أيوب رعى تخريجا في كلية العلوم: مسيرة الجامعة ستستمر رغم محاولات التشويه

احتفلت كلية العلوم في الجامعة اللبنانية بتخريج دفعة من طلابها "دفعة البروفسور حسن مشرفية" للعام الجامعي 2017- 2018، في الملعب الخارجي في مجمع رفيق الحريري الجامعي - الحدث، برعاية رئيس الجامعة البروفسور فؤاد أيوب، وحضور ممثل قائد الجيش العميد محمد حمدان، عميد الكلية البروفسور بسام بدران، رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين الدكتور محمد صميلي، ممثل مدير المخابرات العقيد خالد السعودي، مديري الكلية بفروعها الأربعة وعدد من الأساتذة ورؤساء الأقسام الأكاديمية وموظفي الجامعة وأهالي الطلاب.

بعد النشيد الوطني ونشيد الجامعة، رحب الدكتور ايهاب سبيتي بالحضور، وقال في كلمة: "نحتفل اليوم بتخريج دفعة جديدة على طريق الشمس، دفعة من جدائب العلم حاملي الإجازة في اختصاصات متعددة في كلية العلوم في الاجامعة اللبنانية".

بديع
وألقت الطالبة غنى بديع من الفرع الأول كلمة الخريجين، قالت فيها: "66 عاما على بداية الجامعة الوطنية. 66 عاما بدأب بثمانية وستين طالبا، وها نحن اليوم 900 متخرج من كلية واحدة من كلية العلوم، عمود خيمة الجامعة اللبنانية. هذه الجامعة التي أنتجت آلاف العلماء والأدباء والعاملين المبدعين الذين ثابروا وصنعوا من الظل نورا على شكل وطن اسمه لبنان. إن كان طلاب الجامعات هم ضباط المجتمع في تماسكه وثقافته وتقدمه الفكري، فإن الخريجين في هذه الفترة من عمر لبنان هم ضباط الكفاح الاقتصادي المسلح بالعلم والإرادة لرفع لبنان على أكتاف حلمنا ووعينا وعملنا الدؤوب، من الآن حتى نلفظ النفس الأخير بين أحضان وطن الشهداء والعلماء".

فارس
وكانت كلمة للطالب شربل فارس من الفرع الثاني باسم الخريجين وقال فيها: "اليوم نحتفل بتخرجنا من كلية العلوم في الجامعة اللبنانية، فلا بد لنا من أن نفتخر ونعتز أننا اجتهدنا وتعبنا لنحمل اسمها على إجازة تخرجنا. أهلنا وعميدنا ورئيسنا نعاهدكم أن نكون حماةً شرسين لجامعتنا اللبنانية أينما حللنا سنكون شهود وفاءٍ لجامعة الوطن. فلولاها لما كنا ولا كنتم. لها الفضل في كل ما نحن عليه ومن لا يصدق فليرَ انجازاتها وانجازات طلابها في العالم والوطن وأسواق العمل".

الحاج موسى
ثم كانت كلمة لممثل أساتذة كلية العلوم في مجلس الجامعة الدكتور ايلي الحاج موسى قال فيها: "إذا كانت الجامعة اللبنانية تاج الوطن فإنّ كلية العلوم هي جوهرة هذا التاج. فهذه الصورة الحقيقية لكلية تفتح ذراعيها لكل طلاب الوطن تمنحهم الفرصة لجعلهم نجوما تسطع في سماء بلدنا الحبيب والعالم بأسره. فرحتنا اليوم كأساتذة لكم أيها الخريجون لا تُضاهيها فرحةٌ إلا تلك الناتجم عن رؤية أولادنا فيما بينكم أو في هذه الأماكن من بعدكم . إنه فرحة المزارع بالحصاد الوفير وفرحة الفنان بتحفته الأجمل. إننا سوف نعود ونفرح عندما نلتقي بكم تبرعون في أسواق العمل، أو كزملاء بيننا. إنطلقوا إلى حياتكم الجديدة متسلّحين بالعلم والمعرفة والمحبة لبعضكم البعض ولتنوّعكم ولوطنكم والأهم تسلحوا بالأمل والرجاء بمستقبل أفضل".

بدران
بدوره قال عميد الكلية: "جامعتنا اللبنانية ليست أي جامعة، وكلية العلوم هي نبض الجامعة، في كليتنا طلاب ليسوا أي طلاب، في كليتنا مشاريع أحلام وطموحات عظيمة تعانق عنان السماء، وترسم مستقبلا واعدا لوطن عانى الكثير ولا يزال يئن ، فإن تنظروا حولكم تروا عدوا يتربص بنا، وإن تنظروا خلفكم تروا حرمانا ينهش حياتنا، وان تنظروا من فوقكم أو من تحتكم تروا تناحرات وتجاذبات لا تزيد بلدنا إلا وهنا وضعما. إلا اننا في جامعتنا نتجاوز كل ذلك، فإذا نظرنا امامنا نرى مستقبلا افضل نريد ان نصنعه بأيدينا، وإن نظرنا خلفنا نرى تراث المبدعين الراحلين، وان نظرنا من فوقنا نرى احلاما وطموحات لا تحدها حدود، ماضين في تحقيقها، فها هنا مصنع بناة الغد، وها هنا عرين صناع المجد".

وأشار إلى أن "الجامعة اللبنانية هي حاضنة الوطن، جامعة رغم الطعنات، عمق الجراح، خاضت ولا تزال معركة إيمانية بفكر علمي تقدمي منفتح، لتقدم نموذجا رائعا للتعايش الوطني والانصهار الاجتماعي، فقد قدمت ولا تزال مستويات بارزة من العلم والمعرفة، وها هي تسير بخطى ثابتة واثقة نحوالتميز والإرتقاء بفضل حكمة رئيسها البروفسور فؤاد ايوب الذي لم ينجل يوما على كلية العلوم، الرئيس الأكاديمي بامتياز صاحب الكف النظيف وربان سفية التطور والتقدم في الجامعة اللبنانية".

وللخريجين ختم: "ليكن علمكم على امتداد الأرض فأنتم الأدمغة العابرة للحدود تبنون أوطانكم وأوطانا بعيدة عن أوطانكم. فكونوا على قدر المسؤولية هذا قدركم وهذا قدر كل لبناني. أنتم اليوم تبدأون حياة جديدة وكلنا أمل بأنكم من سيبني ويعمر، أنتم من سيصلح ويفكر، فحي على البناء والعمل ولا تنسوا نصيب هذا الوطن وأهله من جهدكم فكلنا بأمس الحاجة إلى عقولكم النيرة وأياديكم المتعلمة".

أيوب
أما رئيس الجامعة فقال: "يسعدنا جميعا، والمناسبة عزيزة على قلوبنا، أهلا وطلابا وأساتذة أن يجمعنا اليوم فرح وابتهاج وتخرج أبناء سيكونون من بناة الوطن ومن المساهمين في نمائه وتطوره، وسيمنحون مؤسساته ما نهلوه واكتسبوه. إذا كنا اليوم نطلق على هذه الدةورة اسم المرحوم الراحل الدكتور حسن مشرفية، فهذا أقل الواجب مع هذه الهامة الأكاديمية التي كان لها فضل تأسيس كلية العلوم، وهذا بعض الوفاء لتاريخ الدكتور حسن مشرفية الذي نعتز به والذي نستذكره عند كل نجاح تحققه الجامعة وعند كل تميز. مع هذه الفرحة أتوجه بالتهنئة إلى أهالي الطلاب وأشاركهم غبطتهم وسعادتهم وهم يرون أبناءهم وقد تهللوا سعداء بنجاحهم وتخرجهم بعدما انتظروا أعواما يجهدون فيها ليصلوا إلى ما هم عليه اليوم، وكلنا أهل وندرك ماذا يعني لنا نجاح الأبناء وما يتركه من أثر في النفوس. التهنئة أيضا إلى المسؤولين في كلية العلوم، هذه الكلية التي أعطت وأجزلت العطاء على مدى تسعة وخمسين عاما ، والتي ولدت عام 1959 وكانت المصنع الذي أنتج الكثير من الطاقات ومازالت ،وهي تضم نخبا من الأساتذة المرموقين الذين نعتز بهم في الجامعة. لعل ما يميز هذه الكلية هو التفاعل القائم بين أهلها الأكاديميين والإداريين والطلاب حيث أفرخ هذا التفاعل نجاحا دائما ليس فيها فحسب بل في الكليات الطبية لأنها مهد اختصاصاتها وأساس علومها".

وتوجه للخريجين: "اخترتم كلية العلوم لتكون مصدر معارفكم وانطلاقة أعمالكم، وأن أي اختصاص فيها هو اختصاص جدير بعلمه، وبصونه أيضا لأنه مرتبط بالإنسان وسلامته كما بالمجتمع والوطن. ستخرجون إلى أعمالكم وستعكسون ما تعلمتموه في أدائكم، فتجنبوا الخطأ، وحاذروا الوقوع في الفشل لأنكم تملكون من القدرات ما يجعلكم من أهل التميز والبارزين. بالأمس القريب صدرت نتائج امتحانات الدخول إلى كليات الطب والصيدلة ولم نفاجأ بالنتائج والمعدلات التي رأيناها لأنها ليست بجديدة على طلابنا في هذه الكلية وسواها، فهذا عهدها وعهد جامعتنا وتاريخها، وهذه مسيرتها التي ستستمر فيها رغم محاولات التشويه والانتقاص من دورها ورغم الادعاءات الباطلة عن شهاداتها والتي دحضتها تقارير الاتحاد الأوروبي وأكدت المستوى الراقي الذي بلغته الجامعة اللبنانية وشهاداتها".

وختم: "نجاحكم من نجاحات الجامعة وإنجازاتها، لكن الشهادة التي تحصلون عليها اليوم ليست ختاما بل هي مفتاح آفاق في الدراسة والتعلم، فلا تقفوا عندها، وكونوا الساعين إلى ما هو أعلى. وفقكم الله وبارك خطاكم ونجاحكم".

وفي الختام، تم تسليم الشهادات للخريجين.