عشاء لخريجي الحقوق في جامعة الحكمة وسرحان ومطر شددا على ضرورة ان يقوم الوطن على القانون والحق
أقامت جمعية خريجي كلية الحقوق في جامعة الحكمة، عشاءها السنوي برعاية رئيس أساقفة بيروت للموارنة ولي الحكمة المطران بولس مطر، وحضور وزير العدل ألبيرت سرحان والنواب ابراهيم كنعان، هادي حبيش ورولى الطبش جارودي، رئيس جامعة الحكمة الأب خليل شلفون، عميد كلية الحقوق في الجامعة مارون بستاني، رئيس جمعية الخريجين النقيب السابق للمحامين في بيروت انطونيو الهاشم واعضاء الهيئة الإدارية، النقباء السابقين للمحامين في بيروت سليم الأسطا، نهاد جبر، وأمل الحداد، وحشد من اهل القانون والاعلام.
بداية كلمة ترحيب من المحامي فرحات عساف، ثم تحدث رئيس جمعية الخريجين انطونيو الهاشم، الذي قال: "ليس هو الوفاء وإن كان واجبا ولا الشكر، وإن كان حقا علينا، ما يدفعني الى الكلام في الحكمة، وعنها، بل هو الحب وكفى، فمن هنا كانت البداية، وانتصبت لنا قامات ومواقف، ولنا قيم واخلاق، ومبادىء عيش واحد، واصول وفصول، وقد تعلمنا في الحكمة الله ولبنان والحرية".
اضاف: "إن جامعة الحكمة بعد مرور 144 عاما على تأسيسها، ها هي اليوم في تطور مستمر ولكل منا دوره في تحصين وتحسين هيكلها وهيكليتها. المثلث الرحمة المطران يوسف الدبس أسس الحكمة عام 1875 واضعا المدماك الأول من خلال المعهد العالي لتدريس الحقوق، فكانت لديه رؤية عظيمة إذاك، بحيث نشأت من رحم الفكر. وجاء دوركم يا صاحب السيادة ولي الحكمة المطران بولس مطر في اكمال مسيرة اسلافكم المشرفة".
وأكد الهاشم "سعي الجمعية بكل جهد الى ايجاد خطة عمل ثابتة تهدف الى دعم التواصل الفكري والثقافي والريادي والروحي والاجتماعي للخريجين في ما بينهم، فضلا عن السعي الى مد العون لهم على الصعيد المهني، من خلال ورش عمل وغيرها من النشاطات العلمية والثقافية، في شتى المجالات المتاحة".
سرحان
وتحدث وزير العدل فقال: "ما أحلى أن يتوسد الأبناء حضن أمهم الدافىء، ومرة جديدة تضم الأم الحنون أولادها إلى صدرها. إنها الصورة البهية التي ارتسمت أمام ناظري ساعة وردتني دعوة كريمة من جمعية خريجي كلية الحقوق في جامعة الحكمة في بيروت، وعلى رأسها النقيب الصديق، الى باكورة لقاءاتها العائلية السنوية، فلبيت شاكرا وما ترددت.
إن ما يطيب أجواء هذا اللقاء ويباركه، حضور صاحب السيادة المطران بولس مطر، رئيس أساقفة بيروت السامي الإحترام، ولي جامعة الحكمة، الذي اقترن إسمه بالحكمة، لا إسما وحسب، بل ممارسة وسيرة حياة لكأنهما توأما شجاعة ومعرفة.
إني أنتهز مناسبة إجتماعنا هذا المساء لأحيي سيادته، ولجامعة الحكمة، ورئيسها الأب الدكتور خليل شلفون، وكل الساهرين عليها لأقول مخلصا، لولاكم ولولا اخوان لكم لما ارتفعت لنا في لبنان قباب للعلم وقامت هياكل".
وتوجه الى رئيس وأعضاء الجمعية قائلا: "من أهداف جمعيتكم توفير ارتباط ما بين خريجيها بعضهم مع بعضهم الآخر، وما بينهم وبين الجامعة رئيسا ومؤسسات، تعزيزا للزمالة بين الخريجين وتشجيعا لأواصر التعاون بينهم وبين الجامعة وأصدقاء الجامعة، بورك مسعاكم المكلل بعنوانين: التعاون والحرص على الينبوع. فلا أعذب من الارتشاف من ينبوع ماؤه زلال، ماء طالما ارتويتم به إبان سني دراستكم للحقوق، أما التعاون، فإنه مصدر للقوة "تأبى العصي إذا إجتمعن تكسرا" وكأني بكم على مذهب من قال: إذا عمل الإخوة بعضهم الى جانب بعض لأمكنهم أن ينقلوا الجبل.
ما أحوجنا، في لبنان، نحن خريجي كليات الحقوق، حملة رسالة القضاء والمحاماة الى التضامن ورص الصفوف فنخلص مما فسد ونمضي في عملية الإصلاح والتطوير.
وإذ أقول رسالة القضاء والمحاماة، فلأنها بنظري رسالة واحدة ذات هدف واحد: العدالة توصلا إلى إحقاق الحق وإشاعة العدل يشد واحدهما إلى الآخر رباط وثيق من حسن النية والإحترام المتبادل".
وختم سرحان: "إن قدر القاضي والمحامي أن يؤمنا بهذه الشراكة الدائمة، المؤبدة بينهما، فيعملا معا على كشف ما يشوب المحاماة والقضاء، عندنا، من شوائب ونواقص وما يعيق سير عجلتهما المشتركة نحو الأفضل.
وأنا من جهتي، أمد يدي إليكم وإلى الزملاء وإلى اللبنانيين كافة، لنعمل معا في ورشة إصلاح لا تنتهي إلا بتحقيق دولة الحق والقانون".
رئيس الجامعة
من جهته شكر الاب شلفون الهيئة التأسيسية لجمعية الخريجين وعلى رأسها النقيب انطونيو الهاشم، على "الجهد الكبير الذي بذل من اجل انطلاقة مميزة، بدعم الجامعة وولي الحكمة".
واذ حيا شلفون حضور وزير العدل، استعاد تأسيس الجامعة مع المطران الدبس سنة 1875 لتكون "صرحا للحق والعدالة، وتتابع تألقها ببركة المطران مطر لمواكبة التطور، ودائما على الاسس التي بنيت عليها الحكمة".
مطر
وفي الختام كانت كلمة للمطران مطر، أشار فيها الى أن "العدالة هي ما تكون الأوطان، والعدالة خلصت ايطاليا واصلحت السياسة فيها. واذا كانت لدينا عدالة، يكون لدينا وطن"، وقال: "ليس عن عبث أن المطران المؤسس يوسف الدبس انشأ مدرسة الحقوق قبل 140 عاما، يوم كان الشرق يفتش عن مصيره من جديد، وذلك بهدف أن نكون مواطنين لا رعايا في لبنان والشرق. لذلك، كانت الرؤية الكبيرة للمطران الدبس بالقول "فتشوا عن الحقوق يكون لديكم الوطن". ودستور لبنان من افضل الدساتير في محيط يبحث عن دول الحق والدستور، ولا يجب ان تضيع دولة الحق والحضارة عندنا، بل أن نستعيد وطننا القائم على القانون والحق، وهناك مسؤولية كبيرة لخريجي الحكمة في هذا السياق، ويجب ان يكون اللقاء دائما من أجل لبنان الحرية والحق، الدولة المخلصة للشرق بأكمله".
وقدم الهاشم درعين تقديريين، الأول لوزير العدل والثاني لرئيس جامعة الحكمة.