مركز التراث في الجامعة اللبنانية الأميركية : طبعة حديثة لكتاب عن لبنان صدر قبل 117 سنة

أطلق "مركز التراث اللبناني" في الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) في لقاء إعلامي واسع إصدارين جديدين في سلسلة منشوراته: كتاب "تسريح الأبصار في ما يحتوي لبنان من الآثار"، والعدد 11 من مجلة "مرايا التراث".

افتتح اللقاء رئيس الجامعة الدكتور جوزف جبرا بكلمة جاء فيها:"يغبطنا أن هذه المؤسسة الأكاديمية العريقة شهدت تطورات عدة في لبنان خلال نحو قرنين، ورافقت مراحل إعلان دولة لبنان الكبير، ثم مرحلة نيله الاستقلال الناجز. ويغبطنا أننا، برغم الأوضاع الصعبة الحاضرة، نتهيأ لانطلاق الوطن نحو مئة سنة مقبلة من الازدهار والتطور والتقدم.

وهذه رسالة جامعتنا التي نشأت على قيم العطاء، التزاما منها تجاه أمة رهنت ولادتها معها، وارتضت لها قدرا أن تمضي في رسالة البذل للدفع بلبنان ومحيطه نحو الأمام بتوفير أفضل نظم التعليم العالي لشبابنا، تهيئة لهم وتحضيرا لمواكبة متطلبات العلم والتكنولوجيا".

في هذا السياق، يأتي لقاؤنا اليوم مع مدير "مركز التراث اللبناني" في جامعتنا، الشاعر هنري زغيب، الذي يتجند في خدمة الغد بتسليط الضوء على لمحات بهية من أمسنا، وتحفيزنا للمضي في متابعة مسيرة من سبقنا. لكأني في ما يفعله هنري زغيب أراه يدق جرس الإنذار في العقول والقلوب والهمم، مستحثا الإرادات للعمل أكثر فأكثر كي نستحق مئة سنة ثانية للبنان الذي مهما حصل سيظل كبيرا".

زغيب
ثم تحدث مدير مركز التراث الشاعر هنري زغيب فقال: "وبعد طويل من الليل عدنا. فالليل مهما طال لا يطيل طلوع الفجر، وغياب صياح الديك لا يغيب الصباح، وتلبد الغيوم لا يبدد الشمس. هكذا العوابر لا تلغي هيبة ثوابت في طليعتها: التراث، لأنه الأبقى والأنقى والأرقى. و"مركز التراث اللبناني"، في حضن هذه الجامعة، يواصل اكتشافه حبوب اللؤلؤ، مشيحا عن موجات السياسة ورذاذها العابر، على صورة هذه الجامعة التي تـهيــئ للبنان الآتي رجال دولة لا رجال سياسة، فالدولة من الثوابت والسياسة من العوابر. وهذا اللقاء كان مقررا موعده قبل شهر من اليوم للاحتفال في كانون الثاني بالذكرى الثامنة عشرة لولادة هذا المركز في 7 كانون الثاني 2002، لكن الوضع العابر في البلاد أخر الموعد ولم يلغه ولن يلغي أي موعد آخر لكشف كنوز تراثنا اللبناني".

ثم عرض زغيب على الشاشة مواد الإصدارين: الطبعة الحديثة لكتاب الأب هنري لامنس اليسوعي "تسريح الأبصار في ما يحتوي لبنان من الآثار" الذي صدر سنة 1903 عن منشورات مجلة "المشرق" (312 صفحة حجما كبيرا مع الرسوم والخرائط والصور الفوتوغرافية الأصلية وفهرس الأعلام)، وهو تدوين رحلة موثقة في مدننا وقرانا وجبالنا مع تفاصيلها الجغرافية والتاريخية والأثرية، ثم العدد الحادي عشر (خريف 2019 - شتاء 2020) من مجلة "مرايا التراث"، وبين مواده: "السياحة اللبنانية في الثلاثينيات ودور بدر دمشقية في إطلاقها"، "العملة الورقية في لبنان منذ نشوء البنك السوري (1919) إلى إنشاء مصرف لبنان (1964)"، "الـمطاحن القديمة في قرانا: تراث يزول"، "مـحكمة دوما (1926) من أقدم مـحاكم لبنان"، "لبنان على قلم المستشرق الفرنسي فرنسوا دو?ـاجيس بعد رحلته إلى بلادنا عامي 1770 و1771 كما صدرت في كتابه "رحلة حول العالم" (1782). وفي العدد ملف خاص عن لبنان الكبير: "لا لانضمام جبل لبنان إلى سوريا، ولا لانضمام الليطاني وحرمون إلى فلسطين"، وخطاب البطريرك الحويك إلى الجنرال غورو سنة 1920 في الديمان: "لا أرضى أن يحكمنا الغير ولا أن يمس استقلال لبنان".

وفي ختام اللقاء تم توزيع الإصدارين هدية للحضور من مركز التراث في الجامعة.