أنطونيو الهاشم رئيسا لرابطة قدامى الحقوق في الحكمة شلفون: معهد الحقوق خرج النخب القيادية ورجال القانون والقضاء والإدارة

رعى رئيس جامعة الحكمة الخوري خليل شلفون، احتفال التسليم والتسلم بين اللجنة التأسيسية لرابطة قدامى كلية الحقوق في الجامعة برئاسة المحامي مارسيل يزبك واللجنة الإدارية الجديدة برئاسة النقيب السابق للمحامين في بيروت أنطونيو الهاشم الذي أقيم في "قاعة الدكتور حبيب أبو صقر" في الجامعة، في حضور عدد من قدامى الكلية من النقباء والقضاء والمحامين ورجال فكر وأعمال.

سعد
بعد النشيد الوطني ونشيد الجامعة، ألقى أمين العام الجامعة الدكتور أنطوان سعد كلمة عرض فيها عمل اللجنة التأسيسية للرابطة، وقال: "الترحيب لن يكون لأبناء الحكمة، ولا نرحب بالقريب بل بالغريب، وأنتم مهما باعدت السنوات والمسافات بيننا تبقون أبناء الحكمة، أبناء هذه الجامعة. الذي يدخل إلى عائلة الحكمة، يدخل إليها بسهولة ولكنه يصعب عليه الخروج منها. هذا كلام يردده دائما ولي الحكمة سيادة المطران بولس مطر، الذي يسشدد، دائما على أن نبقى في الحكمة عائلة واحدة، وهو، الذي كان أستاذا محاضرا في المعهد العالي لتدريس الحقوق في الحكمة، يشدد دائما على لقاء خريجي الحقوق، لأن معهد الحقوق هو الإبن البكر للجامعة، ومنه انطلق ومنذ أكثر من قرن المئات من كبار الحقوقيين في لبنان والعالم.

هناك توجيه من ولي الحكمة المطران مطر ومن رئيس الجامعة الخوري خليل شلفون، لأن تعود رابطة القدامى لأداء دورها في الساحة الوطنية والحقوقية. ومن أجل هذا الهدف لقاؤنا اليوم. وهذا اللقاء ليس جمعية عمومية وهناك أصول وشروط لإنعقادها. لقاؤنا اليوم، هو لقاء الأحبة والرفاق، لقاء بين لجنة مؤسسة قامت بدور كبير لإنطلاق عمل الرابطة وبين لجنة جديدة تم تشكيلها بصورة انتقالية لغياب المنتسبين إلى الرابطة. وهناك قرار اتخذه الرئيس الفخري للرابطة رئيس الجامعة وسمى لجنة إنتقالية لمدة سنتين على رأسها النقيب أنطونيو الهاشم. وهذه اللجنة الإنتقالية لديها دور محدد جاء على ذكرها قرار التعيين.

شلفون
ثم ألقى الخوري شلفون كلمة رحب فيها ب"أبناء الجامعة"، وقال: "أحييكم تحية حكموية صادقة، طالعة من قلب هذه المؤسسة الاصيلة، التي شهدتم على اصالتها وأغنيتم تراثها وكنتم ولا تزالون وجهها المشع في لبنان والعالم.
حقوقيو الحكمة علامة فارقة في تاريخ لبنان الحقوقي، وفي حاضره ومستقبله. أنتم ثروة نريد ان نجمعها ونطل بها فخورين، لأنها تشكل قوة معنوية مفيدة لأصحابها وللحكمة وللبنان القانون والعدالة. ورابطة القدامى هي المكون الرابع في مجتمع الجامعة بعد الإداريين والأساتذة والطلاب. والجامعة تتعثر بغيابكم وتتجلى أكثر وتتفاعل مع المجتمع بحضوركم الفاعل. إن اول عشر جامعات في الولايات المتحدة في ترتيب شنغاي، وهو الترتيب الأكاديمي للجامعات العالمية، هي تلك التي يشكل فيها قدامى الطلاب قوة معنوية ومادية تقدم الاقتراحات وتعزز الرساميل لدعم المتفوقين ولتطوير الجامعة أكاديميا وايصال خريجيها الى سوق العمل employability.

"معهدكم العالي للحقوق" - وقد أصبحت تسميته الرسمية كلية الحقوق- هو الأول من نوعه في تاريخ هذا الشرق وقد خرج منذ الربع الأخير من القرن التاسع عشر النخب القيادية ورجال القانون والقضاء والإدارة في لبنان، ومع تجدده في مطلع الستينيات عاد الى أداء دوره الطبيعي والطليعي ولا يزال، منذ أكثر من نصف قرن، قيمة علمية ووطنية لا ينكرها أحد ولا يتنكر لعطاءاته الأقربون والأبعدون".

وأضاف: "هذا المعهد الذي خرجتم منه يعتبر انكم لا تزالون في قلبه، كما هو في قلبكم، وينتظركم دائما ليقول لكم مزهوا: ان حبة الحنطة التي زرعها المطران يوسف الدبس في أرض الاشرفية الخصبة عام 1875 بجانب المطرانية، وأعاد فتحها المطران زيادة عام 1962، تحت اسم "معهد الحكمة العالي للحقوق" قد أينعت واثمرت وباتت مع خلفه الصالح، سيادة المطران بولس مطر، ولي الحكمة، شجرة باسقة اسمها جامعة الحكمة في منطقة فرن الشباك، تظلل أكثر من 3500 طالب وزهاء 250 استاذا و120 إداريا يتوزعون على ثماني كليات هي: الحقوق والعلوم السياسية، الشرع الكنسي والعلوم الكنسية، إدارة الاعمال والعلوم الفندقية، الصحة والهندسة - وهي الصبية المدللة لأنها الأصغر سنا والاحدث في الاختصاصات الرائدة التي توفرها لشبابنا اليوم، وقد فتحت أبوابها في بدء هذه السنة الجامعية".

وتابع: "ان لقاءكم هنا الان هو نقطة الانطلاق للقاءات مستمرة نريدها لكم وللجان العمل التي ستشكل مهمة الهيئة الإدارية الجديدة التي تم اختيارها بصورة انتقالية - ولا نقول انتقائية - لتضع رابطة قدامى كلية الحقوق من جديد والتي تشكلت بموجب علم وخبر رقم 827 بتاريخ 18/1/2008 بعد عامين من التحضير، على سكة العمل المنتج لما فيه مصلحة الجميع. وأن الجامعة على استعداد لمدكم بما تحتاجون اليه للانطلاق والنجاح (غرفة للاجتماع، ومكتبة)".

وقال: "إني اذ اشكر الهيئة السابقة التي قامت بما استطاعت منذ التأسيس حتى اليوم برئاسة الأستاذ مارسيل يزبك، آمل ان تمحضوا رفاقكم في الهيئة الجديدة ثقتكم وهي التي ستعزز علاقات الخريجين في ما بينهم ومع الكلية والتي تمكن جميع الأعضاء من توسيع معرفتهم التقنية والمهنية والحقوقية بواسطة حلقات دراسية ضمن التنشئة الدائمة والاشتراك بقدر المستطاع بنشاطات الجامعة الفكرية والثقافية (كلقاء 15 آذار حول اللامركزية الإدارية الموسعة) لتجعلهم في حال اتصال مع الأجيال الجديدة من الطلاب الذين يحتاجون كثيرا اليكم. وتحضر، في الوقت عينه، للانتخابات في مدة أقصاها سنتان".

وختم: "ان الجامعة ستكون الى جانبكم باستمرار من خلال امينها العام الدكتور أنطوان سعد - وقد عرفه معظمكم استاذا في كلية الحقوق منذ 1986 - الذي سيكون صلة الاتصال الدائم بيننا، وما أكثر الأفكار والاعمال المشتركة والمشاكل العالقة التي تحتاج الى تعاوننا، منها، على سبيل المثال لا الحصر، تيويم لوائح الخريجين وتأمين الشهادات المطبوعة لمن لم يحصلوا عليها وما الى ذلك (ككتاب الخريجين). اننا الى جانبكم، وأنتم الى جانب الهيئة الجديدة. فلنتعاون في فترة إعادة انطلاق هذه كي يكون لحقوقيي الحكمة الأثر والتأثير في مسيرة الوطن وفي علم القانون وعالم الحق والعدالة. وما أحوج العالم اليهما الآن، وما أحوجنا الى طاقاتكم كل آن".

يزبك
ثم ألقى المحامي يزبك كلمة عرض فيها بعضا مما حققته اللجنة التأسيسية للرابطة، منها: "أعد مكتب المحامي مارسيل يزبك فهرسا بأسماء وعناوين الخريجين منذ تخرجهم، الذين بلغ عددهم 3542 خريجا لغاية 10/10/2017.
- اهتمت الرابطة باصدار مجلة بعناية العضو المحامية كارمن انطون يزبك.
- اقامت الرابطة عشاء سنويا برعاية المطران بولس مطر".

ثم عرض جدولا "بما خطط له ولم يتم تنفيذه وهو يتناول المواضيع التالية:

1 - دعوة الرابطة الجديدة الى الإهتمام بموضوع الإفراج عن محاضر الحوار الذي تم في الطائف والذي صدر بنتيجته وثيقة الوفاق الوطني التي اصبحت جزءا لا يتجزأ من الدستور اللبناني وتأكيد دولة الرئيس حسين الحسيني الذي يحتفظ بهذه المحاضر لتسليم أصلها الى فخامة رئيس الجمهورية.

2 - الإهتمام بوضع نظام داخلي لمجلس الوزراء، مما تتأكد اهميته على ضوء التطورات التي استجدت خلال نصف السنة الاخيرة من عام 2017 (موضوع تواقيع بعض المراسيم، موضوع زيارة بعض الوزراء الى دمشق).

3 - بالنظر الى وثيقة الوفاق الوطني والمبادئ التي اقرتها، فاننا ندعو الى وجوب أداء الوزراء كل بمفرده عند تعيينهم أمام رئيس الجمهورية، "قسم الولاء والانتماء الى لبنان: وطن سيد حر مستقل، وطن نهائي لجميع ابنائه، واحد، أرضا وشعبا ومؤسسات، في حدوده المنصوص عليها في هذا الدستور والمعترف بها دوليا.

تغذية الخريجين لصندوق المنح الذي يدعم الطلاب المحتاجين".

وتمنى للهيئة الجديدة "كل التوفيق في عملها شرط تأمين التضامن وحسن النية بين الأعضاء، ضمانا لإستمرار ونجاح الرابطة في عملها لمصلحة الخريجين والجامعة وفي خدمة الوطن العزيز لبنان".

الهاشم
وكانت كلمة الختام للرئيس الجديدة للرابطة النقيب الهاشم، حيا فيها جامعته "وليا ورئيسا ومجلسا ورفاق دراسة"، وقال: "جاء في لسان العرب، لابن منظور، في الحكمة، على انها عبارة عن معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم . ويقال لمن يحسن دقائق الأمور ويتقنها، حكيم. والحكمة من العلم . والحكيم العالم، صاحب الحكمة. والحكمة: العدل.
يا رفاقي في الحكمة، ليس هو الشكر وإن كان واجبا، ولا الوفاء وإن كان حقا علينا ما يدفعني إلى الكلام في هذا اللقاء، بل، هو الحب وكفى".

وأضاف: "من هنا، كانت البداية.
في جامعة الحكمة درسنا. لا يكفي.
في جامعة الحكمة تعارفنا، تجاورنا، تواجهنا، لا يكفي.
من جامعة الحكمة انتصبت لنا قامات ومواقف، لا يكفي.
في جامعة الحكمة لنا قيم واخلاق، ومبادئ عيش، لا يكفي.
في جامعة الحكمة لنا أصول وفصول، لا يكفي.

ما يكفي ويملأ الصدر فخرا هو اننا في جامعة الحكمة، تعلمنا ثلاثة: تعلمنا الله ولبنان والحرية".

وتوجه الى المطران مطر: "صاحب السيادة. ولي الحكمة ، المطران بولس مطر السامي الاحترام، الغائب الحاضر.
لا ندري ، في الكلام عنكم يا صاحب السيادة، بأي طرف من حبل الحكمة نمسك، أو بأي زهرة من ازهار جنة "إرم ذات العماد" نقطف، أو بأي من شيم الأرز نفاخر. بالشموخ، أم بالمجد، أم بالخلود؟

تلك هي أزاهير " ذات العماد" التي صاغها أمين نخلة، في كتاب يعد وبحق، مغامرة غير مألوفة. شاءه نخلة مماثلا ل"رسالة الغفران"، العمل الادبي الأجمل الذي كتبه أبو العلاء المعري قبل دانتي بأكثر من 264 عاما، كان قد وضعه في أثناء عزلته، وقيل إن دانتي، مؤلف الكتاب الملحمي "الكوميديا الالهية " والذي كان له أثر كبير على المؤلفات الأدبية واللاهوتية، أخذ عن أبي العلاء فكرة كتابه . فهو يسرد فيه حكاية شداد بن عاد الذي سعى إلى بناء مدينة ساحرة تقع على إحدى ضفاف الجنة ولكن، على سطح الأرض ، وهي نفسها الحكاية القديمة والشائعة التي عاود جبران كتابتها على طريقته الصوفية الخاصة به في نصه " إرم ذات العماد " . وما جامعة الحكمة في عهدكم يا صاحب السيادة إلا " إرم ذات العماد" منارة علم ومعرفة ومنبع نساء ورجال لا ينضب ومفخرة نباهي بها ونعتز بأننا من خريجيها".

وتابع: "في هذه المناسبة، إذ أتوجه بتحية اكبار واعتزاز الى مسؤولي هذا الصرح المهيب، رئيس الجامعة الاب الدكتور خليل شلفون وعميد كلية الحقوق الدكتور مارون البستاني وأمين سر الجامعة الدكتور انطوان سعد وجميع المسؤولين كما أتوجه الى الزملاء خريجي هذه الجامعة.

فهم رسل القيم الإنسانية والثقافية التي اكتسبوها طوال المرحلة الجامعية، انوه بالثقة المتبادلة بين الجامعة وطلابها وخريجيها. فهذه الثقة هي اساس العلاقة الدائمة والمستدامة بينها وبينهم.

وقال: "في هذا السياق، سنسعى بكل جهد إلى ايجاد خطة عمل ثابتة تهدف الى دعم التواصل الفكري والثقافي والريادي والروحي والاجتماعي في ما بينهم ، فضلا عن السعي إلى مد يد العون الى الخريجين الجدد على الصعيد المهني، من خلال ورش عمل وغيرها من النشاطات العلمية والثقافية، في شتى المجالات المتاحة".

وشكر "زميلي وصديقي الرئيس السابق للرابطة الأستاذ مارسيل يزبك وأعضاء اللجنة الذين أرسوا دعائم هذا التواصل وعبدوا الطريق امامنا لإكمال مسيرة بدأوها وعسى ألا تنتهي".

وشكر "خصوصا سيادة المطران بولس مطر السامي الاحترام على ثقته وبركته لهذا الجمع المبارك المثمر".

وختم: "محبتكم وثقتكم، هي عوننا الدائم لمواجهة المسؤوليات. هي زادنا في رحلتنا المبنية على علاقة مباشرة، صادقة، شفافة، كي نتعاون بضمير حي، لغاية سامية، تحقيقا لخير ينهض بهذه المؤسسة العريقة، وبنا جميعا، فيكون المجد الله في الاعالي، وعلى الأرض السلام، وفي الناس المسرة".
واخيرا أردد ما قاله الأخطل الصغير:
قل لوكر النسور قدست وكرا
كل يوم تهدي إلى الأفق نسرا".

وفي ختام اللقاء، قدم شلفون درعا الى يزبك تقديرا لعطاءاته.

اللجنة الجديدة
وتتألف اللجنة الجديدة من:
- النقيب أنطونيو جوزف الهاشم رئيسا.
- المحامي فرحات ديب عساف نائبا للرئيس.
- المحامي جوزف حارث خليل أمينا للصندوق.
- القاضية ندين روبير جرمانوس أمينة للسر.
والمحامون: الدكتور بول جورج مرقص، عمر حلمي حماده، بول يوسف كنعان، محمد طارق زيادة، عصام جورج خوري والإعلامية كارولينا طارق نصار، أعضاء.