من مطارنة الطائفة الأرثوذكسية وأعضاء مجلس أمناء الجامعة، إضافة إلى شخصيات سياسية، دينية، اجتماعية، ثقافية، تربوية، أمنية، عسكرية، وإعلامية وعدد كبير من أهالي الطلاب، الأصدقاء والأقارب.

تميز احتفال هذه السنة بلافتات ترحيب استقبلت المدعوين من المدخل الرئيسي للجامعة وصولا إلى مكان الاحتفال. ووزع كتيب أنيق بتصميم جديد ولافت حمل ألوان الكليات على تنوعها وتضمن، إلى أسماء كل المتخرجين حسب كلياتهم، فصولا عن نمو الجامعة طلابا وأبنية وكليات وبرامج أكاديمية، وتطور حركة العمران في حرمها. 

أمام آلاف من الأهالي والمدعوين الذين احتشدوا في الساحة الخضراء من مركز المتروبوليت فيليب صليبا للنشاطات الثقافية والرياضية في حرم الجامعة، سار 1320 متخرجا في اختصاصات مختلفة، تلاهم موكب الأساتذة والعمداء ونواب الرئيس والرئيس، بمرافقة موسيقى قوى الأمن الداخلي بقيادة المقدم الدكتور زياد مراد. 

بدأ الاحتفال بدخول موكب الأساتذة والخريجين، الذين ساروا على أنغام مقطوعات أدتها موسيقى قوى الأمن الداخلي، إلى أن استقروا في أماكنهم. بعد النشيد الوطني، رحب مقدم الاحتفال ورئيس لجنة التخرج، الدكتور أسامه جدايل بالحضور، وطلب من البطريرك تلاوة الدعاء. 

كلمة الخريجين

كلمة الخريجين لهذه السنة كانت من نصيب كلية إدارة العلوم، وألقتها الطالبة تقلا خوري، أول حاملة شهادة دكتوراه من الكلية قالت فيها: "إنه لشرف عظيم أن ألقي كلمة المتخرجين لهذه السنة، ومدعاة فخر واعتزاز أن أقف بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن زملائي مرحبة بكم في هذا الصرح العلمي، صرح جامعة البلمند. بالرغم من حداثة جامعة البلمند فقد استطاعت في فترة زمنية قصيرة من التوسع والنمو بشكل فاق كل التوقعات وحققت انجازات واضحة في مجال التعليم والتعلم، فأصبحت رائدة في لبنان والمنطقة وفي مصاف أهم الجامعات في العالم .نحن خريجو الدفعة الخامسة والعشرين نقف اليوم أمامكم بما اكتسبناه من خبرات ومعارف وما حصدناه بعد سنوات مضت من الجد والاجتهاد محملة بذكريات ستبقى عالقة في قلوبنا جميعا. كنا وما زلنا في رحاب البلمند أسرة واحدة نستظل بالعلم ونكافح من أجل غد أفضل. في عمر الإنسان محطات كثيرة، وقد شكل دخولي إلى جامعة البلمند محطة من أغنى محطات حياتي وربما نقطة تحول. كان المستقبل الزاهر يراود أحلامي وكلي شوق ونهم لأتزود بالمعرفة والعلم والثقافة. فالعلم حياة والثقافة حياة والبلمند حياة". 

اضاف: "أنا متخرجة من كلية العلوم ومهما حاولت بالكلمة لن استطيع أن أفي هذه الكلية حقها. كلية تتصف بالعطاء بلا حدود كما كل كليات الجامعة. هي كلية رائدة في انجازاتها، عقدت اتفاقيات شراكة مع أهم مراكز الأبحاث في اوروبا والعالم ما فتح لنا كطلاب بابا للافادة من أحداث وسائل البحث العلمي المتقدمة، كما دأبت الكلية على توفير بيئة ملائمة للطلاب، بيئة أكاديمية هدفها رعاية الإبداع في البحث العلمي واكتساب المعرفة وإنتاجها. اخوتي المتخرجين، في واقع سياسي واقتصادي وامني معقد، لا نرى فيه بصيص أمل، فلنجعل لوطننا نصيبا من طموحاتنا ومن عطائنا كل في مجاله. فوطننا الحبيب يحتاج نبض الشباب في سبيل نهضته. إننا نملك سلاح العلم والمعرفة ما يكفي لتغيير هذا الواقع المرير. فما أعظم الأمانة التي نحملها! إنه تشريف وتكليف أن نكون خريجي جامعة البلمند وحملة مشعلها وحماة هيكلها. فعسى الله أن يوفقنا جميعا وأن يكلل حياتنا بالنجاح والتقدم. بعد كل هذا كم يعز الرحيل. وكم يصعب الوداع. دائما سطور الشكر تكون في غاية الصعوبة عند صياغتها. الشكر العظيم لكل من واكبنا عبر مسيرتنا الجامعية. اللسان يعجز ولكن القلب أصدق. فكل الشكر لجامعة البلمند، رئيسا، عمداء، أساتذة، مسؤولين وموظفين لاهتمامكم المتواصل بنا كطلاب واعتبارنا محور العملية التعلمية والتربوية وتوفير كل ما نحتاجه خلال مسيرتنا الجامعية. لقد حرصتم جميعا أن تضعونا على الطريق الصحيح طريق النجاح والتفوق والتميز. أهلنا الأحباء لكم منا جزيل الشكر على كل التضحيات التي بذلتموها من أجلنا. فقد بذلتم الغالي والنفيس ولم توفروا وسيلة لمساعدتنا. فبفضلكم نحن اليوم هنا. لذلك نعاهدكم بأن نكون مثال الشباب الوفي المؤمن، المؤمن بأرضه وشعبه ووطنه. شباب سيعمل من أجل بناء مجتمعه وتماسكه. شباب مخلص للرسالة المقدسة، رسالة نشر العلم والمعرفة والخير والتطور إلى كل إنسان فاضل في هذا الوطن.
عشتم، عاشت جامعة البلمند، عاش لبنان".

توزيع الشهادات 

إثر الانتهاء من إلقاء الكلمات، بدأت عملية توزيع الشهادات، فتقدم رئيس الجامعة الدكتور إيلي سالم إلى المنصة برفقة عمداء الكليات والمعاهد وسلموا الشهادات ل1320 طالبا حسب الترتيب الآتي: معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي (13 خريج)، كلية الهندسة (357 خريجا)، الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة (360 خريجا)، كلية الآداب والعلوم الإنسانية (107 خريجا)، كلية إدارة الأعمال (97 خريج)، كلية العلوم (92 خريجا)، كلية عصام فارس للتكنولوجيا (86 خريجا)، كلية الصحة العامة وعلومها (108 خريجا)، كلية الاختصاصات الطبية (40 خريجا)، كلية الطب والعلوم الطبية (60 خريجا).

ولدى تسليم الشهادات لمتخرجي قسم التمريض في كلية الصحة العامة وعلومها، والأطباء المتخرجين من كلية الطب والعلوم الطبية، تلي تعهد شرف المهنة من قبل الممرضين، وقَسَم الأطباء من قبل خريجي كلية لطب. 

تخلل توزيع الشهادات فواصل غنائية، أدت خلالها موسيقى قوى الأمن الداخلي، ترافقهم جوقة جامعة البلمند للغناء الشرقي بقيادة السيدة جينا متى رزوق، مجموعة من الأغاني التراثية والوطنية اللبنانية الحماسية والقصائد المغناة التي ألهبت مشاعر الطلاب والأهالي الذين شاركوا الموسيقى والجوقة غناء وأداء.

وكان من اللافت هذه السنة تخريج 9 تلامذة ضباط من كليتي الهندسة وعصام فارس للتكنولوجيا، في حضور قائد القوات الجوية العميد الركن الطيار غسان شاهين ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، وقائد القوات البحرية العميد الركن البحري ماجد علوان. 

بعد الانتهاء من توزيع الشهادات، منح رئيس الجامعة رسميا الشهادة للمتخرجين، فطارت القبعات وعلا التصفيق والتهليل والزمامير، واشتعلت مرة أخرى قلوب الجميع بالفرح والغبطة فاختلط الغناء بالرقص والدبك، وكان الاحتفال عيدا بكل ما للكلمة من معنى. 

وأخيرا، على وقع نشيد الجامعة الذي أدته موسيقى قوى الأمن الداخلي ورافقتها جوقة البلمند للغناء الشرقي، خرج موكب الأساتذة والطلاب، فالتحم الخريجون بالأهالي والحضور، وسادت الأجواء الجميلة التي عبرت عن فرحتهم وسعادتهم بهذا اليوم المميز.