الجامعة الاميركية للتكنولوجيا تحيي"النهار العالمي لإرث الفنون المرئية والمسموعة

في قاعة عصام فارس في مبنى الجامعة، وكرمت أعلاما من السينما اللبنانية والعربية هم: السينمائي شوقي متى، نقيبة الفنانين المحترفين الممثلة سميرة بارودي، المخرج برهان علوية ممثلا بمدير اعماله نجا الاشقر، والمؤرخ والناقد السينمائي وليد شميط، في حضور مديرة شؤون التلفزيون والمسرح والمعارض في وزارة الثقافة السيدة ديما رعد ورؤساء بلديات المناطق المجاورة وحشد كبير من السينمائيين والاعلاميين.

بداية النشيد الوطني عزفا على البيانو اداه فادي جبرايل من محترف عمشيت للتمثيل وبمشاركة الحضور انشادا. وقدمت الاحتفال الاعلامية الدكتورة ريما نجم بجاني التي تطرقت الى معنى الابداع وصنع السلام.

AUT1111

حنين

وألقت رئيسة الجامعة السيدة غادة حنين كلمة قالت فيها: "ان الثقافة هي ثروتنا الكبرى الباقية. وفيما نحن نشهد أزمات وتحولات مصيرية في لبنان والمنطقة والعالم ترافقها التساؤلات المقلقة عن المستقبل والوجود والدور والحضور، نجد أنفسنا متمسكين أكثر بهذه الثروة التي لا تضاهى، والتي تكفل جبه التحديات المعاصرة".

أضافت: "ان العالم يعيش ما عرف بصراع الحضارات، وهي تسمية تخفي مصالح سياسية واقتصادية للمتحكمين بالعالم ، لان الحضارات لا تتصارع بل هي مدعوة الى التلاقي والتكامل والارتفاع بإنسانها الى فوق، الى القمم، الى قمم القيم حيث الانسان يحمل صورة الله، ويؤدي رسالة مقدسة على وجه الارض. وها هو لبنان يصارع صراع الحضارات، وينتصر بقدر ما يثبت أمانته ووفاءه لارثه الثقافي، فيؤدي رسالته الانسانية القائمة في اشاعة ثقافة المصالحة والسلام في وجه ثقافة الحرب والموت. وها هم أعلام لبنان الذين نكرمهم هذا المساء الشهود الاحياء للامانة والوفاء لتراث لبنان ودعوته التاريخية. ها هم يضيفون مداميك ثابتة لاعلاء هذه الدعوة التاريخية، ويزيدون على الارث ارثا غنيا محفوظا في ذاكرة لبنان ويسهمون بأعمالهم الثقافية في تنقية هذه الذاكرة، ومحو صفحاتها السوداء".

وتابعت: "ان أعمالكم أيها الأعلام المكرمون تقود الى هدم جدران التفرقة والاختلاف، وتبني جسورا للتلاقي وقبول الآخر والتكامل. ان أعمالكم صفحات مضيئة في ماض مشوه ببصمات السياسة والمصالح، انها صفحات نريدها اضاءات للمستقبل. ان أعمالكم مشعة نورا يشق ظلاما يحيطنا، ويوسع الآفاق لآمال متعثرة ضائعة مترددة قلقة بمستقبل فوق أرض لبنان".

وختمت: "ان تحية الوفاء التي شاءتها جامعتنا لسميرة بارودي، ووليد شميط وبرهان علوية وشوقي متى، وبرعاية معالي وزير الثقافة الاستاذ كابي ليون هي رسالة لكل القيمين على هذا الوطن للعودة الى قيمنا الثقافية، ولتجاوز حدود الاختلاف السياسي والطائفي الضيق المميت، للعبور الى رحاب الثقافة ضامنة التلاقي الانساني الشامل ميزة هذا الوطن وجوهر رسالته".

باسيل

وكانت كلمة لرئيس بلدية الفيدار الدكتور نعيم باسيل الذي تطرق الى دور البلديات، معتبرا انه "لا يقتصر فقط على بناء حجر او تعبيد طرقات او تسوية مخالفات انما بالانسان نبني الاوطان"، معاهدا على ان "مشوار البلديات مع المثقفين والفنانين والمبدعين لا ولن يتوقف".

وبعد عزف على البيانو على خلفية صورة من فيلم Casablanca، وديو من اداء فادي جبرايل وغوى العجيمي، تم عرض مقتطفات من فيلم "سفر برلك" للاخوين رحباني، قبل ان تقدم الاعلامية ريما نجم المكرمين ونبذة عن اعمالهم. وقدم لهم ليون وحنين وباسيل دروعا وشهادات تقديرية.

AUT22222

شميط

وأعرب شميط عن "التقدير الكبير لهذه البادرة التي أرى فيها تحية للسينما في لبنان من خلال تكريم نخبة من المبدعين اغنوا السينما اللبنانية واعطوها الكثير من فنهم وتجاربهم وطموحاتهم". وسأل: كيف يحافظ لبنان على ارثه السمعي-البصري؟ هناك ارشيفات لبنانية تعرضت للتدمير في اثناء الحروب المتلاحقة، وهناك اليوم كنوز سمعية - بصرية موجودة لكنها مهددة".

وقال: "ان تردي اوضاع الارشيفات السمعية- البصرية لا يقتصر علينا في لبنان وانما هي ظاهرة تكاد تكون عالمية، الامر الذي حمل الاونيسكو في العام 2005 على اطلاق صرخة تحذير اكدت فيها انه اذا لم تتخذ اجراءات عاجلة فان 80 في المئة من مجموع 200 مليون ساعة من التراث السمعي - البصري العالمي يمكن ان تختفي الى الابد في غضون عشر سنوات".

أضاف: "هذه المخاطر تهدد تراثنا السمعي - البصري، على رغم وعي اهمية هذا التراث وضرورة حفظه وصيانته، وهو وعي ليس جديدا في لبنان. فمنذ ستينات القرن الماضي، وربما قبل ذلك، والمسألة تشغل المعنيين في الدولة، وخصوصا في وزارة الاعلام، ثم في وزارة الثقافة التي استحدثت لاحقا، وكذلك في المجتمع المدني. وقد جرت محاولات جادة تهدف الى حماية هذا التراث، سواء عبر سن قوانين او وضع مشاريع قوانين بهذا الخصوص، او عبر تأسيس السينماتيك اللبنانية، او ترميم العديد من الافلام اللبنانية بمساعدة السينماتيك الفرنسية في العام 1991، وكذلك قيام المؤسسة العربية للصورة بمبادرة من بعض المصورين والسينمائيين. ولا ننسى بالطبع المكتبة السينمائية الوطنية في وزارة الثقافة وما توليه الوزارة اليوم من اهتمام جدي بتوفير ما يلزم من امكانات لتفعيل عمل هذه المكتبة، وتمكينها من ان تلعب الدور الكبير المطلوب منها".

وختم موجها نداء الى وزارة الثقافة والى كافة المؤسسات المعنية في الدولة وفي المجتمع المدني "لكي يجعلوا من صيانة التراث السمعي- البصري والمحافظة عليه اولوية مطلقة على رغم الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا. فمن حق الاجيال المقبلة ان نحافظ لها على هذا التراث وان نعمل على حفظ هذه الذاكرة، ذاكرة لبنان واللبنانيين. وهذا هدف كبير يستحق ان تتضافر في سبيله كل الجهود".

بارودي

ثم شكرت بارودي بادرة الجامعة الاميركية للتكنولوجيا، وطلبت من وزارة الثقافة "المساعدة على دعم مركز السينما لارشفة كافة الاعمال الفنية اللبنانية ليكون هناك فعلا ارث حقيقي للفنون المرئية والمسموعة"، مشددة على "استعداد النقابة والممثلين لانجاح هذا المشروع". وقالت: "من واجب الجيل المحترف الذي يحمل فوق اكتافه تراكم سنوات التعب والخبرة ان يكرَّم المبدعين والمبدعات من جيل الشباب، واجمل تكريم هو ان يضع نفسه في تصرفهم لكي يقدموا فنا يحمل هوية وليس فنا مستوردا".

واعربت عن امنياتها لهم "بغد مشرق بالاستقرار والامن والسلام وغياب الخوف من وعلى المستقبل حتى يستطيعوا ان يحققوا النجاحات في هذا البلد الحلم لبنان".

ليون

في الختام، ألقى ليون كلمة شكر فيها الجامعة على هذه المبادرة، وقال: "ان وزارة الثقافة الى جانبكم، وهي لا تتأخر عن دعم اي جهة مبادرة لتكريم مبدعينا الكثر".

وفي الختام، اقيم كوكتيل.