اليوم العلمي الأول في الحكمة عن (الصحة في العمل) برعاية بوعاصي
رعى وزير الشؤون الاجتماعية بيار بوعاصي، اليوم العلمي الأول في جامعة الحكمة "الصحة في العمل: رؤية ومستقبل" الذي نظمه قسم العلاج الفيزيائي في كلية العلوم الصحية في الجامعة، بدعوة من رئيس الجامعة الخوري خليل شلفون وبالتعاون مع جامعة ليل الفرنسية والوكالة الجامعية الفرنكوفونية ونقابة المعالجين الفزيائيين، وبمشاركة أطباء واختصاصيين من لبنان وفرنسا، في قاعة المؤتمرات الكبرى في الصرح الرئيسي للجامعة في فرن الشباك.
بدأ المؤتمر بالنشيد الوطني ونشيد الجامعة، ثم كلمة تقديم وتعريف للدكتورة نتالي شاهين.
شلفون
وألقى شلفون كلمة رحب فيها بالمشاركين في المؤتمر، وقال: "إن القطاع الصحي في لبنان كان ولا يزال منذ سبعينيات القرن الماضي، مستشفى الشرق الأوسط. لذلك ندعو الى التحلي دائما بالتفكير للمستقبل حيث نساهم عبر مؤتمرات كهذه في نشر المعرفة والبقاء في طليعة العاملين في مجال البحوث الصحية.
رغم أن كلية الصحة حديثة نسبيا في الجامعة وقد بدأت منذ العام 2012، فهي تهتم بإدارات التمريض والعلاج الفيزيائي والتصوير الشعاعي وتدريب المهنيين الصحيين، في المستشفيات المختلفة التي لنا معها اتفاقات تعاون. لقد أصبح لشهاداتنا ولماجستير الصحة العامة القيمة المضافة ونتطلع إلى تعاوننا في مجالات البحث مع جامعات اجنبية منها جامعة ليل في فرنسا.
بالإضافة إلى ذلك، نعمل لتأمين اختصاصات جديدة كالتغذية والدكتوراه في العلاج الفزيائي وتقويم النطق والصحة البيئية".
أضاف: "تقوم كلية الصحة على أربع ركائز: التميز، والإنسانية، الاستقامة العلمية، وتطبيق المعايير الأخلاقية، التي تدعم التعليم بأكمله. ونأمل ان يتمكن هذا النهار العلمي من جعلنا نكتشف دور الارغونوميا في خدمة الجسد والروح، لأن إصابة جزء من الجسد توجع الروح كما توجع الجسد".
سابوران
وألقى مدير مكتب الشرق الأوسط للوكالة الجامعية للفرنكوفونية الدكتور هيرفيه سابوران كلمة أشاد فيها بالتعاون القائم مع جامعة الحكمة، وقال: "إن المشاركة في افتتاح مؤتمر مثل المؤتمر الذي يعقد اليوم في جامعة الحكمة، هو دائما متعة كبيرة للمدير الإقليمي لوكالة الجامعة للفرانكفونية في الشرق الأوسط، حيث يتناول في الواقع المواضيع التي تسلط الضوء أيضا على العلم وتطبيقاته من حيث العلاجات والوقاية الصحية، ويوضح قدرة جامعة الحكمة وكلية الصحة العامة على الإستثمار في القضايا العلمية والإجتماعية. إن اليوم العلمي "بيئة العمل: الرؤية والمستقبل" ، بالتعاون مع نقابة المعالجين الفزيائيين في لبنان وجامعة ليل، هو جزء من تأملات ومنظورات متعددة حول القيود المتعلقة بظروف العمل ووسائله".
وأضاف: "الوكالة الجامعية الفرنكوفونية تعتبر جامعة الحكمة شريكا أساسيا في التعاون الجامعي للجامعات الناطقة بالفرنسية، والوكالة التي تضم حاليا 852 عضوا من 111 دولة، وهي واحدة من أكبر الجمعيات الدولية للجامعات في العالم، تعمل على بناء منطقة علمية من التميز لمواجهة تحديات تعليمية كبيرة في زماننا، وهناك الكثير".
شاهين
وألقى عميد كلية العلوم الصحية في جامعة الحكمة الدكتور رامز شاهين، كلمة مما قال فيها: "ينبغي أن نولي إهتماما خاصا بالمخاطر الجديدة الناشئة عن التكنولوجيات الجديدة المتغيرة بسرعة، كتكثيف العمل، والجلوس لفترات طويلة، وارتداء الكعب العالي. وبالتالي المخاطر النفسية، والاضطرابات العضلية الهيكلية الناتجة عنها، كما العديد من الأمراض التي تتطلب تدخل فريق من المهنيين الصحيين بما في ذلك الأطباء والممرضات، والهندسة، وعلماء النفس. أستطيع أن أسمي واحدا من عشرة أمراض الغد: Binarism. فمن خلال قضاء وقت طويل أمام الكمبيوتر، يعاني الناس حوسبة لشخصيتهم، فاستنتاجهم يقتصر على الإجابات الثنائية: نعم / لا ، متابعة / إلغاء ، فتح / إغلاق ...
في السياق الحالي، يواجه عالم العمل تحديات جديدة وصعوبة متزايدة. إننا نقترح إنشاء بيئات مناسبة، لتطوير النشاط من جميع جوانبه، المادية، المعرفية، والإجتماعية، وهو أحد أهداف العمل المريح. كما سيتم تناول العديد من الإنعكاسات الأخرى خلال مؤتمرنا هذا اليوم".
عبود
وتلاه نقيب المعالجين الفيزيائيين في لبنان الدكتور طوني عبود، ومما قال: "أتوجه الى الشباب لأعول على دورهم الأساسي في ترقية هذه المهنة وإلالتفاف حول نقابتهم، لأن في الاتحاد قوة. فالمشاريع التي نعمل عليها هي ثقيلة وكثيرة وكل واحد منا له دور في تحقيقها أينما كان وبالموقع الذي وجد فيه.
فكونوا على ثقة بأن لديكم نقابة تواكب هذا التطور على كل المستويات الطبية والمهنية والإدارية، من خلال مجلس نقابة نشيط، منتج، متطور ومتجانس سعى منذ وصوله أن يرتقي بمهنة العلاج الفيزيائي الى مصاف المهن الطبية الأولى في لبنان من خلال خطة عمل وضعت منذ سنة تقريبا، ويتم العمل على إنجاز معظم بنودها، إن كان على صعيد الإدارة أو تطوير المهنة، أو التشريعات القانونية التي تحمي المعالج الفيزيائي وتنهض بالقطاع على كل المستويات وتقدم للمعالج ضمانات صحية".
مندلق
وألقى رئيس قسم العلاج الفيزيائي في كلية العلوم الصحية في جامعة الحكمة الدكتور فادي مندلق كلمة، وقال: "يهدف مؤتمرنا الى الأضاءة على الوسائل الفضلى لتأمين عملٍ منتج في اطار سليم وصحي، يحمي العامل من مشاكل ونتائج سلبية تنعكس على صحته وانتاجه.
يعتبر العمل من المواضيع الهامة جدا والتي تناولها العديد من العلوم، وذلك لما أثير حول حوادث العمل وصعوبته وعدم تأقلم الإنسان مع بعض الأعمال أو المواقف في العمل".
أضاف: "الارغونوميا كلمة تمت صياغتها عام 1857 من قبل عالم بولندي، وتتألف من كلمتين يونانيتين هما ergon وتعني "عمل"، وnomos وتعني "قوانين".
ولكن حالة الأرغونوميا موجودة منذ اقدم العصور، فنذكر على سبيل المثال Plaute من القرن التاسع قبل المسيح، الذي عمل على الوضعيات الصحيحة لبعض المهن، وصولا الى Léonard de Vinci (1452- 1519) الذي درس طاقات الانسان وابتكر بعض الآلات لتسهيل الاعمال.
كما نذكر Bernardino Ramazzini (1633-1714) الذي يعد المؤسس لطب العمل بهدف تحسين ظروفه والمساعدة على انتاجية أفضل.
لذا فإنا الأرغونوميا هي ذلك الميدان الذي يسعى الى تكييف الآلات وتوفير بيئة العمل للإنسان لتجعله أكثر راحة وإنتاجية".
وتابع: "هناك العديد من التطبيقات للارغونوميا نذكر في ما يلي أهمها:
- تغطية احتياجات الأشخاص المتقدمين في السن من اجل تأمين الكثير من التسهيلات لهم في الحياة اليومية.
- تصميم المعدات الطبية وجودة الحياة للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة.
- تصميم وجهات التخاطب ومعالجة البيانات، وكذلك تصميم البرامج الحاسوبية ومواقع الانترنت في أنظمة تفاعل الإنسان والحاسب.
- تطوير المنتجات والمعدات لتكون مفيدة وقابلة للاستخدام بشكل آمن ومرغوب فيه.
- تصميم البيئات المختلفة معماريا وداخليا في البيت والعمل والمكتب لتوائم الإنسان.
- تحسين الأمان في العمل، والإنتاجية ورفع جودة العمل".