إسايان في إفتتاح ثلاثاء الكلية في اليسوعية: مريم سر دائم في الكنيسة

إفتتحت كلية العلوم الدينية في جامعة القديس يوسف (اليسوعية) في بيروت سلسلة محاضرات "ثلاثاء الكلية" في مسرح بيار أبو خاطر، حرم العلوم الإنسانية، طريق الشام، للسنة الجامعية الجديدة 2018-2019.

وحل النائب الرسولي للاتين في لبنان المطران سيزار إسايان ضيفا في اللقاء الأول، وحملت محاضرته عنوان: "مريم سر الإنسانية المتجددة في يسوع المسيح"، حضرها رئيس الجامعة الأب البروفسور سليم دكاش، وأكاديميون ورجال دين وضيوف وطلاب الكلية والجامعة من مختلف الاختصاصات.

بدأ اللقاء بالنشيد الوطني، ألقى بعدها عميد كلية العلوم الدينية الأب مارك تشيشلك اليسوعي كلمة رحب فيها بالحضور وبالمحاضر، شارحا أسباب اختيار "مريم أم يسوع" موضوعا لمحاضرات "ثلاثاء الكلية" للعام الأكاديمي الجديد، من خلال مقاربات مختلفة ومدى ست محاضرات.

ثم تحدث الخوري الدكتور ناجي إدلبي معرفا بالضيف المطران إسايان وبمساره وتاريخه العلمي والراعوي إلى تعيينه مطرانا على اللاتين في لبنان، لافتا إلى "العلاقة التي تربطه بالجامعة اليسوعية، لكونه من قدامى كلية الهندسة فيها، وكان أستاذا فيها في وقت لاحق ولا سيما في كلية العلوم الدينية".

استهل الضيف محاضرته بشكر "القيمين والمنظمين لسلسلة المحاضرات، وتحدث عن "مريم أم يسوع"، مشيرا الى أنه "ليس متخصصا باللاهوت المريمي لكنه على غرار غالبية اللبنانيين والأرمن "مكرس لمريم".

وقارب موضوعه من خلال عناوين عددة أبرزها: "لم تتوقف الكنيسة يوما عن البحث في سر مريم، فهي حاضرة ليس فقط في لاهوتها وروحانيتها، إنما أيضا في ممارساتها الليتورجية والتقوية وذلك للدور الذي تضطلع به في الخلاص، ولكونها أم الفادي، وهذا ما دعا البابا فرنسيس إلى إدراج عيد مريم أم الكنيسة في الروزنامة الليتورجية اللاتينية".

ثم أظهر المحاضر بإسهاب أن "مريم العذراء هي أم البشرية جمعاء منذ حدث التجسد، وتتجذر هذه الفكرة عميقا في التقليد الكنسي وخصوصا الأبائي. ولكونها أم رأس الكنيسة، أي أم يسوع، فهي بطبيعة الحال أم الكنيسة نفسها، التي هي بدورها وبلا شك جسد المسيح السري".

وأضاف: "هذا الدور الذي ادته مريم بكل حريتها، وخصوصا خلال موت ابنها على الصليب ومن خلال الشهادة لقيامته، يدل على الدور الذي أراد الرب أن يمنحه للبشرية في عملية الفداء، من خلال هذا الثنائي (يسوع ومريم)، الذي يواجه بالتوازي الثنائي القديم (آدم وحواء)، على مستوى مفهوم البنوة والأمومة. لذلك اختار الرب في مريم أما تشبهه وتشبه الإنسانية كما أرادها منذ البدء".

ولم تخل المحاضرة من تحذير من "الخلط غير الواعي بين دور يسوع ودور أمه، فمريم تشير في حياتها وفي أعمالها وفي رمزيتها إلى الفداء، الذي أتى بيسوع المسيح وحده".

واختتمت المحاضرة بتوجيه الحضور مجموعة من الأسئلة الى المحاضر، وبعد الرد عليها، توجه الخوري إدلبي بالشكر إلى المطران إسايان والحضور، ودعا الجميع إلى المشاركة في كوكتيل أقيم في المناسبة.