اللقيس في تخريج طلاب كلية الهندسة: الجامعة اللبنانية تتعرض لحملات تشهير ولن نهادن في سبيل حمايتها
احتفلت كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية بتسليم الشهادات لخريجي الكلية للعام الجامعي 2018 - 2019، برعاية وحضور وزير الزراعة الدكتور حسن اللقيس، وذلك في مدينة رفيق الحريري الجامعية في الحدث - قاعة المؤتمرات.
حضر الاحتفال العميد المهندس عامر رمال ممثلا قائد الجيش العماد جوزيف عون، العقيد المهندس حبيب رمال ممثلا مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيوب، المنسق العام لبرنامج (LIRA) وممثل رئيس جمعية الصناعيين سعيد حمادة، الدكتور خليل خوري ممثلا عميد كلية الهندسة الدكتور رفيق يونس، إضافة إلى مديري الفروع والأساتذة وموظفي الجامعة اللبنانية وأهالي الطلاب.
بعلبكي
بعد الافتتاح بالنشيد الوطني ونشيد الجامعة، رحب الدكتور داوود بعلبكي بالحضور وألقى كلمة أساتذة كلية الهندسة متوجها فيها إلى الخريجين بالقول: "إن رحلتكم بدأت اليوم حيث ستغادرون أسوار الكلية لتبقى روح الهندسة فيكم، وهي الروح القتالية التي ستتغلبون بها على لحظات الضعف وستعبرون بها جسور التحدي".
وأضاف: "سيبقى من الهندسة منطق التفكير الذي سيرتب حياتكم وأيامكم، سيبقى من الهندسة مفتاح اسمه: أنا خريج كلية الهندسة من اللبنانية، هذا المفتاح هو مفتاح الثقة بأنكم قد اجتزتم أصعب الامتحانات لتكونوا من النخبة القادرة على حمل شهادة الهندسة عن جدارة، هو ضمانة بأنكم لم تدفعوا ثمن هذه الشهادة إلا من تعبكم وذكائكم، هو هذا المفتاح الذي تخطى حدود الوطن ليكون جواز عبور إلى كل جامعات أوروبا".
كلمة الخريجين
بعد ذلك، ألقت الطالبة رنيم شكلة كلمة الخريجين وتوجهت فيها إلى زميلاتها وزملائها قائلة: "احفظوا تاريخ انتسابنا إلى كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية، فهو تاريخ ميلادنا، وتأكدوا أننا أصبنا الاختيار واجتزنا أصعب الامتحانات وتم اختيارنا على أساس الجدارة والكفاءة، ومن هنا تعلمنا أن من أوجد كلمة المستحيل قد أخفق، وتعلمنا أن ننافس أنفسنا لا أن ننافس بعضنا، وتعلمنا معنى المثابرة والتحدي".
كلاسي
مدير الفرع الثاني في كلية الهندسة الدكتور أسد كلاسي ألقى كلمة مديري الفروع، مباركا للخريجين هذا النجاح الذي يكلل مسيرة طويلة من التضحية والجهد والعطاء، تضحية الأهل أمام أبنائهم لتحصيل الشهادات العلمية وجهد الطلاب الذين ثابروا على مدى سنوات الدراسة واجتازوا أصعب الاختبارات وعطاء الأساتذة الذين تحلوا بالالتزام والمناقبية وآمنوا بطلابهم لاكتساب الأصول في مهنة الهندسة تمهيدا لانخراطهم كمميزين في سوق العمل".
حمادة
والقى حمادة كلمة ممثلي الصناعيين، معتبرا أن "هذا الحدث يشكل ملتقى سنويا للطاقات العلمية والإنتاجية اللبنانية المبدعة من مؤسسات صناعية وجامعية ومراكز بحوث عامة وخاصة"، داعيا إلى "تعزيز التعاون بين الجامعات والصناعيين لأنهما يكملان بعضهما البعض".
أيوب
وألقى ايوب كلمة جاء فيها: "حلقة من حلقات النجاح وفصل من فصول الفوز يطلان بحلل التخرج بلباس الغبطة بعد سنوات كانت ولوجا إلى أعماق المعرفة، سنوات صاحبها الجد والإجتهاد ورافقها الإصرار والثبات، وكان التدرج على مقاعد تحكي سيرة جالسيها بيوميات لم تخل من عطاء".
واضاف: "إذا توقفنا عند كلية الهندسة تحديدا، فبإمكاننا أن نقرأ في صفحات تاريخها المعطاء سطور التفوق وتعابير الثناء من كل الجهات التي عبر إليها الخريجون وهذا ما تلمسناه ونتلمسه في كل يوم".
وأكد أيوب أن "هذا النجاح لا يعود ريعه المعنوي للجامعة فحسب بل لوطن ولمجتمع ولمؤسسات، ذلك أن القدرات مهما كبرت بالإنسان فنتائجها تكون موزعة على أكثر من جهة، وهذا محض اعتزاز لنا في جامعة وطنية كانت وما زالت شريكا في الوطن ومصنعا لمهارات".
وأشار إلى أن "علم الهندسة علم يختلف توصيفه عن بعض العلوم نظرا للدقة التي تحيط به، وللمسؤولية المتأتية عنه والناجمة عن أدائه، فهو ليس بتقاطع خطوط لمساحات ومسافات، وليس بزوايا تتداخل فيها الدرجات، كما أنه ليس تركيبا لتقنيات، هو فن قائم على قواعد ثابتة وأسس منتظمة لا تقبل التغيير بمنطلقاتها أو التعديل ببرامجها إلا وفق القواعد الهندسية، ولا تكون إلا لما هو أفضل"، مؤكدا أن "الهندسة هي الأساس لكل شيء، وهي الواجهة التي تعكس الإتقان، فإن حسن أداؤها كانت ملفتة وروجت للحضارة، وإن ساء عملها أفشلت دورها وشوهت".
وتمنى أيوب على الخريجين "عدم الاستخفاف بمهامهم أو الإستهتار برسالتهم، لأن ذلك لا يقود إلى النجاح"، مؤكدا أن "الإبداع والتضحية هما سبق وتميز يرافقان صاحبهما مدى الحياة، وتوجه إليهم بالقول: كونوا القدوة والمثال في مراسكم والأوفياء لمن أهلكم من أهلكم وأساتذتكم".
اللقيس
من جهته، أشار اللقيس إلى أن "يوم التخرج هو بداية مرحلة جديدة قد تكون أصعب من سابقتها، هي أصعب لأننا نعيش في بلد يئن تحت وطأة الأزمة الاقتصادية، ونسبة البطالة فيه هي الأعلى في المنطقة، والأزمات تعصف به من كل جانب".
وأضاف: "لا أقول ذلك لأخيفكم، فمن منا لم يعش المعاناة ولم يشعر بسوء الحال الذي وصلنا إليه؟ فلا تقبلوا بأن توصد الأبواب أمامكم، فأنتم خريجو الجامعة الوطنية جامعة عامة الشعب، جامعة النخبة من الطلبة التي استطاعت بخريجيها أن تنافس أعرق الجامعات في العالم وتتفوق عليها أحيانا".
وتابع اللقيس: "إذا كان طلب المزيد من العلم والحصول على شهادات الدراسات العليا والدكتوراه قد دفع بالكثير ممن سبقوكم إلى ترك البلاد والتعلم في الخارج، فكانت الغربة أقوى منهم، إذ جعلتهم لا يعودون إلى لبنان بعد التخرج، وتسابقت عليهم جامعات وشركات ومصانع الدول التي فتحت لهم أبوابها وأمنت لهم مجالي العلم والعمل، فإن ذلك يترك في القلب غصة ويحبس في العين دمعة".
وتوجه لأهل الجامعة مؤكدا "أنه عندما يتعلق الأمر بالجامعة الأم نحن لا نهادن أو ندور الزوايا في سبيل حمايتها، ولذلك نقف اليوم أمامكم لنؤكد أن مطالب أساتذة الجامعة اللبنانية هي مطالب حق، وما يطالبون به تحسينا لوضعهم هو حق أيضا، ولكن على الأساتذة وروابطهم الموازنة بين مصالحهم ومصالح الطلاب ومصلحة الجامعة التي تتعرض لحملات تشهير مغرضة بحقها وبحق رئيسها المشهود له بالكفاءة العلمية والأكاديمية ونظافة الكف البروفسور فؤاد أيوب وأيضا بحق أهلها وطلابها، لكن القضاء انتصر لها ووضع حدا للمهاترات وللظلم عبر توقيف من يصوب سهام حقده تجاه جامعة الوطن".
وختم الوزير اللقيس بالإشارة إلى أن "ما يشهده لبنان اليوم من هجرة للأدمغة يحملنا مسؤولية كبيرة تجاه المتخرجين، إذ لا شك أن الدولة مقصرة بحقهم لأنها لم تؤمن لهم فرص عمل بعد التخرج ولم تقدرهم حق قدرهم، فتهافتت عليهم الدول الخارجية التي عرفت من هم وكم يختزنون من الطاقات وقدمت لهم الإغراءات الجمة لكي يبقوا فيها وتستفيد من قدراتهم ومن معارفهم".
وفي ختام الاحتفال، تم تسليم الشهادات للمتخرجين.