شهادة الامتياز الفني لا تعادل الجامعية أمضيعة للوقت وللمال هي؟ أم هي طريق آخر للتعلم ما بعد الثانوي؟

في لبنان والبلاد العربية بأن هذه الشهادة المهنية التي أمضوا كل تلك السنوات للحصول عليها لا تؤهلهم لنيل ذات الراتب أوالتقديمات التي ينالها خريج الجامعة في نفس الاختصاص.

عندما يرغب خريجو الامتياز الفني بتحسين وضعهم وشروط العمل والاقامة في دول الخليج العربي، بالعودة الى الجامعة علهم ينالون شهادة جامعية إن هم أمضوا سنة دراسية كانوا وعدوا بأنها سهلة التحقيق، يصطدمون بواقع أشد إيلاماً وهو أن الجامعات في لبنان، هذه الأيام لا تقبلهم لإكمال الدراسة بل فقط يتم قبولهم في السنة الأولى جامعية. شبان وشابات كثر واجهوا هذه المعضلة، ألا وهي عدم معادلة شهادة الإمتياز الفني لدى الجامعات في لبنان والتي لم يجدوا لها حلاً حتى الآن والتي لم يجدوا لها حلاً حتى الآن.

وزارة التربية والتعليم العالي لم تقر بعد معادلة هذه الشهادة بالجامعية ولا تخوّل حاملها الإلتحاق بالجامعة من النقطة التي حصل بها على شهادته.

لماذا يتوجه الطلاب إلى الدراسة المهنية بعد نيلهم الشهادة الثانوية العامة إذاً؟

يقول البعض بأن القسط في المعاهد المهنية أقل منه في الجامعات. والبعض الآخر يقول بأنه إختار التعليم المهني لأنه أسهل للنجاح من التعليم الجامعي. لكن هناك عددٌ من الخريجين المهنيين حملة الامتياز الفني يودّون الارتقاء بالوظيفة التي يشغلون وهم يكابدون من أجل ذلك فهل نالوا التوجيه الجيد قبل إختيارهم دراسة هذا الاختصاص أو ذاك "الامتياز الفني؟".

قطعاً لا! لم يكن في علم هؤلاء المنتسبين أية معلومة تخبرهم بأن هذه الشهادة هي على سكة أخرى من التعليم الأكاديمي وينبغي عليهم عندما يختارون هكذا نوع من الدراسة الاستمرار بها لأنه لا وجود أساساً لمعادلتها مع الشهادة الجامعية في لبنان، وإن تصنيف "الامتياز الفني" في سوق العمل يدخل تحت قائمة "مساعد" للمدير أو للمهندس.

يقول الأستاذ في التعليم المهني جوني ديبو: "خبرتي في التعليم المهني وخاصة الإمتياز الفني والتي تفوق 28 سنة. أستطيع القول بأن شهادة الإمتياز الفني ظلمت من قبل المسؤولين عن قطاع التعليم المهني والجامعات الخاصة والعامة على حدٍ سواء. فخريج هذه الشهادة يمكن له أن يتابع تحصيله الجامعي بكل سهولة لأن ما تعلمه في تخصصه، لمواد أساسية، لا يقل قيمة وغنى معرفي عما هو متوفر في الجامعات، ناهيك أن مواد شهادة الإمتياز الفني مكثّفة وفي بعض الإختصاصات تفوق تلك الجامعية مثل شهادة المحاسبة العامة أو التدقيق حيث لا تجد شهادة جامعية توازيها، ففي الجامعات هناك إختصاص إدارة الأعمال الذي يشمل بعض مواد المحاسبة، لكن شهادة الإمتياز التي في هذا المضمار أشمل ويمكن لحاملها العمل ودخول النقابة بسهولة."

لكن كيف يكون حل مسألة المعادلة ودخول الجامعة إنطلاقاً من النقطة التي حصل فيها الطالب على شهادة الامتياز الفني فيقول ديبو:"الحل بسيط فلتجرِ إدارات الجامعات إمتحاناً للطالب الحائز على شهادة الإمتياز الفني  وإذا نجح تُعادَل له كافة المواد ويكمل طريق الجامعة من هذه النقطة." 

الظاهر أيضاً أن مكاتب المحاسبة والتدقيق يرحبون بتوظيف خريجي الامتياز الفني في المحاسبة ويفضلون أولئك الذين التحقوا بالتعليم المهني من مرحلة الباكالوريا الفنية كما يقول الخبير والمدقّق قي المحاسبة فؤاد الخباز: "نحن كخبراء في المحاسبة والتدقيق، نفضل توظيف الحائزين على شهادة الامتياز الفني في المحاسبة وخاصة الذين قد التحقوا منذ مرحلة الباكالوريا الفنية، لأنهم مشبَعون بالدروس حيث أنهم درسوا المواد مرتين، واحدة خلال مرحلة الباكالوريا الفنية والثانية خلال مرحلة الامتياز الفني، وهكذا يكونون قد تجذّروا بالاختصاص وأصبحوا أكثر إلماماً بالمواد".

 

إذاً في حال أردت الإلتحاق عزيزي الطالب، في مدرسة مهنية لدراسة برنامج الامتياز الفني عليك التفكير ملياً في المستقبل وأي وظيفة ومركز يشبع رغباتك وطموحك وإذا ما كنت تريد أن تتبوأ مركزاً إدارياً كبيراً، فاعلم أن هذا الاختصاص لا يحقق تطلعاتك، بل دخولك الجامعة والحصول على شهادة معترف بها هو ما يؤمن كل ما تصبو إليه 

 

 كابي فوزي يازجي