دكاش في تخريج طلاب اليسوعية : كونوا شغوفين بقيامة لبنان
وقد حضر الإحتفال رئيس الجامعة البروفسور سليم دكاش اليسوعي وعمداء الكليات ومدراء المعاهد وجمع من أساتذةومسؤولي الجامعة وأهالي الطلاب.
إستهل الحفل بدخول رئيس الجامعة ونواب الرئيس ومسؤولي الكليات والمعاهد والمتخرجين، ثم النشيد الوطني. وكانت كلمة لدكاش كلمة بالمناسبة قال فيها:"أيها الطلاب الأعزاء، قد يطرح عليكم سؤال عشية انطلاقكم للحياة المهنية العملية: ماذا علمتكم هذه الجامعة وهي على عتبة عامها ال 139 في خدمة التعليم؟ هذه الجامعة التي تتمسك بصفتيها إن لم يكن باثنين من خصائصها ألا وهما: اليسوعية واللبنانية؟ ماذا استطاعت أن تقدمه لكم مؤسستكم كمعارف ومهارات ضرورية من أجل انخراطكم في ميدان العمل وفي النسيج الاقتصادي والإجتماعي في لبنان وفي بلدان أخرى تسعى وراء الموارد البشرية اللبنانية؟ من المؤكد أنها قدمت لكم المهارات التقنية كل في مجال تخصصه. من دون التقليل من وزن وقيمة هذه المهارات، ما هي هذه المواقف الأخرى أو المهارات الأخرى في ميدان العمل والمعرفة والنجاح والتي تشكل ضرورة اليوم لنجاحكم في الحياة؟ هذه المهارات كثيرة، ولكن أريد أن أتوقف عند ثلاث منها وهي: تخطي الحدود والانضباط والالتزام".
وتابع :"أود أن أذكر أولا هذه القدرة على تجاوز الحدود، الحدود التي توجد فينا، والتي تتألف من الأحكام المسبقة والمفاهيم المغلوطة عن أنفسنا وعن الآخرين. هذه الحدود تحد من حريتنا في الإبداع والابتكار وتتعدى على الطاقات الحيوية الخامدة في داخلنا. لذلك لا تخافوا التوغل في أعماقكم لتجدوا فيها قوى جديدة للحب، والتعاون والتغلب على التوترات الناتجة من ضيق نفسنا، والتي يعززها الخوف من الآخر وحب المال سهل الكسب والسعي وراء السلطة بأي ثمن. وهكذا يمكننا أن نتنفس وننشر السلام والفرح من حولنا ولا نكون ضحايا الأيديولوجيات السياسية والطائفية التي تمنعنا من العيش بشكل جيد. كما ان الصرامة أو الانضباط ضروريان لنرى ذواتنا بطريقة واضحة، ولتنظيم وتوجيه حياتنا. كم من المرات قيل لي إن خريجي جامعة القديس يوسف هم من العمال ولكنهم أيضا أشخاصا مهنيين، كل في حقله، يمكنهم تحديد الأولويات، ويتمتعون بحكم دقيق، ويعرفون كيفية التخطيط وإقامة العلاقات وإنشاء خارطة طريق لتحقيق النجاح. أوليست هذه مواقف يحتاج إليها كل واحد منكم، ويجب تعبئتها في المستقبل؟".
وختم :"وأخيرا، فإن الجامعة ليست محايدة ولا غير مبالية عندما يتعلق الأمر بالانخراط في قضايا إجتماعية أو وطنية من أجل الفقراء والمهمشين. هي ليست محايدة ولا غير مبالية عندما يتعلق الأمر باستثمار الطاقات الفكرية في البحوث الطبية والعلمية أو الأدبية، أو في تعزيز التربية الجامعية. ولكن الالتزام الحقيقي لا يمكن أن يتم من دون شغف، أي من دون حب. كونوا دوما، أيها الأصدقاء الأعزاء، شغوفين بالحياة، شغوفين بقيامة بلدنا لبنان".
وبعد تسليم الشهادات ألقيت كلمات للخريجين ووزعت شهادات التفوق واختتم الحفل بنشيد الجامعة وبكوكتيل على شرف من اسماهم البروفسور دكاش "قدامى الجامعة الجدد".