رئيس الأميركية في افتتاح العام الدراسي الجديد وخاطب افتراضيا أسرة الجامعة بعنوان: هل أنا حارس لأخي؟
خاطب رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري في كلمة عبر الفضاء الافتراضي من قاعة "الأسمبلي هول" أفراد مجتمع الجامعة وعائلتها وأصدقائها، بمناسبة الافتتاح الرسمي للعام الدراسي الجديد، بعنوان: "هل أنا حارس لأخي؟"، متسائلا: "كيف تتعلم أسرة الجامعة الأميركية في بيروت من أسس الفنون الليبرالية والتاريخ والأخلاقيات، العناية بأولئك الأقل حظا منا، ولضمان أن تعاش حيوات أكثر بوفرة، في وقت نشعر فيه نحن بأننا مهملون وضعفاء وغاضبون؟".
وعن الوضع الحالي في لبنان، قال خوري: "في غياب التخطيط والمساءلة انهار كل شيء، بما في ذلك المعايير والأنظمة التي ينبغي أن تكون أساس كل دولة تحافظ على سلامة مواطنيها ورفاهيتهم. وبعد الرابع من آب، أبرزت شواهد الحدائد الملتوية على بعض، والمنازل المدمرة، والنفوس المحطمة، وجود هذا العيب الصادم للعالم أجمع".
أضاف: "إن أعظم ثروة للبلاد وأكبر سبب للأمل لدينا هو التفوق الذي حصل عليه لبنان بفضل وجود الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة القديس يوسف قبل تأسيس لبنان الحديث في عام 1920. إن الكثير مما هو جيد في ثقافة وتنوع لبنان والمنطقة ينبع من هذا التعليم والعناية الصحية الاشتماليين، الممتازين، اللذين قدمتهما هاتان الجامعتان على مدى أجيال".
واعتبر أن "قطاع التعليم العالي الراسخ في الجودة جعل الدولة المستقلة حديثا جذابة لأفراد من كل أنحاء المنطقة وخارجها".
ثم تحدث عن "تأسيس جامعات عدة في لبنان عبر تاريخه منها جامعات: الحكمة، اللبنانية الأميركية، الروح القدس الكسليك، اللبنانية الحكومية، هايغازيان، بيروت العربية، البلمند، الإسلامية، الأنطونية وسيدة اللويزة. لقد اجتمعت الجامعات الخاصة الأحد عشر على أساس هدفنا الكلي ورسالتنا المشتركة في تعليم وخلق الفرص للأجيال المقبلة".
وتناول "تعاون الجامعة الأميركية في بيروت مع الجامعات في لبنان وحول العالم"، وقال: "إن هدفنا الرئيس هو ليس أقل من أن نبرز كإحدى أرقى الجامعات في العالم، وكنموذج للتعليم العالي في جنوب الكرة الأرضية".
أضاف: "من المقومات الحيوية الأخرى للبنان نظام العناية الصحية الجيد الذي بدوره تعرض للتهديد بسبب الانهيار الاقتصادي وجائحة كوفيد 19 وانفجار 4 آب الذي تسبب بدمار كبير في المستشفيات حول بيروت مع أضرار تجاوزت ال150 مليون دولار. 58 في المائة من العناية الصحية في لبنان توفرها أنظمة صحية خاصة، وأدى الانفجار إلى تعطيل حوالى 800 سرير من أصل ألفي سرير في المستشفيات التعليمية في بيروت، وكل هذا في حين تتفاقم الجائحة".
وأشار إلى "الدعم الحديث للتعليم الذي يبتغي الربح"، وقال: "إنه يقلل من قيمة الجودة لصالح القدرة على دفع التكاليف، ويفشل في أن يأخذ في الاعتبار تقاسم القيم المشتركة، مثل فهم الثقافات المختلفة، وتطوير التفكير النقدي والمهارات التحليلية، وإجراء البحوث، وهي كلها تتطلب استثمارا في الموارد".
أضاف: "يؤكد النموذج الذي حققته الجامعة الأميركية في بيروت وآخرون على تعليم الأفضل والألمع بطريقة مسؤولة، وهو يقدر ويحتسب الفرق بين موارد العائلات المتنوعة من خلال ضمان المساعدة المالية لأولئك الذين لا يستطيعون تحمل الرسوم الدراسية. ويضمن هذا النموذج الدقيق أن ستين في المئة من طلاب البكالوريوس والدراسات العليا في الجامعة الأميركية ببيروت يتلقون شكلا من أشكال المساعدة المالية".
وتابع: "في هذه اللحظة الخطيرة للغاية بالنسبة إلى التعليم العالي في لبنان، وبالتالي بالنسبة إلى الهوية الوطنية اللبنانية ككل، يجب أن نكون جميعا جزءا من النقاش الوطني، وخصوصا عند إدخال تغييرات مدروسة وعميقة، وحتى جذرية لصالح التعليم الربحي، وهي تغييرات تتعارض مع أكثر من مئة عام من علم أصول التدريس والمنح الدراسية".
وسأل: "ما الذي يمكن أن تفعله الجامعة الأميركية في بيروت لتوفير الأمل ورعاية وتخريج البحاثة والعلماء، وهم نماذج للفضيلة يمكن أن يساعدوا في التغلب على اليأس وخيبة الأمل والظلام؟ في آخر المطاف، اضطررنا للتو إلى اتخاذ أكثر القرارات إيلاما في تاريخنا من أجل إنقاذ المؤسسة، وذلك بتقليص القوى العاملة لدينا، والتخلي عن أفراد محبوبين من أسرتنا في الجامعة الأميركية في بيروت، خلال هذه الدوامة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإنسانية والصحية؟ أعتقد أن الإجابة هي أنه لا يزال بإمكاننا أن نكون مثالا يحتذى في نواح عدة، في قيادتنا لتحالف كوفيد19 الذي ترعاه الوكالة الأميركية للتنمية الدولية والذي يضم أطرافا صحية خاصة وتعليمية وأكاديمية في لبنان، وفي الاستجابة البطولية لأطبائنا وممرضينا لرعاية الجرحى في 4 آب وما بعده، في قيادة مجهود الحصول على الأدوية والإمدادات وتوصيلها إلى حيث يجب، من أصدقائنا وأفرادنا في الشتات في عمل مباشر من شخص إلى آخر، ما يستمر في توفير الأمل".
وقال: "بإمكاننا القيادة خلال أسوأ ركود اقتصادي منذ الكساد العالمي الكبير، وذلك من خلال الاستمرار في وضع طلابنا في وظائف جيدة وفي أرفع برامج الدراسات العليا والمهنية في الغرب والشرق. يمكننا القيادة عندما يكرس أكثر من 800 من أعضاء هيئتنا التعليمية أنفسهم للتعلم وتحسين قدراتهم التعليمية عبر الإنترنت أثناء جائحة كوفيد19. يمكننا القيادة من خلال خلق فرص للشباب وكبار السن للحصول على تعليم عالمي المستوى وبأسعار معقولة من أجل أن يحلموا بحياة أفضل هنا في لبنان والعالم العربي، حياة لا تقوم على إنتاج واستهلاك الوقود الأحفوري، بل ترتكز على الحفاظ على بيئتنا وطاقاتها للأجيال المقبلة. يمكننا القيادة عندما نساعد في جمع الأموال للمؤسسات المحتاجة والمستحقة الأخرى التي نتشارك معها في مواجهة التحدي الهائل. يمكننا القيادة من خلال خلق فرص تعليمية وصندوق طبي اجتماعي لموظفينا المغادرين لضمان العناية لهم ولأسرهم وضمان التعليم لأطفالهم. يمكننا أن نقود من خلال إنشاء مبادرة للاغاثة وإعادة الإعمار في الجامعة الأميركية في بيروت لدعم العديد من الكيانات التعليمية والصحية والثقافية التي تعتبر حيوية لمستقبل لبنان. يمكننا القيادة عندما يخرج مركزنا الرائع للالتزام المدني وخدمة المجتمع إلى شوارع بيروت للمساعدة في إزالة الأنقاض والمساعدة في إعادة بناء المنازل والحياة، ليس فقط اليوم وغدا، ولكن من خلال الالتزام الطويل الأمد بالمجتمعات التي يخدمها".
أضاف: "يمكننا القيادة عندما تجتمع مجموعة من أعضاء هيئة التعليم المستقلين لوضع خطط ملموسة وقابلة للتحقيق وقائمة على الأدلة لدعم المراكز الصحية المحلية والصحة البيئية والتعليم والصناعة. يمكننا القيادة عندما ينشئ مهندسونا خطا ساخنا مجانيا لفحص المباني بحثا عن أضرارها الهيكلية ويقوم معماريونا بإنشاء مركز دولي ونظام معلومات جغرافية لربط المساعدات الدولية بجهود إعادة بناء المساكن المجاورة للجامعة. يمكننا أن نقود من خلال هذه وغيرها من مشاريع البحث العملي والتعلم التجريبي التي تركز على المجتمع والتي لا تعد ولا تحصى وتوفر الغذاء والمأوى والدعم الطبي وأنواع أخرى من الدعم والأمل لسكان يعانون، وهم في أمس الحاجة".
وختم: "يمكننا أن نقود، حتى في أسوأ الأوقات، عندما نرفض التهجم على إخوتنا وأخواتنا والتحدث بالسوء عنهم، إذا أغضبونا وأذونا، وشوهوا سمعة أفضل نوايانا. بدلا من ذلك يمكننا أن ندرك أنهم يتألمون ويحتاجون إلى دعمنا. نحن نقود من خلال التميز في السعي إلى تحقيق الصالح العام، سواء أكان في عاصمتنا بيروت أم في لبنان والمنطقة، أم في جنوب الكرة الأرضية، بيتنا الأكبر. هذه هي الطريقة التي نضمن بها، نحن في الجامعة الأميركية في بيروت، بنهاية المطاف، أن نكون حقا حراسا لإخواننا وأخواتنا".