محفوظ في تخريج "فوج مار شربل" في الكسليك: ليكن الخوف فريستنا ولا نكن نحن للخوف فريسة

احتفلت جامعة الروح القدس - الكسليك بتخريج 1616 طالبا وطالبة من فروعها كافة، في حفل دعا إليه رئيسها الأب الدكتور هادي محفوظ، الذي أطلق على المتخرجين اسم "فوج مار شربل".

وقد تخلل الحفل منح دكتوراه فخرية في إدارة الأعمال والعلوم التجارية الى مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة ويستون Weston ink، في ولاية أوهايو الأميركية، وصاحب شركة غرايستون GraystoneInc، المتحدر من جذور لبنانية أنطوني ج. آشر، في حضور الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي طنوس نعمة، المطران ميشال قصرجي، الآباء المدبرين في الرهبانية اللبنانية المارونية، رئيس بلدية جونيه انطوان افرام وأعضاء مجلس الجامعة وحشد من الفاعليات الروحية والسياسية والعسكرية والقضائية والبلدية والاختيارية والاعلامية والتربوية وأهالي المتخرجين.

بدأ الحفل بدخول موكب الأساتذة والمتخرجين، فالنشيد الوطني، ثم تلا الأباتي طنوس نعمة صلاة البركة، وألقت بعدها عريفة الحفل مادونا سلامة أيانيان كلمة التقديم.

كلمة المتخرجين
وألقى الطالب جو خليل كلمة باسم المتخرجين قال فيها: "إنضمامنا إلى جامعة الروح القدس لم يكن إختيارا بل كان هدفا أردنا تحقيقه. هذه الجامعة لا تبني مستقبل طلابها بل تجعلهم يخلقون هذا المستقبل. بين جدران العلم هذه، تبنى أسلحة خالدة تجعلك حاضرا لأي صراع".

وكانت كلمة ثانية للمتخرجين، ألقتها الطالبة حنان زيادة قالت فيها: "بضع سنوات مضت وسفينتنا راسية على ميناء هذه الجامعة، وها نحن اليوم نرى في الأفق اصفرار الوداع، ولكننا لا نخاف متابعة السفر لأن طاقم هذه السفينة من إدارة وموظفين قد وصل بها إلى ميناء التفوق".

الأب محفوظ
وبعد فاصل موسيقي ألقى رئيس الجامعة الأب محفوظ كلمة تمحورت حول حكايات المتخرجين في هذه الأمسية، موجها "تحية عرفان بالجميل لكل أب وأم، معنا اليوم على حسن صنيع تجاه كل من أولادهم". وقال: "هم شهدوا على اطلالتكم على الحياة، هم ضحوا في طرق عديدة، وسكبوا الذات من أجل عائلاتهم".

واكد ان "الرهبانية، من خلال الجامعة، ومن خلال المدارس فيها، تواصل تقليد التربية والتعليم العالي الذي يعود إلى قرون عديدة في الماضي". وقال: "إنها حكاية أمانة للتقليد وللتاريخ الماضي، وفاء وأمانة لمن أورثونا حاضرنا وهويتنا ومعتقدنا. ولكن، في الوقت عينه، خطت جامعتكم، ولا تزال تخطو، خطوات جبارة إلى الأمام، في الاختصاصات والحداثة والمكننة والتقنيات والانفتاح المحلي والعالمي على عالم الجامعات وعلى سوق العمل. وها جامعتكم قد اتشحت، هذه السنة، بقوانين جديدة، لأنها بدأت رحلة الاعتماد الأميركي، بعد أن حصلت على الاعتماد الأوروبي منذ ثلاث سنوات".

وأضاف: "سوف تتابع جامعتكم الوقوف إلى جانبكم، من خلال تقدمها الدائم، ومن خلال رابطة القدامى. فنحن، يوما بعد يوم، نعمل في كل مضمار من اجل تقدم الجامعة الدائم، كما نعمل على تنشيط هذه الرابطة. في الحالتين، هناك فائدة كبيرة لكم أيها الخريجون والخريجات الأحباء، لأن اسمكم في ميدان الحياة سوف يظل مرتبطا باسم الجامعة، فهما الاسمان المتلازمان، الموجودان على شهادتكم."

واستذكر كلام قداسة البابا فرنسيس، يوم الأحد الفائت عن الشبيبة، وقال: "الحرية هبة يعطينا الله إياها، ولكن علينا قبولها. يجب أن يكون لنا قلب حر، لأننا نعلم جميعا أن في العالم أمورا كثيرة تقيد قلوبنا وتمنع الحرية عنه. فاستغلال الآخرين، ونقص وسائل العيش، والإدمان على المخدرات، والحزن، كلها أمور تقتلع منا الحرية".


اضاف: "تذكروا هذه الكلمات لأن فيها لكم حياة. لا تستغلوا أحدا ولا تكونوا موضوع استغلال، بل فلتزين الحرية حياتكم، والحق وحده هو الذي يحرركم".

وشكر الاب العام الاباتي طنوس نعمة ومجمع الرئاسة العامة على "كل العناية التي يولون جامعتنا إياها". وقال: "ان حكاية الرهبانية وجامعتها، تصل بنا إلى حكاية راهب من رهبانها، إنه مار شربل. من منا لا يقف إجلالا وخشوعا أمام هذا القديس العظيم؟ تطل علينا حكايته إذ إن الليلة هي ليلة عيده، الأحد الثالث من تموز. وفي الوقت عينه، تسمى دفعتكم باسمه، إذ إنها الذكرى الخمسون لإعلانه طوباويا، سنة 1965. هو راهب من الرهبانية اللبنانية المارونية، رهبانية جامعتكم، مثل القديسة رفقا، والقديس نعمة الله الحرديني، والطوباوي الأخ اسطفان. أعود إلى حكايته، لأنه يعلمنا أن نكتشف جوهر الحياة، من خلال قشورها..."

وتابع: "ان أتكلم عن النجاح، أصل إلى حكاية طوني آشر، المتكلم الرئيس في الاحتفال...فاختباره الحياتي، وهو الذي يحمل سنيه الطويلة بكل فرح، اختبار جميل وناجح، ينضح حياة. هاجر أبوه من خربة قنفار في البقاع الغربي في لبنان، إلى الولايات المتحدة الأميركية، إبان الحرب العالمية الأولى. وكان من عائلة متواضعة. بعد الدروس الجامعية في الحقوق، بدأ طوني العمل في ميدان آخر، هو الإدارة، وخصوصا إدارة المباني والممتلكات. فحقق نجاحا كبيرا جدا، وبقي هو هو، على تواضع كبير. محترم هو بين عارفيه، وخصوصا في الجالية اللبنانية هناك. أود هنا أن أحيي جميع الآتين من مدينته Cleveland, Ohio، للمشاركة في هذا الاحتفال... وطوني آشر يعمل جاهدا في الولايات المتحدة الأميركية من أجل جامعتكم، ففي عمله، هو أمين للجامعة ويبذل الكثير كونه عضوا في مجلس المؤسسة الداعمة لجامعة الروح القدس في الولايات المتحدة".

وختم بالقول: "أهنئكم من القلب وأنتم موضوع فخرنا وعزتنا. انطلقوا في الحياة، افرحوا، انجحوا، ولا تخافوا. نعم، لا تخافوا. فمهما حدث حولنا أو عندنا، أود أن أردد ما قلته لرفاقكم السنة الماضية: فليكن الخوف فريستنا ولا نكن نحن للخوف فريسة. وأزيد، الخوف يقيد ويشل، أما نحن فأهل الحرية والدينامية والحياة. اتشحوا بالطيبة والخير والمحبة والحرية، وامضوا إلى الامام، مزودين بما اخذتموه في جميع مراحل حياتكم، وخصوصا في حياتكم الجامعية. لا شك عندي في أنكم، في يوم من الأيام، سوف تفتشون في ذاكرتكم عن هذه الأمسية، مظهرين معناها، خصوصا عندما تتعمقون أكثر فأكثر في سر الحياة وسر سير التاريخ".

ثم وضع الأب محفوظ عباءة الدكتوراه على كتفي آشر وسلمه شهادة الدكتوراه، تأكيدا على "اقرار الجامعة بمسيرته الناجحة والمميزة التي تتلاقى وقيم الجامعة وتطلعها إلى الجودة وإلى التفوق والتميز".

آشر
بدوره، أعرب آشر عن عميق الشكر والامتنان للجامعة على مبادرتها، مشددا على أربع ركائز أساسية في الحياة، الأولى تمثل الله، الثانية العائلة، الثالثة العلاقات مع المتخرجين الآخرين أي أصدقائكم، ومع جامعتكم وأساتذتكم، وأخيرا مع نظرائكم ومنافسيكم. أما الركيزة الرابعة والأخيرة فهي لبنان ومدى تأثيركم في بلدكم".

واشار الى بعض الكلمات للوصول إلى النجاح، هي: الروحانية، نقاط القوة ونقاط الضعف، السلوك، المسؤولية، العلاقات، الابداع والابتكار، الفرصة، القيادة والعمل الدؤوب وأخيرا الثقة العالية".

واعتبر "أن مفتاح المستقبل والسعادة والنمو والتميز والتغيير الإيجابي يكمن في الإيمان والشغف في داخل كل إنسان. فمن خلال القيادة تصل إلى التغيير؛ ولا مستقبل من دون تغيير. أما القيادة فتتطلب ميزة إستثنائية هي الشجاعة إضافة إلى ميزات أخرى كالثقة والاستقامة والمثابرة والتركيز والرؤية، وغيرها... ".

وتوجه إلى المتخرجين قائلا: "لبنان يحتاج إليكم وإلى مهاراتكم. فخططكم ومستقبلكم تتشابك ومستقبل لبنان. فحضروا أنفسكم مستعينين بتحصيلكم العلمي وبخبراتكم في الحياة، الجيدة والسيئة. إقرأوا عن حياة القادة، ورسخوا ميزاتهم الشخصية في أنفسكم. القيادة تبدأ بكم، تقودون أولا أنفسكم ثم الآخرين. القيادة هي مرح، هي نمط حياة، هي شغف وتجديد. القيادة تقدم فرصا تجعل الحياة مثيرة للاهتمام ومشوقة. القيادة تدعوكم كل يوم إلى إكتشاف أشياء جديدة لم تروها من قبل. القيادة تسمح لكم بأن تكونوا أنفسكم وأن تتطوروا باستمرار".

جوائز تقديرية
ثم جرى توزيع جوائز تقديرية على الطلاب المتفوقين. فقدمت جائزة الدكتور إيلي شلالا زوجته أمل شلالا إلى الطالبة باميلا حويس في كلية الطب والعلوم الطبية. فيما قدم رئيس جمعية موسى بو فرح للوقاية من الموت المفاجئ الدكتور أنطوان بو فرح جائزة الدكتور موسى بو فرح للطالبة ستيفاني لطيف في كلية العلوم. وللتفوق في كلية الحقوق هذه السنة جائزتان: جائزة نقابة المحامين في باريس، قدمتها الأمينة العامة للنقابة أنابيل بوكارا للطالبتين سارة زعرور وكارين شقير.أما جائزة نقابة المحامين في كان CAEN فقدمها ممثل النقابة المحامي جو كرم للطالبتين إيفا دكاش وليا مارون.

توزيع الشهادات
وفي الختام وزع الأب محفوظ وآشر وعمداء الكليات الشهادات على المتخرجين. ثم أقيم استقبال بالمناسبة.