طعمة في تخريج طلاب المدرسة الوطنية الارثوذكسية: ما تقدمه نموذج حي يحتاجه لبنان

في حضور مدير المدرسة النائب نضال طعمة، مطران عكار وتوابعها للروم الارثوذكس المتربوليت باسيليوس منصور، الوزير السابق يعقوب الصراف وحشد كبير من الشخصيات الاكاديمية والنقابية والتربوية وفعاليات المنطقة واهالي الطلاب.

بعد النشيد الوطني اللبناني، كانت كلمة للطلاب اكدوا فيها على ان "المبادىء الوطنية التي تربوا عليها في هذه المدرسة ستبقى نبراسا في حياتهم ان توجهوا".

ثم القى مسؤول القسم الثانوي حنا نقولا كلمة شدد فيها على ان المدرسة كانت وستبقى تعمل لما فيه خير التربية والتعليم في هذه المنطقة.

النائب طعمة

اما النائب طعمة فقال :"ونحن نطأ عتبات الشهر الفضيل، تهل وجوهكم أيها الخريجون الأحباء، أقمار حب تتجلل بقيم الخير والورع والسماحة. تجيئون من عالم المعارف المعمدة بقيم الحق، لتكتمل بدوركم أنوارا تزلزل ممالك الظلمة وتطارد فلول العتمة، كما يكتمل الشهر الفضيل برضا رب العباد على أبنائه"، مهنئا بقدوم شهر رمضان.

اضاف :"يقيننا أنكم أيها الخريجون، سرب الحمام الذي لن يتخلى عن زيتون السلام، وواقع حالكم مع الشاعر العربي محمود دويش يؤكد الإرادة والأمل والرجاء. فأنشدوا، وعلوا صوت الفرح، كي لا يظن الموت أنه دون إقدامكم حائل، خاطبوا البائس وقوموا دربه".

وتابع :"لا يتخوفن أحد من موسم الجفاف، فهو عابر، ووادينا بإرادة أبنائنا، سيخضوضر حبا وإبداعا وخلقا جديدا. وبما انه ليس لنا على هذه الأرض مدينة باقية إلى الأبد، يقول لنا إنجيلنا بأننا في هذا العالم، ولكننا لسنا منه. نحن فيه لنعطيه ماء الحياة، ولسنا منه كي لا نستأثر بالآبار ونحتكر خير الغمام. نحن في هذا العالم كي نخدم وننفتح ونحب، ولسنا منه كي لا نظلم ونكفر ونبطش بالآخرين. نحن من هذا العالم لنكون ملحه، ولسنا منه كي لا نحيا بخبزه فقط.

ولفت الى ان تكريم الدكتور كميل حبيب ياتي اليوم في إطار هذا التخرج، تقديما لنموذج رائد، في الكفاح والنضال والعصامية.

وتوجه الى المطران منصور بالقول :"ان مواسمنا فرحة ببركة يمينكم، ودروبنا محمية ببخور صلواتكم، ومرامينا مفتوحة الأمداء دوما لأن رؤاكم لا تعرف حدا للطموح، شكرا لكم المتروبوليت باسيليوس منصور الجزيل الاحترام، ومبارك لكم تخرج كوكبة جديدة من شباب لبنان، يكفيها فخرا أنها تنعمت ببركتكم ورعايتكم".

وختم بالقول :"أعلنها بثقة وفخر أن المدرسة الوطنية الأرثوذكسية باقية في وجدان الزمن، منارة حضارة وانفتاح. فمن جعل الإنسان وكرامة الإنسان أولى أولوياته، لا يستطيع أن يتراخى في نذوره التي قطعها أمام الله، ويترجمها بخدمة كل الناس، فما نقدمه، وبكل فخر نموذج حي، يحتاجه لبنان اليوم، أكثر من أي وقت مضى".

حبيب

ثم كانت كلمة الدكتور حبيب شكر فيها للمطران منصور لفتته الكريمة وللنائب طعمه جهده وشفافيته ومتابعته وقال: "افهم التربية اتجاها فوقيا لمناجاة الخالق وانعطافا افقيا نحو الانسان وولوجا في محراب الذات نقدا وبحثا ومحاسبة، فالتربية حددناها بنا الانسان وهي في جوهرها ممارسة لفعلي الحرية والاختيار وهدفها خلق انسان ينمي الفكر النقدي وقادر على مواجهة العصر، يحمل تراث الاجداد على كتفيه ويضع راسه في الحداثة متفاعلا مع الاخر بثقة المؤمن وبشجاعة الكائن".

ودعا الطلاب الى "متابعة دراستهم في الجامعة اللبنانية لانها جامعة الاذكياء ولكونها وطنية تماما كالمدرسة الوطنية الارثوذكسية وهي التي تقف على ذرى العلم باسطة اجنحة العطاء وممدا من امد وزادا من عدد وذودا لنهضة وطن".

وتحدث المطران منصور مستهلا كلمته بتهنئة الطلاب بتخرجهم ومباركا لجهدهم ولعطائهم الذي يجب الا يتوقف عند حدود، بل عليهم ان يتابعوا ويجتهدوا مستندين الى ايمانهم الكبير بأن الله معهم ويقويهم ويعضضهم في مسيرتهم في مناحي العلم الكثيرة والمتنوعة والتي تنير عقولكم لبناء مستقبل نريده لكم ناجحا وباهرا، وقال: "حيثما الجمال الخلقي هناك كلمة الله، واينما كانت المحبة فهناك روح الله واينما كان المحبون والصادقون والذين في قلبهم رحمة، فهؤلاء الى اي دين انتموا فقد اقاموا في الله واقام الله فيهم".

وهنأ الدكتور حبيب على توليه منصب عميد لكلية الحقوق، ودعاه لان يتابع مسيرته بما يخدم وطنه ومنطقته، مشيدا بجهده ومتابعته معنا لمسالة تحقيق فرعا للجامعة اللبنانية في عكار، وكدنا ان نحقق شيئا بتعاون الكثيرين من ابناء المنطقة ولا سيما من سعادة النائب نضال طعمة الذي لم يبخل جهدا، ولكن احيانا كثيرة تأتي المعاثر لتوقف العمل. فعكار لا تعطي حياة فقط للجيش اللبناني الذي نحييه بل هي تعطي حياة لكل النواحي الجغرافية والديموغرافية في لبنان.

واكد منصور على متابعته لكل هذه الجهود لان يكون لعكار جامعتها تحتضن الطلاب ابناء هذه المنطقة، آملا ان تكون المدرسة الوطنية الارثوذكسية مركزا لهذه الجامعة، وقال: "هناك 22 الف مترا مربعا من الارض تملكها المطرانية في الشيخطابا مستعدة لوضعها في خدمة انشاء جامعة تقدم العلم والمعرفة لابناء هذه المنطقة العزيزة بناسها وباهلها والمحروسة بالله. واننا نتمنى على المسؤولين في بيروت ان يعوا اهمية انشاء فرع للجامعة اللبنانية في عكار وهذا امر بالغ الحيوية وعكار تستحق".

واشاد بالمبادرة التي قام بها النائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس بانشاء بناء جامعي في بلدة بينو تحت اسم "معهد عصام فارس التقني" التابع لجامعة البلمند.

بعد ذلك قدم المطران منصور والنائب طعمة درعا تكريمية للدكتور كميل حبيب، ثم وزعا الشهادات التقديرية والهدايا الرمزية على الطلاب الخريجين الذين بلغ عددهم 81 طالبا في المرحلة الثانوية العامة.