البروفسور يونس اختتم زيارته الى الجامعة الأميركية في بيروت: الخيال هو القوة وان كل إنسان هو رائد أعمال
اختتم البروفسور محمد يونس الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2006، زيارته إلى الجامعة الأميركية في بيروت التي استمرت يومين قام خلالها بنشاطات عدة في الجامعة ولقاءات مع أساتذة وطلاب.
اليوم الاول
استهل اليوم الاول بجولة في حرم الجامعة، التقى فيها يونس بوكيل الشؤون الأكاديمية الدكتور محمد حراجلي وطلاب والأساتذة وأعضاء مكتب عميد كلية العلوم الزراعية والغذائية(FAFS)، واختتم بعشاء على شرفه، حيث كانت كلمات لعميد كلية العلوم الزراعية والغذائية الدكتور ربيع المهتار ورئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري الذي قدم هدية تذكارية وهي الكتاب الخاص الذي نشرته الجامعة عن اعوامها المئة والخمسين والطابع التذكاري الخاص فيها، وحضور وكيل الشؤون الأكاديمية الدكتور محمد حراجلي والدكتور تركي فيصل الرشيد.
وتم توزيع جائزة راجي وفوزية سنو للرائد الواعد في الزراعة.
اليوم الثاني
والقى البروفسور يونس، في اليوم الثاني، محاضرة بعنوان "أهمية دور الزراعة والأمن المائي والغذائي وعلاقتهما بالرفاه الاقتصادي والبشري في المنطقة"، بمناسبة توزيع جائزة راجي وفوزية سنو للرائد الواعد في الزراعة، تحدث فيها عن رحلته المهنية المجتمعية التي أدت به إلى إنشاء "بنك غرامين"، الذي يعني مصرف القرية، وعن مختلف العقبات التي واجهها، وكذلك الحلول البسيطة والخلاقة التي ساهمت بتخطي هذه العقبات وتمكين الفقراء في القرى النائية في بنغلادش من أن يكونوا رواد أعمال من خلال القروض التي أتيحت لهم على الرغم من عدم امتلاكهم للأموال، على عكس ما قد تقوم به البنوك التقليدية.
كما تحدث عن وطأة هذه الحلول على الأفراد والمجتمعات في هذه القرى وعن التغيرات التي نتجت عنها، قائلا: "ان كل إنسان هو رائد أعمال. وسترون عندما تأتون إلى هذه القرى كيف ستشعرون بذلك".
وتوجه يونس إلى فئة الشباب بنصائح، فقال: "أنتم أكثر جيل محظوظ في التاريخ البشري. لم يكن لأي جيل شاب آخر في التاريخ هذا الكم من القوة في أيديهم. فلديكم التكنولوجيا. الجيل الذي سابقكم لم ير أيا من هذه التكنولوجيا. فجأة صار لديكم الكثير من التكنولوجيا بين يدكم. التكنولوجيا هي القوة. وعليكم استخدام هذه القوة لغاية ما. عليكم اكتشاف ماهية هذه الغاية".
أضاف: "ابحثوا عن غايتكم، وادعموها، ان الشباب يجب أن يدركوا أولا أن لديهم قدرة إبداعية هائلة، وأن لديهم قوة التكنولوجيا في أيديهم. لذلك لديهم قدرات بشرية فائقة للقيام بكل ما يريدون، ولهذا السبب عليهم ببساطة أن يقرروا ما يريدونه وتخيل أي نوع من العالم يمكن أن يخلقوه"، مشيرا الى ان "الخيال هو القوة، إنه شيء مضحك، أنه لا يكلفكم أي شيء وإن ما تخيله سيحدث في يوم من الأيام، ولكن إذا لم يتخيل، فلن تكون هناك فرصة".
ثم وزعت جوائز مالية على الطلاب الفائزين، وهم: الفائزة بالجائزة الثالثة سارة زيادة من مدارس روضة الفيحاء في طرابلس، والفائزان بالجائزة الثانية عبد الرحمن عويد وبلال حامد من ثانوية الإيمان في عكار، والفائز بالجائزة الأولى حسين عباس من ثانوية خليل جرادي في معركة.
وكان عرض لطلاب المرحلة الثانوية، الذين شاركوا بمسابقة جائزة راجي وفوزية سنو للرائد الواعد في الزراعة للعام 2018 بعنوان "الزراعة في لبنان: تحديات وحلول"، لمشاريعهم التي قدمت حلولا مبتكرة وعملية للتحديات التي يواجهها القطاع الزراعي في لبنان.
ثم كانت جلسة مناقشة طرح فيها الحضور أسئلتهم على البروفسور يونس.
وكان يونس قد خصص جزءا كبيرا من اليوم الثاني للأحاديث الصحافية ركز فيها على "مواضيع مثل وسائل لمساعدة وتمكين الناس على بناء أعمالهم الخاصة وتشجيعهم على ريادة الأعمال، وإيجاد حلول للفقر في لبنان، وغيرها".
خوري
وعن الزيار قال خوري: "إن كل فرد في الجامعة الأميركية في بيروت التقى بالبروفسور يونس قد ألهمه صدقه وبساطة رسالته، وهي أنه يتوجب الإيمان بمقدرات الناس ومنحهم فرصة الإبداع والابتكار من أجل إحداث التغيير في حياتهم وحياة الآخرين. إن هذا الرجل العظيم الذي حاز على شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعتنا في العام 2006 قبل أن يفوز بجائزة نوبل في العام 2006 قد غير طريقة تفكير العديدين حول العالم. ومن خلال تقوية وتمكين النساء والرجال من قرى بنغلادش، ساعد على جعل هذا العالم عالما أفضل. لقد تشرفنا وسعدنا باستضافته وبالتعرف عليه وعلى قصته الملهمة".
المهتار
بدوره اعتبر المهتار ان "هذا اليوم هو يوم خاص للغاية لأنه يبرز دور القيادات الشابة المستقبلية لدعم الاقتصاد القائم على الزراعة، في لبنان"، وقال: "إنه يوم يجلب الأمل بأن هذا البلد يمكن أن ينتعش وقطاعه الزراعي يمكن أن يكون ركيزة من الركائز الرئيسية في إعادة بناء الاقتصاد اللبناني. كما أنه يوم يعزز الأمل بالمناطق الريفية للتنمية المستقبلية ومستقبل الوطن. وقد تشرفنا في كلية العلوم الزراعية والغذائية أن يكون معنا الحائز على جائزة نوبل للعام 2006 البروفسور محمد يونس الذي انضم إلينا لإطلاق "جائزة راجي وفوزية سنو للرائد الواعد في الزراعة. وكان من المؤثر رؤية طلاب شباب من المناطق الريفية يتلقون جوائزهم من هذه الأسطورة، وذلك أفعمنا بالأمل أن هناك طريق للخروج من هذا النفق لإعادة بناء القطاع الزراعي في لبنان والمنطقة مع مساعدة من المواهب الشابة التي لديها التزام الوعد والدعم".
سنو
أما خالد سنو الذي كرس جائزة راجي وفوزية سنو للرائد الواعد في الزراعة في الجامعة فرأى ان "الإهمال المنهجي للقطاعات الإنتاجية في لبنان وخصوصا القطاع الزراعي، أدى في الواقع إلى انهيار عام لنظامنا البيئي، بما فيه مواردنا المائية، والهواء الملوث، وعجزنا عن الإمساك بشكل صحيح بمواردنا الطبيعية واستخدامها لصالح مواطنينا، وخصوصا من هم في المناطق الريفية خارج بيروت"، وقال: "ومع ذلك فإن مسؤوليتنا تجاه وطننا هي أن نعمل معا لوقف وعكس هذا المنحى. وإن جهدا مشتركا بين المؤسسات الأكاديمية ممثلة بجدول أعمال ناشط تقوده كلية العلوم الزراعية والغذائية في الجامعة الأميركية في بيروت والقطاع الخاص هو أحد السبل التي نستطيع من خلالها تنشيط الزراعة وإقناع الجيل الجديد أن من الممكن تحقيق حياة كريمة في بلدهم. إن تأسيس رؤية جديدة إلى الهوية الاقتصادية في لبنان ودوره في المنطقة يجب أن تكون على رأس أولوياتنا للسنوات المقبلة. يجب علينا توحيد الجهود لخلق مستقبل أفضل لأبنائنا ومواطنينا".
يذكر بأن الجامعة الأميركية في بيروت كانت قد منحت البروفسور يونس الدكتوراه الفخرية عام 2006.