دكاش في اللقاء لجامعة القديس يوسف في الشمال: معا نستمر لنبني الجامعة والمدرسة والمؤسسة والمصنع والانسان والوطن

نظمت جامعة القديس يوسف في الشمال لقاءها السنوي مع شركائها، من مؤسسات تربوية، مصرفية، اجتماعية، صحية، ثقافية واقتصادية، في مطعم الشاطئ الفضي في طرابلس، حضره رئيس الجامعة في بيروت البروفسور سليم دكاش، رئيس جامعة المدينة الوزير السابق سامي منقارة، مديرة الجامعة في الشمال فاديا علم الجميل، القاضي شكري صادر، رئيس بلدية اهدن زغرتا الدكتور سيزار باسيم، رئيس مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية الدكتور سابا زريق، إضافة الى عدد من مدراء الجامعات والمدارس والمؤسسات التجارية والاقتصادية وشخصيات من إتحاد جمعيات قدامى الجامعة.

الجميل
بداية، النشيد الوطني، ثم ألقت الجميل كلمة رحبت بها بالحضور وعددت الاختصاصات في الجامعة والمنح التي تقدها للطلاب، لافتة الى ان "هذا اللقاء سنوي تقوم به الجامعة للمرة السابعة عشرة"، وقالت:" ندعو الى هذا اللقاء كل شركائنا في المدارس الاخرى والمؤسسات التربوية التي ترسل طلابها الينا، كما ندعو طلابنا ورؤساء المؤسسات التجارية والاقتصادية والمصارف التي يعمل بها طلابنا بعد تخرجهم، والهدف من ذلك تسليط الضوء على الاعمال التي يقوم بها طلابنا وما هي آخر التحديثات والاحداث التي نقوم بها ويقوم بها سوق العمل من اجل توظيف طلابنا".

اضافت: " في 23 أيار 2017، في الكلمة التي القاها خلال حفل تدشين "قاعة سابا قيصر زريق الثقافية" في حرم مركز الدروس الجامعية في لبنان الشمالي -القاعة المخصصة لللغة العربية وآدابها- توجه الدكتور سابا زريق، المانح، الى رئيس الجامعة الأب البروفسور سليم دكاش اليسوعي، طالبا منه افتتاح فرع للآداب العربية في الشمال، وذلك لأن الشمال عموما وطرابلس خصوصا بيئة حاضنة للغة العربية، وأن تكون على مستوى عال".

اضافت: "بعد عشرة أشهر، سنعلن افتتاح فرع "معهد الآداب الشرقية" في فرع جامعة القديس يوسف في الشمال، هذا المعهد الذي أسسه الآباء اليسوعيون سنة 1902 في بيروت. وقد تسجل لغاية اليوم 34 طالبا في برنامجي الدكتوراه والماجستير".

واكدت الإنفتاح الدولي للجامعة اليسوعية على كل جامعات العالم، على مستوى الطلاب، الأساتذة، التبادل الأكاديمي، التدريب، الشهادات"، وقالت: "من اللغة العربية الى العلاقات الدولية، ما هذا الا تعبير عن تجذر الجامعة في محيطها العربي، في حين تبقى جامعة مفتوحة الى العالم". وشكرت الدكتور زريق "عراب هذا المشروع، للنفس العربي الجديد الذي نفحه في الجامعة".

وقالت: "حضرة الرئيس بفضل سعة فكركم وقلبكم، نحن اليوم موجودون في قلب طرابلس لاعلان افتتاح فرع الآداب العربية في الجامعة اليسوعية في طرابلس- الفيحاء. منذ أيام، خلال العيد السنوي للجامعة ، قلتم "ان جامعة القديس يوسف ليست جامعة مارونية، ولا أرثوذكسية، ولا سنية، ولا شيعية، انها لبنانية وهذا ما سمح لها بالبقاء على كامل الأراضي اللبنانية..."

وختمت: "رغم كل الظروف الصعبة، والوضع الاقتصادي المتردي، نتابع المشوار سويا، معكم أنتم، شركائنا في المؤسسات التربوية التي ترسل الينا تلامذتها، وشركائنا في سوق العمل الذي يوظف خريجنا، من أجل لبنان أفضل".

اده

ثم تناولت نائبة رئيس الجامعة للعلاقات الدولية البروفسورة كارلا اده، في كلمتها العلاقات الدولية في الجامعة اليسوعية لتمكين طلاب الجامعة من الحصول على الخبرات على الصعيد الدولي، اضافة الى امكانية متابعة تحصيلهم العلمي بتبادل الخبرات والمعرفة بينهم وبين الجامعات اللبنانية الاخرى والاوروبية والاميركية، مؤكدة "ان ثمة تعاونا بين الجامعة و 189 جامعة حول العالم لتبادل المعرفة وصقل الطلاب في شتى الاختصاصات". وقالت: "نعمل اليوم لنشجع كل شي متعلق بفترة التدريب على الصعيد الدولي ويوجد لدينا مركز في دبي في الامارات العربية المتحدة، ويمكننا التعرف على جودة العمل من خلال حصولنا على الاعتراف الدولي والتزامنا بالمعايير الدولية".

دكاش

وكانت كلمة للبروفوسور دكاش قال فيها: "تتجدد المناسبات واللقاءات، كمثل هذا اللقاء الذي يجمعنا من سنة إلى اخرى، وهو لقاء الشركاء والمتعاونين في قضية واحدة هي قضية التعليم والتربية، أكانت على مستوى الثانوي ام التعليم العالي، تتجدد اللقاءات ويتجدد الشكر ليدوم، ونحن نعبر عن شكرنا، اكان ذلك ضمن هذا اللقاء ام خارجه، لأننا عارفون بأنكم معنا في هذه المغامرة وفي حمل هذه القضية، أكنتم رؤساء مؤسسات تربوية ام مسؤولين في ميدان الخدمة العامة او البلدية او في مجال ادارة الاعمال التجارية والمصرفية والصناعية وغيرها".

أضاف: "سوف أتحدث سريعا عن بعض القضايا التي تهمنا. أتطرق أولا الى بعض القديم الجديد في ما يخص الجامعة، فأقول انه خلال الأشهر الأخيرة من هذه السنة سوف ننال الاعتماد الأوروبي لضمان الجودة في احدى اهم وكالات اعتماد الجودة الالمانية التي عملت معنا بالفرنسية، خلال سنوات ثلاث، بهدف قراءة واقع الجامعة على مختلف المستويات الاكاديمية والتعليم والبرامج والابحاث العلمية والحياة الطلابية والخدمات الادارية وموقع قدامى الطلاب في اسرة الجامعة والاساتذة وغير ذلك من الامور. فنحن نعرف معكم ومنكم بأن جامعة مثل جامعة القديس يوسف في بيروت، ان هي استمرت في الخدمة والرسالة منذ السنة 1875، من دون كلل او ملل، فان ذلك يعود الى قدرتها على ان تكون ضامنة لجودة تعليمها ومستوى الشهادات التي تسلمها الى طلابها. إلا اننا نعرف اليوم، ومع المتغيرات التي طرأت على التعليم العالي، بانه من المفيد للطالب المرشح الى الجامعة والآتي من المدرسة وكذلك الأهلين المهتمين بمصير ابنائهم وبناتهم، ان يكون لدى الجامعة تأكيد ضمانة جودة عبر شهادة عالمية وهذا ما تتطلبه قوانين التعليم العالي اليوم وما سوف تحصل عليه الجامعة بصورة حصرية".

وتابع: "ربما سمعتم عن اتفاق تم توقيعه بين جامعتنا والجامعة الاميركية في بيروت للتبادل العلمي والاكاديمي في مجال التعليم والبحث العلمي والاساتذة والطلاب واقامة المشاريع المختلفة بين الجامعتين، فانما قمنا بذلك اعلانا وايمانا منا بان ثروة لبنان الاساسية كانت ولا تزال في قدرته الثقافية وفي اعداد موارده البشرية الاعداد المتميز الخلاق وذلك ما سميناه تحالفا بين الجامعات التاريخية اللبنانية وكذلك الجامعة اللبنانية التي صنعت وتصنع ارادة هذه البلاد وقيمتها المضافة".

واشار الى برنامج الآداب العربية الخاص في معهد الآداب الشرقية الذي تم ادخاله الى فرع الشمال، وقال: "لا بد من قول كلمة حق بان عناد الدكتور اميل يعقوب، الى جانب انفتاح مدير المعهد الاب صلاح ابو جودة، وتشجيع حضرة المديرة فاديا علم الجميل، هو الذي فتح الباب امام حوالي خمسة عشر طالبا للالتحاق ببرنامج الدكتوراه في الآداب العربية، وبالمبادرة عينها افتتح برنامج الماستر في الآداب العربية. فلا شك أن وجود مكتبة سابا زريق ودارها الثقافية العربية كجزء من هذا المركز فتح الباب لادخال هذا التخصص. واذا كان هنالك العشرات من الذين يودون الدراسة في هذا المجال، فذلك يعود الى جودة الدراسات العربية المستندة الى تاريخ طويل في هذا المجال والى رغبة الطلاب في اكمال دراستهم ونيل الشهادة، بالتحديد في جامعة القديس يوسف في بيروت، مع العلم أن جامعتنا دعمت ماديا هذه الدراسات عندما وفرت منحا لجميع الذين تقدموا وتسجلوا فيها من دون تمييز او تفريق".

وأكد "ان جامعتنا تتابع تطبيق سياستها في دعم الطلاب الذين يستطيعون التعلم في الجامعة اليسوعية وليسوا ميسورين، بما فيه الكفاية، لتسديد مستحقاتهم، ففي ظل الأزمة الاقتصادية اليوم وصل عدد طالبي المنح الى اربعة آلاف طالب في الجامعة من اصل عشرة يتابعون الآن البرامج التقليدية في اجازة وماستر ودكتوراه بمبلغ اجمالي تجاوز الثمانية عشر مليون دولار سنويا. وأود القول ان فرع الشمال على وجه الخصوص له رعاية خاصة في هذا المجال، اذ ان العديد من طلابه ينالون المساعدة المرجوة. ولان دعم التعليم، وخصوصا التعليم الجيد، هو مهمة جماعية واجتماعية، فاننا مدعوون جميعا للمشاركة في اي عملية لدعم هذا التعليم لانه هو الذي يحقق ثروة لبنان الحق وتميزه بالقيمة المضافة التي تعزز مكانة لبنان على المستويين العربي والعالمي".

وختم: "وخير ختام الكلام عندما اوجه الشكر باسمكم للسيدة فاديا الجميل وفريق عملها على تنظيمها هذا الحدث اليوم، وخير ختام ان يجدد الشكر لكم لحضوركم معنا اليوم في يوم ونتعاهد ان تبقى جامعة القديس يوسف في بيروت وهي تسير الهوينا نحو ذكرى الـ 150 سنة على تأسيسها خادمة متواضعة للتعليم العالي وفي الوقت عينه شاهدة على جودة هذا التعليم ومدافعة عنه، وأن تبقى تلك المساحة الواسعة التي ينشأ فيها الطالب على حب الوطن، حب لبنان وطن الحريات، وطن الاحترام المتبادل وحب العيش المشترك وطن التسامح والمحبة، وطن العقل الواعي الذي دعا اليه سماحة مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار في محاضرته في مركز الجامعة، بدل الجهل والتجاهل والارهاب، وبالتالي نكون معا الانسان المسؤول الحر المؤمن المتجذر في ارضه وفي تراثه الروحي، فمعا نستمر لنبني الجامعة والمدرسة والمؤسسة والمصنع والانسان والوطن".

وفي ختام اللقاء اقامت الجامعة حفل غداء على شرف المشاركين.