الجامعة اللبنانية الاميركية اطلقت مشروع مركز البحوث الدوائية والطبية للقنب للافادة منه طبيا وعلميا واقتصاديا

أطلقت الجامعة اللبنانية الاميركية فكرة مشروع انشاء مركز البحوث الدوائية والطبية للقنب للافادة منه طبيا وعلميا واقتصاديا، في حفل اقيم في حرم بيروت، برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة غسان حاصباني ممثلا بمستشاره الدكتور بهيج عربيد، النائب الدكتور فادي سعد، نقيبة مصانع الادوية في لبنان الدكتورة كارول ابي كرم ورئيس الجامعة الدكتور جوزف جبرا واركانها وعميد واساتذة وطلاب كلية الصيدلة.

جبرا
استهل الدكتور جبرا الحفل، متمنيا "ان يكون هذا المركز عاملا في تقدم العلم والانسان"، واشار الى ان "الجامعة قررت السير قدما لمواجهة ما يعتبر من المحرمات، لأن الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) دأبت على سلوك الدرب الصعب الذي يعزز مكانة الانسان وأوضاعه وحياته في مواجهة التحديات". وشدد على ان "مواجهة هذا "التابو" حلقة في سلسلة الرسالة الاكاديمية للجامعة لارساء مفهوم طبي وعلمي جديد".

عربيد
بدوره، أشاد عربيد "بشجاعة الجامعة في طلب الترخيص لانشاء المركز"، وشدد على "مشروعية الطلب لانه لا يتعارض مع قانون المخدرات 673 واستخدام القنب لاغراض طبية وعلمية". وأشار الى "ان الجامعات في اوروبا والولايات المتحدة تقوم بابحاث متواصلة على القنب بهدف الافادة منه طبيا".

ابي كرم
كذلك تحدثت النقيبة ابي كرم عن المردود الطبي لنبتة القنب "اذا استخدمت لاهداف صناعة الدواء". وعددت الامراض الكثيرة التي يمكن معالجتها من مكونات القنب. وقالت: "ان المانيا والبرتغال وايطاليا وكندا والولايات المتحدة الاميركية تنتج كميات من هذه النبتة للاستخدام في تصنيع الدواء". وحضت على "الاقتداء بهذه الدول لتعزيز الوضع الاقتصادي وتصدير منتجات طبية ووضع حد لهذه الزراعة بهدف الاتجار بالمخدرات، وذلك ضمن شروط ومعايير قاسية وفي ظل رقابة صارمة".

مروة
وأعلن استاذ الكيمياء الدوائية وعلم الادوية والعقاقير في كلية الصيدلة في الجامعة اللبنانية الاميركية الدكتور محمد مروة، ان فكرة انشاء مركز الابحاث في ال LAU بدأت العام 2015 عندما طلب من طلابه اجراء بحث علمي ومراجعة إجمالي ما نشر عن القنب، ولكن سرعان ما تبين ان لا وجود لدراسات جدية عن الموضوع في لبنان. وهكذا تطور البحث تدريجا ليصل الى قناعة بأهمية الحاجة الى وجود مركز ابحاث وتوثيق. وفي العام 2017 توجهت الجامعة بالطلب الى وزراتي الداخلية والصحة من اجل الحصول على ترخيص بإنشاء مركز لابحاث القنب الطبية اسوة بافضل الجامعات في العالم.

واشار مروة الى ان "الظروف المناخية من كمية الشمس والامطار وعامل الرطوبة وكذلك الجغرافية تؤثر بشكل كبير على نوعية النبتة ومحتوياتها الكيميائية، وهذا ما يجعل القنب اللبناني من الافضل عالميا ويمكن أن يعزز قيمته "الدوائية" بعد التصنيع في المختبرات الطبية".

واوضح "ان الجامعة تبنت الفكرة نظرا لاهمية الموضوع على المستوى الانساني والعلمي والطبي والوطني، علما ان قانون المخدرات والمؤثرات العقلية يسمح باجراء ابحاث علمية على المواد المخدرة ضمن اجراءات محددة، وهذا ما تسعى ال LAU اليه تحت عنوان "مركز البحوث الدوائية والطبية للقنب".

ورأى مروة انه "لا بد من تصحيح وجهة الزراعة والاستخدام اسوة بالدول الراقية وصولا الى انتاج كميات منه بطريقة علمية وطبية وتحت اشراف ومراقبة الدولة"، مشيرا الى ان "كلية الصيدلة في الجامعة زودت وزارة الصحة كل المعلومات اللازمة، وذلك استنادا الى معطيات طبية وبحثية ودراسات عملية توضح اهمية القنب في صناعة الدواء وضمن اطر معينة، ويبقى الاهم قرار الدولة والسلطات المعنية في هذا الموضوع الذي تقدر عائداته الخفية بمليارات الدولارات".

وختاما قدم الرئيس جوزف جبرا درعا تكريمية الى الوزير حاصباني ممثلا بمستشاره عربيد.

نبتة القنب
واشارت الجامعة الى ان "نبتة القنب، او الحشيشة، ليست محدودة الاستعمال بالامور التي يعاقب عليها القانون وينبذها المجتمع لجهة تعاطي المخدرات وترويجها، الامر الذي ينجم عنه نتائج كارثية على الانسان والمجتمع. بل ان الاستعمال الاهم هو الاستخدام الطبي، حيث تنكب مراكز الابحاث وعلماء الادوية في أهم جامعات العالم على درس هذه النبتة وكيفية الافادة منها في اعداد الادوية لمعالجة العديد من الحالات الطبية مثل مرض الألزهايمر والباركنسون والصرع والسرطان وغيره.

وهذا ما يسعى الباحثون في كلية الصيدلة في الجامعة اللبنانية الاميركية (LAU) الى تطبيقه في لبنان بعدما تبين لعلماء النبات، ان القنب اللبناني هو من الافضل في العالم ويمكن الافادة منه في تصنيع الدواء ومعالجة عدد لا يستهان به من الامراض المستعصية كالسرطان وغيره.

ان أول من بادر الى الاهتمام بنبتة القنب وعمل على الافادة منها للاستعمالات الطبية كانت جامعة ميسيسبي في الولايات المتحدة الاميركية، التي حصلت على ترخيص لزرعة القنب في عام 1968 لصالح الدولة و للأبحاث العلمية، ثم تلتها عشر مراكز أبحاث جامعية عدة في العالم، منها: جامعة واشنطن، اوكسفورد (بريطانيا)، بريتش كولومبيا (كندا)، نيو كاستل (استراليا). وتتنافس هذه المراكز الطبية على المركز الأول في الأبحاث العلميةخصوصا ان نبتة القنب تشكل مكونا اساسيا في ادوية معالجة الالام الحادة المزمنة، والصرع، والغثيان والاستفراغ عند المرضى الذين يتابعون العلاج الكيميائي ، ومرض التصلب اللويحي.

تنتج استراليا وكندا اطنانا من القنب للاستخدام الطبي، وتقدر قيمتها بمليارات الدولارات، وتهتم خصوصا باصناف معينة تدعى "انديكا" و "ستيفا"، في حين يقتصر استخدام القنب في لبنان على الوجهة الجنائية الاجرامية دون أي تفكير في كيفية التعامل مع هذا المحصول الزراعي - الطبي والافادة منه اسوة بدول العالم".