ندوة لمنتدى البترون عن الجامعة اللبنانية: لمراقبة مراحل التعليم وإغلاق الدكاكين التعليمية
نظم "منتدى البترون للثقافة والتراث"، ندوة حول الجامعة اللبنانية بعنوان "الجامعة الى أين؟"، في ثانوية البترون الرسمية، شارك فيها الدكاترة عصام خليفه وساسين عساف ونزيه خياط، في حضور الدكتور خالد نخله ممثلا وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال النائب جبران باسيل، النائب فادي سعد ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، المقدم شربل أنطون ممثلا النائب السابق بطرس حرب، الياس الياس ممثلا النائب السابق سامر سعاده، رئيس بلدية عبرين جورج طانيوس، منسق القوات اللبنانية في البترون الياس كرم، مروان درجاني ممثلا تيار المردة، الدكتور عارف ضاهر ممثلا الحزب التقدمي الاشتراكي، رئيس رابطة مخاتير البترون جاك نوفل، مدير ثانوية البترون الرسمية يوسف حنا وفاعليات.
قبلان
قدم للندوة رئيس المنتدى الدكتور جورج قبلان،وقال:"من أجمل الأقوال المردة: أعطني جامعة وطنية راقية وخذ إنسانا خلاقا ومبدعا، يؤمن بالمواطنية لا الطائفية والمذهبية والتعصب، آفات عالمنا وبخاصة الشرقي. فالجامعة تعنى بتخريج الإنسان المبدع الذي نرى فيه قيمة عظمى في هذا الوجود مهما كان لونه أو عرقه أو مذهبه، الانسان لن تعدله أموال وكنوز الأرض".
واضاف:"لنفخر كبلد صغير بتعدد الجامعات عندنا، مما لا نجده في دول أكبر من حيث المساحة وعدد السكان، فقطاع التعليم العالي يضم جامعة رسمية واحدة و46 جامعة وكلية جامعة خاصة"، متسائلا "اذا كانت هذه الجامعات كلها تراعي معايير الجودة العالمية"، داعيا "الى مراقبة كافة مراحل التعليم في لبنان واغلاق الدكاكين التعليمية".
خليفه
ثم تحدث خليفه عن أهمية التعليم عموما وأهمية الجامعة واستقلاليتها، وعرض لجدول تطور نسب واعداد طلاب الجامعة والجامعات الخاصة منذ 1982 حتى يومنا هذا"، وقدم افكارا حول احترام استقلالية الجامعة، متحدثا عن جوهر ازمة الجامعة اللبنانية في استعادة استقلاليتها عن الاستباحة الحاصلة لها من قبل الاحزاب ولاسيما من فئات معينة، مشددا "على ضرورة تطهير الجسم التعليمي الموجود حاليا وضرورة اعداد كل من يود ممارسة هذه المهنة".
وتحدث عن اهمية الامن الوظيفي وتعزيز صندوق التعاضد وتحسين خدماته، واكد "ضرورة العمل لاصلاح الجهاز الاداري للجامعة والاهتمام بوضع الطلاب"، داعيا "من بيدهم القرار لكي يبادروا الى وضع الحلول التي تحول دون استمرار تدهور اوضاع الجامعة الوطنية"، مؤكدا ان "اساتذة الجامعة وطلابها وادارييها، اضافة الى المتخرجين والمتقاعدين على تنوع مواقعهم يتحملون المسؤولية الكبرى في انقاذ الجامعة والاستمرار في لعب دورها الطليعي، في بناء مجتمع المعرفة في وطننا".
عساف
بدوره قدم عساف مداخلة بعنوان "الجامعة اللبنانية والتعليم العالي في لبنان - خصوصية الموقع والدور، تحديات راهنة ومستقبلية"، وأشار الى "عدم وجود لعلاقة تبادلية بين مؤسسات التعليم العالي وأسواق العمل، وهذا ما أنتج البطالة بنوعيها المقنع والسافر وشكل عبئا على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وهدرا لطاقات شابة ونزفا بشريا الى خارج الحدود لا يتوقف".
كذلك، تحدث عن مجموعة تحديات تواجهها الجامعة اللبنانية على مستوى العولمة والخصوصية، والمؤالفة بين الذات والآخر، والتحدي الاستقلالي، وتحدي التنمية، والسيطرة بقوة العلم والمعرفة والتكنولوجيا، وتحدي التناسب بين مخرجات التعليم ومدخلاته وتحدي التخطيط والتقويم والتطوير، وتحدي الهوية والموقع والدور في منظومة التعليم العالي".
ورأى أن "سياسة التعليم العالي لا تنفصل عن السياسة العامة في لبنان، وتحديدا السياسات التنموية الشاملة، وبغيابها يبدو التعليم من دون قضية سوى التعليم للتعليم"، عارضا "لسلسلة خطوات تسهل على الجامعة إعادة هيكلة المناهج وفتح المسارات التخصصية اللازمة".
وختم قائلا:"برفع كل هذه التحديات، تتجاوز الجامعة اللبنانية مأزق الموقع والدور في منظومة التعليم العالي فتصبح هي القاعدة والمعيار، القاعدة في الاعتبارين الوطني والاجتماعي والمعيار في جودة الأداء وجدوى المخرجات".
خياط
كذلك، كانت مداخلة لخياط حول اشكالية القضايا المطلبية والاصلاح الاكاديمي والبنيوي في الجامعة اللبنانية، فعرض للمراحل التي مرت فيها الجامعة اللبنانية، وتحدث عن الجامعة في ظل التدخلات السياسية، مؤكدا ان "اخطر ما يواجه مصير الجامعة راهنا، هو الخضوع للمطالب السياسية الشعبوية التي الحقت الضرر بصورة الجامعة في الداخل والخارج خصوصا بالنسبة لموقعها في حاجات سوق العمل".
وعرض عن سلسلة تساؤلات مشروعة حول اصلاحات ممنوعة وكيفية دفع مشاريع انشاء مجمعات جامعية في المحافظات الى حيز التنفيذ الكامل، وقرارات التشعيب على مستوى الاقضية جارية على قدم وساق"، ورأى أن "النهوض بالجامعة، يكمن بانشاء خمس جامعات لبنانية متموضعة في المحافظات مستقلة اداريا وماليا ومتكاملة في ما بينها أكاديميا".
وسأل عن "كيفية حصول خرق التفرغ وعدم المساواة بين اساتذة الجامعة، بين من هم منتسبين الى قطاعات يمارسون مهنتهم بصورة غير قانونية وأساتذة أكاديميين لا عمل لهم سوى التفرغ في الجامعة".
وتحدث عن العلاقة العكسية التبادلية بين الإصلاح في الجامعة، ورفع مستوى خدمات صندوق التعاضد، وعن الجامعة اللبنانية بين قيود المركزية ومرونة اللامركزية".
وختم داعيا "الى اعلان حالة طوارىء اصلاحية حقيقية لإعادة الهيكلة بعيدا عن المزايدات السياسية والشعارات الشعبوية، وتكوين بنية أكاديمية نهضوية من أجل توفير الحياة الأكاديمية الحقيقية وفق المعايير المتعارف عليها دوليا لصالح أساتذتها وطلابها وإدارييها، في جميع المناطق اللبنانية على قاعدة الانماء المتوازن الحقيقي واللامركزية الادارية الهادفة التي تحقق مصالح أوسع شريحة من طلاب لبنان على كافة مساحة الوطن".