ندوة عن دور الثقافة في التنمية في رابطة جامعيي الشمال
إستضافت "رابطة الجامعيين في الشمال" المدير العام للشؤون الثقافية في وزارة الثقافة الدكتور علي الصمد، في ندوة بعنوان "دور الثقافة في التنمية" لمناسبة إفتتاح أنشطة الرابطة في الموسم الثقافي الحالي.
حضر الندوة المدير العام السابق لوزارة الثقافة فيصل طالب، رئيس بلدية بخعون زياد جمال، رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجد، الامين العام للمنتدى الثقافي في الضينة أحمد يوسف، مدير المركز الثقافي للبنان الشمالي عامر الرافعي، رئيسة الجمعية اللبنانية لحماية الآثار والتراث خولة الخوري، خبيرة الآثار نورة عبد الخالق، وحشد من الجامعيين ومهتمين.
الحسامي
في الإفتتاح النشيد الوطني ثم تحدث رئيس الرابطة غسان الحسامي فأضاء على مفهومي الثقافة والتنمية، مشيرا الى "أن إمكانات وزارة الثقافة ضئيلة من حيث القدرات المالية الملحوظة في الموازنات على مر الحكومات المتعاقبة، ونأمل بإرساء واقع ثقافي يسهم في التنمية المستدامة لتثمين ودعم الإبداعات وحماية الآثار في هذه المدينة الزاخرة بالآثار وبالمواقع التراثية وصولا إلى دورها في إحتضان التراث الثقافي غير المادي وصون الإنصهار الوطني، إضافة إلى ما تجمع عليه كافة الفاعليات والمنتديات الثقافية في طرابلس والشمال وتتصدر فعاليات برامجهم في إطار التحضيرات لإحتفالية إعلان طرابلس عاصمة للثقافة العربية 2023".
أضاف: "نؤكد العمل معا هيئات وفاعليات ثقافية أن يكون الفعل الثقافي هو القاطرة نحو النهوض والتنمية في ظل ما نشهده من كوارث بيئية تهدد أمننا الصحي والبيئي، ومن تفرقة بالسياسة وقوقعة بالخطاب الحزبي والطائفي والمذهبي، وإنهيارات وكوارث إقتصادية، وغياب كلي للتخطيط وإستشراء للفساد ولسرقة المال العام".
الصمد
من جهته، أشار الصمد إلى "أن التحدي الأكبر يكمن في إقناع صانعي القرارات السياسية والفاعلين الإجتماعيين، محليين ودوليين، بدمج مبادىء التنوع الثقافي وقيم التعددية الثقافية في مجمل السياسات والآليات والممارسات العامة لاسيما عبر الشراكات العامة والخاصة، بحيث تهدف هذه الإستراتيجية إلى دمج الثقافة في مختلف سياسات التنمية سواء إرتبطت بالتعليم أو العلم أو الإتصالات أو الصحة أو البيئة أو السياسة".
وتابع: "أن الثقافة هي ذلك المركب الذي يتألف من كل ما نفكر فيه أو نقوم بعمله أو نتملكه كأعضاء في المجتمع وهو يتضمن المعارف والعقائد والفنون والأخلاق والقوانين والعادات، وإذا قاربنا حقيقة ما ينفذ من مشاريع إنمائية وقارناها مع ما يساق من بيانات وتصاريح لإكتشفنا سريعا أن حدود ما سيق من كلام حول التنمية في لبنان لا يتعدى الإطار اللفظي والإنشائي وإن معظم ما جرى تنفيذه من مشاريع حصل في ظل وعي تنموي منقوص فكانت النتيجة هي إنجاز مشاريع يشوبها النقص وعدم التلاؤم مع الإحتياجات الأساسية".
ثم تناول تعثر مسار التنمية على صعيد القطاعين العام والخاص، وتوقف عند الدور الذي تؤديه وزارة الثقافة في المجال التنموي العام، فالكل يعلم أن هذه الوزارة حديثة العهد في لبنان، انشئت في العام 1993 وقد تعثرت في خطواتها لاسيما من جهة إقامة هيكليتها وتوفير الكادرات ورصد الميزانيات، ولم تعامل هذه الوزارة على أنها وزارة هامة وذات اثر تأسيسي للمجتمع اللبناني، وعلى الرغم من هذا الواقع فهناك ثمة نقلة نوعية في الوزارة سوف نشهدها غداة تشكيل الحكومة العتيدة.
وقال: "إننا في الوزارة سنجهد في ترجمة الخطة الخمسية الثقافية التي اطلقها الرئيس سعد الحريري من السرايا الحكومي، في حضور أركان الدولة والوزراء يتقدمهم وزير الثقافة الدكتور غطاس الخوري، ودورنا المستقبلي سيكون واعدا وستسفر وزارة الثقافة عن الوجه الذي ينبغي ان يكون لها وهو الوجه الحقيقي الذي كان يجب ان تقوم به منذ ان أبصرت النور ولكن ما حيلتها في ظل السياسات العامة التي لم توفر لها الإمكانات التي تساعدها على القيام بدور فاعل في إطار العملية التنموية العامة على مستوى الشمال في دعم النشاطات والهيئات والتركيز على إظهار فرادة طرابلس وخصوصية هويتها وإتخاذ كل الخطوات التحضيرية والإجرائية لإحتفالية طرابلس عاصمة للثقافة العربية 2023".
ثم تعاقب على الكلام عدد من الحضور في مداخلات تناولت الدور الريادي المطلوب من وزارة الثقافة، وتسلم الصمد درعا تقديرية من الرابطة، وأقيم كوكتيل بالمناسبة.