المؤتمر الثقافي العام واصل اعماله في طرابلس: لخطة استراتيجية تتابع الحاجات والأولويات الثقافية
تواصلت أعمال وفعاليات المؤتمر العام للهيئات الثقافية في طرابلس والشمال الذي ينظمه المجلس الثقافي للبنان الشمالي، في مقر الرابطة الثقافية - طرابلس بمشاركة هيئات وروابط وأندية ثقافية في طرابلس والشمال.
طالب
بداية، أدار المدير العام السابق للشؤون الثقافية في وزارة الثقافة فيصل طالب ورشة عمل لوضع القرار المتخذ من قبل مؤتمر وزراء الثقافة العرب بإعلان طرابلس عاصمة للثقافة العربية موضع الإستعداد والتحضير لتنفيذه عام 2023، وتناول المراحل الصعبة منذ ان طلب لبنان إعلان طرابلس عاصمة للثقافة العربية رسميا حتى الموافقة من قبل وزراء الثقافة العرب.
وأكد أن "هذا الحدث الثقافي الكبير يجب أن يكون قاطرة للحراك العام، فهو عرس كبير يطاول الحياة الثقافية والتربوية والإجتماعية والإقتصادية، وهو مدخل لنقل المدينة من حال إلى حال، وعلينا إستثمار الكنوز الموجودة في المدينة وهي كثيرة لتحقيق التنمية المستدامة".
ثم كانت مداخلات، صدر بنتيجتها توصيات أشارت إلى "السعي لإستصدار قرار من مجلس الوزراء لإعطاء الإذن بإنطلاقة فعاليات هذه الإحتفالية، وتشكيل اللجنة التحضيرية والإدارية من قبل وزير الثقافة، على أن يتزامن مع تحضير ملف عن الإمكانات والطاقات والأماكن التراثية والأثرية والثقافية، وإستعانة اللجنة بمن تشاء من أهل الإختصاص والخبرة المعنيين بالأنشطة المرافقة".
ونصت التوصيات أيضا، على "تهيئة وتجهيز البنية التحتية الثقافية والتراثية والإقتصادية، وإعداد موازنة عامة للاحتفالية، وتأمين الدعم المالي الرسمي، وتحديد نقاط وأماكن الجذب السياحي خلال هذه الإحتفالية والتسهيلات اللوجستية، وإعتبار إجتماعات أعضاء الورشة قائمة لمتابعة هذه التوصيات وفق مواعيد يتفق عليها".
زريق
ثم أدار رئيس "مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية" الدكتور سابا قيصر زريق ورشة عمل عن "تعزيز اللامركزية الإدارية في النطاق الثقافي واستثمار البنية الثقافية التحتية القائمة وإغنائها"، وتوقف "عند إمكانية إنشاء مركز ثقافي عام في الوسط التجاري في المدينة، يمكن أن يقام على أربع قطع ارض صغيرة تقع شمال وغرب وجنوب قصر نوفل في منطقة التل"، وأوضح "تفاصيل الموقع من خلال صور عن قطع الأرض هذه والتي تعرف بسينما الأوبرا المقفلة منذ زمن".
وذكر أنه "بالإمكان أن يتضمن المشروع إقامة مسرح بمقاييس عالمية وقاعات للمعارض والمؤتمرات ومتاحف متخصصة ودوائر لوزارة الثقافة، بالاضافة إلى مرآب تحت الأرض يتسع لحوالى 150 سيارة يوضع بتصرف الضيوف والزائرين وان يتم إلحاق كل هذه المنشآت بقصر نوفل المجاور والذي يتبع إداريا وعقاريا لبلدية طرابلس".
وخلصت الورشة إلى وجوب تشكيل لجنة متابعة هندسية تضم مهندسين إنشائيين ومعماريين لإعداد مخطط تفصيلي شامل بهذا الخصوص.
منجد
اما رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجد فأدار ورشة العمل الثالثة عن تحديد الحاجات والأولويات الثقافية لطرابلس والشمال، ووضع إطارا تنظيميا للهيئات الثقافية بهدف التنسيق والتشبيك في ما بينها، وقال:"لقد آن الأوان لكي نلتقي كهيئات وجمعيات وأندية ومؤسسات ثقافية، كأدباء وشعراء ومفكرين وفنانين للقيام بدورنا الوطني المشترك على قاعدة الديمقراطية والإستقلالية والخصوصية، بحيث نعبر عن رؤانا وأفكارنا ومشاريعنا المشتركة، وإتخاذ المواقف المطلوبة من الأوضاع الوطنية والقضايا التي تهم مدينتنا وشمالنا بكافة مناطقه وأقضيته".
رافعي
كما تحدثت رئيسة لجنة متابعة إنماء طرابلس الدكتورة ربى دالاتي رافعي واقترحت "تأسيس تجمع ثقافي يضم النوادي والجمعيات والمراكز الثقافية، ووضع خطة إستراتيجية لمتابعة الحاجات والأولويات الثقافية وتنفيذ مشاريع وأنشطة ثقافية مشتركة في المجالات كافة".
بعد ذلك، تم التوصل إلى تشكيل لجنة مصغرة تضم منجد ودالاتي، مديرة جمعية صفدي الثقافية سميرة بغدادي والامين العام للمنتدى الثقافي في الضنية احمد يوسف لإعداد دراسة حول إنشاء إتحاد للهيئات الثقافية في طرابلس والشمال وصياغة القانون الأساسي والنظام الداخلي للاتحاد، للتقدم بالحصول على الترخيص القانوني من الجهات الرسمية في مهلة اقصاها ستة اشهر على ان تعقد اللجنة إجتماعاتها عند الضرورة".
وفور الانتهاء من أعمال المؤتمر، تلقى المجلس الثقافي للبنان الشمالي إتصالات عدة من الهيئات والروابط الثقافية في طرابلس والشمال مؤيدة للتوصيات ومعربة عن رغبتها في الإنضمام إلى الإتحاد المزمع إنشاؤه.