جامعة القديس يوسف احتفلت بعيد شفيعها

بمشاركة وزير الإعلام وليد الداعوق، السفير البابوي المونسنيور غبريالي كاتشيا، النائب مروان حماده، الوزيرين السابقين بهيج طبارة ونايلة معوض، نقيب الأطباء شرف ابو شرف وعائلة الجامعة: نواب الرئيس، أمينها العام، عمداء الكليات، مديرو المعاهد العليا والأحرام والفروع الجامعية، وما يزيد على 900 أستاذ وفدوا من كليات الجامعة ومعاهدها العليا في بيروت، ومن فروعها في صيدا وزحلة وطرابلس، وفد مثل طلاب الجامعة، وآخر مثل موظفيها من الإدارة المركزية ومن سائر الأحرام والفروع الجامعية، وثالث مثل إدارة "مستشفى اوتيل ديو" الجامعي، رئيس اتحاد جمعيات الخريجين والاعضاء، رؤساء رابطات الخريجين، فضلا عن الأعضاء اللبنانيين في مجلس جامعة القديس يوسف الاستراتيجي، وعدد من رؤساء الجامعات اللبنانية وممثلي وسائل الإعلام.

دكاش
بعد القداس، القى الأب دكاش، يحيط به أعضاء مجلس الجامعة في المدرج الكبير الذي غص بالحضور، كلمة مطولة بعنوان: "جامعة القديس يوسف والمئويات الثلاث"، جاء فيها:
"إنه لمن واجب القلب أن يرحب بكم جميعا، في مناسبة عيد جامعة القديس يوسف الثامن والثلاثين بعد المئة. وفي قلب العيد هذه السنة عيد، ذلك أننا نحتفل بمئويات ثلاث كليات مقدامة، وهي الكليات الأولى التي عرفت ب"المدنية" في جامعة القديس يوسف، على حد تعبير المأسوف عليه الرئيس الأب جان دوكرويه، وهي كلية الطب بسنواتها الثلاثين بعد المئة، وكليتا الحقوق والهندسة اللتان تتمان مئويتهما الأولى".

أضاف: "ان نحتفي اليوم بهذه المؤسسات فهذا يعني، بالنسبة الينا، ثلاثة واجبات، من غير أن يغيب عن بالنا المغزى الذي نستخلصه، ألا وهو واجب العرفان بالجميل، وواجب إعادة قراءة ماضينا ليس كمتحف إنما بمثابة تجربة حياة والتزام، وفي نهاية المطاف واجب الامانة والاستمرار في مهمة، والابتكار الذي يستمد المستقبل منه رؤياه".

وتابع: "إذا كان افتتاح آفاق جديدة أمام الشبيبة بعد المرحلة الثانوية يشكل هدفا أوليا يجب الوصول إليه، وقد تم الوصول إليه، فإن الإعداد المهني كان هو أيضا سببا كافيا لتأسيس كلياتنا الثلاث التي اشتغلت في ميدان التكوين المستمر، ذلك أن المئات من الموظفين العثمانيين والسوريين واللبنانيين تابعوا في الكليات دروسا خاصة كل في ميدانه. ويسد هذا الإعداد المهني الذي يستمر حتى اليوم نقصا أو انعداما. ذلك أن الأطباء الأوائل انتشروا مزودين كفايات عالية وقلوبا واسعة، في المدن والريف، محاربين الأمراض والكوارث من كل الأنواع، فحلوا مكان المشعوذين، القائمين بيننا حتى اليوم، الذين استغلوا الناس".

وقال: "لا يزل عمل الخلاص عصب رسالة جامعة القديس يوسف، وكلياتها الثلاث المئوية، وكامل مؤسساتها. فعلى حد قول الأب بيتر هانس كولفنباخ، الرئيس العام السابق لليسوعيين: "تؤدي مؤسساتنا مساهمة أساسية للمجتمع عندما تدرج في مسارنا التربوي دراسة صارمة وشريفة للمشاكل والهموم جميعها التي تعتبر حاسمة للانسان. ولهذا السبب، على جامعات الرهبنة أن تصبو إلى مستوى أكاديمي عالي النوعية".

واكد "ارادة عدم الرضوخ للشدائد"، إذ قال: "لقد حدثت عمليات تهديم، ومرت حقبات فراغ، وحصلت حركات نزوح، واستشهد عدد من أفراد أسرة الجامعة، غير أن الدوافع العميقة لم تحد عن مسارها، بل اقتضى فقط تكييفها. ويدعونا هذا إلى القول إنه، عندما تكون الرؤية حاضرة، يصبح الدافع أقوى ويضاعف طاقتنا".

واضاف: "بالأمس، كانت منطقة طريق الشام منطقة انفصال، وغدت اليوم، وأتمنى على الدوام، محور اللقاء والتبادل بالحقيقة، والحوار والدافع إلى العيش معا. وتستحق بيروت التي اختارها اليسوعيون ليؤسسوا أولى كلياتهم المدنية، وهي تشكل أعمدة الانماء الانساني والاجتماعي، أن نحبها وننميها، لتدعم وجود لبنان رسالة سلام وحرية وعيش مشترك وعدالة".

وتابع: "نحن مصممون، أكثر من أي وقت مضى، على الصعيد الاكاديمي، أن نساهم في أن تبقى بيروت، عاصمة للبنان، إحدى الملكات العظيمات على شاطئ البحر المتوسط، ملكة الثقافة، أميرة تجمع ولا تفرق، مثالا للعدالة ولفرح الوجود والتعلم معا".

ورأى أن "بيروت هي نجمة لبنان وستبقى نجمته، بفضل مساهمة كل مواطن من مواطنيها، ولكن، وبأكثر من ذلك، بفضل استمرار رسالتنا الجامعية، رسالة كليات الطب والحقوق والهندسة".

وقال: "إن الزمن يبدو قصيرا حتى لو بلغ 100 أو ثلاثين بعد المئة في تاريخ مؤسسة كمؤسستنا. ما قبل الأمس، كان الكبير جورج نقاش يقول: "قد يكون من الغباوة القول إن لبنان ما كان ليكون لولا جامعة القديس يوسف، ولكنه من المستحيل نوعا ما أن نتصور ما كان سيكون عليه شكل لبنان الآخر لولا وجود جامعة القديس يوسف"، ففي الماضي القريب والبعيد، كانت جامعة القديس يوسف مثالا في المقاومة الأكاديمية والثقافية والروحية، عندما أبدت إرادتها بأن تتابع ما تأسست له من خدمة البلد، عندما كان لبنان فريسة كل المشاكل، وهي كانت كذلك وستكون دوما، لأنها عرفت وستعرف أن تصغي الى صوت المجتمع المحلي".

وختم: "من أجل طلابنا ومعهم، ومن أجل شعبنا ومن أجل منطقتنا العربية، لنراهن معا على قدرة الروح والعقل والقلب كي تبقى جامعة القديس يوسف كفيلة الامتياز والاخلاقيات والمواطنة وكي تحمل دوما لهب الشباب والإيمان والرجاء".

واختتم الإحتفال بعشاء أقيم داخل المجمع الرياضي في حرم العلوم والتكنولوجيا.