مؤتمر عن العلوم الإنسانية في ظل العولمة في اللبنانية الفرع 3 رباح ممثلا ايوب: لتشجيع وتطوير البنية التحتية للبحث العلمي ونشر ثقافته

نظمت كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية - الفرع الثالث في طرابلس مؤتمرا دوليا، بعنوان "العلوم الإنسانية في ظل العولمة والمعارف الحديثة - تحديات المواكبة والتكيف والإبتكار"، برعاية رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب ممثلا بعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية البروفسور أحمد رباح، بالتعاون مع الوكالة الجامعية الفرنكوفونية AUF والمعهد الفرنسي IF، بمشاركة أساتذة جامعيين من تونس وفرنسا وإيطاليا.

وحضر حفل الإفتتاح الرئيس نجيب ميقاتي ممثلا بالدكتور عبد الإله ميقاتي، النائب طوني فرنجية ممثلا بالدكتور سايد يوسف، النائب وليد البعريني ممثلا بالدكتورأحمد عنتر، الوزير السابق محمد الصفدي ممثلا بالدكتور مصطفى الحلوة، الوزير السابق أشرف ريفي ممثلا بكمال زيادة، النائب السابق الدكتور مصطفى علوش ممثلا بعقيلته غنى علوش، أمين عام "تيار المستقبل" أحمد الحريري ممثلا بالدكتورة شذا الأسعد جمال، وهيئات ثقافية وممثلون عن جامعات البلمند، القديس يوسف، الجنان، ومدراء وأساتذة كليات الجامعة اللبنانية في الشمال، وحشد يزيد عن 500 طالب وطالبة تابعوا وقائع المؤتمر بواسطة شاشة عملاقة.

افتتاحا النشيدين الوطني والجامعة اللبنانية، وألقى الدكتور جان توما والدكتورة ميريام أندراوس كلمات تقديم وترحيب.

أيوب
ثم تحدثت مديرة كلية الآداب - الفرع الثالث في الشمال الدكتورة جاكلين أيوب فقالت: "نعبر بثبات إلى العلوم الإنسانية في ظل العولمة والمعارف الحديثة: تحديات المواكبة والتكيف والإبتكار، وفي ثباتنا بمواكبة علمية وتكيف واع لإبتكار نريده ابداعا وأن شبابنا لقادرون"، مؤكدة على وحدة العمل الجامعي الفكري ورفده بالمعطيات المتوافرة في مراكز البحوث لصورة حضارية لورشة التعليم الجامعي".

سابوران
وشدد مدير مكتب الشرق الأوسط للوكالة الجامعية الفرنكوفونية البروفسور هيرفيه سابوران على أهمية إنعقاد المؤتمر لناحية هجمة الثورة الرقمية والخوف من طغيانها على العلوم الإنسانية .

وأضاف: "إننا في المنظمة الفرنكوفونية AUF نتواصل مع 115 دولة حول العالم لتعزيز أنشطتها في إطار الثورة الحديثة الحيوية ولتقديم الفرصة للعلوم الإنسانية والإجتماعية الهادفة إلى فهم عالمنا".

دوما
وألقت رشيدة دوما الملحق التعليمي - اللغوي في السفارة الفرنسية في بيروت فقالت: "يعيش العالم أجمع إشكالية مهمة ناتجة عن شبكة تواصل "عولمية" للمجتمع العالمي نتمنى أن نتعاون على حلها مع الجامعة اللبنانية أعرق الجامعات في لبنان، وثمنت إنعقاد هذا المؤتمر لما له من دور فعال في مناقشة الأوضاع والأحوال للمجتمعات المحلية ودراستها توصلا إلى إيجاد الحلول بشأنها بنتيجة فرق البحث العلمي".

الصمد
ونوه المدير العام للشؤون الثقافية في وزارة الثقافة الدكتور علي الصمد بجهود القيمين على هذه الكلية مديرة وهيئة تعليمية وهيئة منظمة لهذه الفعالية التي تنتصر للعقل والفكر الحر وقال: "بإنعقاد هذا المؤتمر الدولي الجامع الذي يندرج في سياق تلك الإستفاقة العالمية على أهمية العلوم الإنسانية والإجتماعية، إذ نتبصر في المحاور والموضوعات التي سيقاربها باحثونا، من جامعتنا الوطنية ومن بعض جامعات لبنان ومن فرنسا وإيطاليا وتونس نجدنا بإزاء إطلالة واسعة على مختلف هذه العلوم وقد إستدخل إليها ما تشهده من تطور في ظل الثورة الرقمية والشبكة العنكبوتية وما يخلف ذلك من منحى حداثي، بات يفرض حضوره وتأثيراته في هذا المجال.

وتابع: "إننا في وزارة الثقافة، إذ نرتقب بفارغ الصبر تشكيل الحكومة العتيدة فلكي نوظف كل جهودنا والإمكانيات لوضع الخطة الخمسية التي أطلقها دولة الرئيس سعد الحريري العام الماضي، موضع التنفيذ العملي، فهي خطة واعدة تكفل تفعيل الحياة الثقافية في مختلف أوجهها والميادين وبما يؤول إلى جعل وزارة الثقافة مرجعية أولى للحراك الفكري وللفاعليات البحثية والتي يندرج مؤتمركم اليوم في عدادها".

رباح
وتحدث رباح ممثلا رئيس الجامعة فقال: "العلوم الإنسانية هي دائما مجور العلوم ومنطلقها مهما شوهت الصورة وسيطرت ثقافة المادة، تبقى هذه الحقيقة واضحة وضوح الشمس. تتغير الوسائل وتقنيات التعبير عن الذات تتمدد اللغات والأدوات وتتشعبن وتبقى العلوم الإنسانية هي الضابط والمعيار لصحة أو مرض لنجاح أو فشل. ولما كانت كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية من أكبر الكليات في لبنان ومن ضمن رسالتها إعداد الباحثين المبدعين، فمن الطبيعي أن تكون سباقة لتنظيم مؤتمرات مماثلة لهذا المؤتمر، وتطرح قضايا حيوية معاصرة تفترض التفكر فيها والتعمق وتأتي من بينها الثورة الرقمية ومفاعيلها وتأثيراتها في مختلف مناحي الحياة، وما أنتجته من مفاهيم وقيم وعادات غريبة عن ثقافتنا وعن مجتمعاتنا".

وأضاف: لذلك نحن هنا اليوم ليس لتوصيف الظواهر المتنوعة فقط بل لنفكر سوية في آليات لإستعاب الواقع الذي فرضته الرقمية ولمواجهة تحديات مواكبتها والتكيف مع المتغيرات، وقد آن الأوان ليستعيد البحث في العلوم الإنسانية دوره الأساسي في مواجهة العولمة عبر تعليم عال متميز يقوم على تعميق المعرفة والخوض في كل فروعها ويؤهل المجتمعات للتحديات المقبلة".

وثمن رباح التعاون المستمر بين جامعتنا والسفارة الفرنسية والوكالة الجامعية الفرنكوفونية ووزارة الثقافة في لبنان، لجهة العمل المشترك على تعزيز المعرفة وإنشاء جسور التعاون بين الباحثين وخلق بيئة حاضنة تشجع على تطوير البنية التحتية للبحث العلمي ونشر ثقافته، نتطلع أن تخرج ثمرة هذا التعاون على شكل مجموعة من التوجهات والتوصيات، تشكل أجوبة عن الإشكاليات المطروحة في هذا المؤتمر تفيد منها الجامعة والمؤسسات المعنية في تحديث أو تطوير أو إعادة نظر.

الجمال
وأعقب ذلك محاضرة تحدث فيها المدير العام للتعليم العالي في لبنان الدكتور أحمد الجمال حول "البحث العلمي في مجال العلوم الإنسانية في لبنان: واقع وآفاق" فأكد أن نهوض الأمم يكون بنهضة علمائه وسيادة مجتمع المعرفة والثقافة والحضارة وأن أي نظام سياسي يسعى لمشروع نهضوي عليه الإهتمام بالبحث العلمي وبالأخص في العلوم الإنسانية، ورغم أن موضوعات العلوم الإنسانية هي التي تجعل الإنسان بكل أشكال وجوده موضوعا لها، فهي التي تجعل من واقع الإنسان ومستقبله هدفا لها ولأبحاثها.

وتناول واقع البحث العلمي في الجامعات ومراكز البحث الحكومية والخاصة ليؤكد أن على المؤسسة التي تنهض بالبحث الإجتماعي الإنساني أن لا تمارس مهاما خاصة بها ولا تضع رسالة ورؤية للبحث العلمي بعيدة عن حاجات الوطن، وأن معظم النشاطات البحثية تنأى عن الخوض في الظواهر التي تواجهها مجتمعاتنا كظاهرة الأصولية على سبيل المثال وهي ظاهرة سياسية إجتماعية ثقافية تأخذ أحيانا طابعا عنيفا داخل الوطن.

ورأى أن الجامعات التي من المفترض أن تكون المكان الأهم لممارسة البحوث في العلوم الإنسانية لا تشتمل على مراكز بحوث عامة أو متخصصة في المشكلات الإنسانية ومعظم النشاطات تقوم على جهود فردية، مشيرا الى ان أن "مركز الأبحاث والدراسات تحتاج إلى تمويل غير أن المال وحده لا يكفي لبناء إستراتيجية للبحث العلمي فرغم أن دول الخليج تمتلك إمكانيات مالية هائلة وإقتصادات قوية فإنها لا تمتلك الكثير من مراكز البحث، وتناول أهم العناصر التي تضمن تميز ونجاح المراكز البحثية الدولية ومنها: الموارد المالية المستقرة والمرتفعة والتي تزاد بشكل دوري، وجهاز علمي متكامل ومتوازن من الباحثين وأن تدار هذه المراكز بإستقلالية وأن تجدد مواردها البشرية بشكل دائم".

وإقترح في الختام جملة من الحلول للنهوض بالبحث العلمي في العلوم الإنسانية والعلوم الأساسية ومنها إعتماد مراكز بحثية متميزة وتطوير مؤشرات أداء معتمدة للباحثين وللمؤسسات البحثية، والإشتراك في المكتبات الدولية الإلكترونية لتوفير المراجع والعمل على خلق قاعدة بيانات شاملة ودقيقة والتنسيق بين المؤسسات الجامعية والسعي لإستحداث مراكز متخصصة ودعم الجامعات وفقا للخطط البحثية، وأخيرا الإنفتاح والتعاون مع مراكز الأبحاث الأوروبية للاستفادة من خبراتها ومع مراكز الأبحاث المتوفرة في العالم العربي في ما يتعلق بالظواهر الإجتماعية التي تواجهها المنطقة العربية حيث هناك قواسم مشتركة كبيرة بينها.