مؤتمرعن التكنولوجيا والمجتمع في الكسليك
نظم مكتب نائب رئيس الجامعة للشؤون الثقافية بالتعاون مع كلية الهندسة وكلية الفلسفة والعلوم الإنسانية في جامعة الروح القدس -الكسليك، مؤتمرا دوليا بعنوان "التكنولوجيا والمجتمع: تحولات، تطور، وانعكاسات مختلفة"، في حضور عدد من السفراء والقناصل والديبلوماسيين، نائب رئيس الجامعة الأول الأب يوحنا عقيقي، إضافة إلى أعضاء مجلس الجامعة والأساتذة والطلاب.
عقيقي
بعد النشيد الوطني ، كانت كلمة تقديم لرئيسة قسم الهندسة الكهربائية والالكترونية، الدكتورة تيلدا عقيقي، اعتبرت فيها أن "العلاقة بين التكنولوجيا والمجتمع قد ظهرت مع ظهور البشرية من خلال اختراع أدوات بسيطة، واستمرت حتى اليوم مع التقنيات الحديثة. إن الثورة الرقمية قد أطلقت عصرا جديدا من تمكين الإنسان والتزامه، حيث يبدو العالم لنا اليوم أصغر بكثير مما هو عليه. ولم يعرف سلوك الإنسان تأثيرا قوي كتأثير التكنولوجيا الرقمية عليه التي أدخلت تغيرات هائلة في مهماتنا القيادية أكانت في السياسة أو في الأعمال أو في المدرسة وتربية الأجيال الناشئة."
الزغندي
ثم ألقى عميد كلية الهندسة، الدكتور بربر الزغندي، كلمة أكد فيها "التزام كلية الهندسة في خدمة المجتمع عبر القيام بالأبحاث والمشاريع في مختلف الميادين، وبذل الجهود في سبيل مواجهة المشاكل الآنية والمستقبلية، مثل التنمية المستدامة والخدمة العلمية وعلم البيانات. ويبدو أن القرن الواحد والعشرين هو قمة هذه التغيرات حيث تم التوصل إلى تكنولوجيا متقدمة جدا مثل الروبوتات والذكاء الاصطناعي، وفي هذا العصر الذهبي، تتفاعل الآلات بشكل كلي أو جزئي للقيام بمهام الإنسان".
ثم تساءل: هل ستختفي بعض الوظائف؟ وهل نحن جاهزون للمهارات التي تتطلبها وظائف معينة، وإلى أي مدى؟ وكيف نحد من خطر التكنولوجيا على البشرية؟ إذ نلاحظ حاليا مدى مفعول الذكاء الاصطناعي على الهوية الرقمية للأشخاص والمجتمعات، فمثلا رأينا آلات قد ربحت مسابقات دولية. ومن جهة أخرى، شهدنا على قدرة التكنولوجيا على تدمير المجتمع بفضل الأسلحة المتطورة."
الأب رعيدي
ثم كانت كلمة عميد كلية الفلسفة والعلوم الإنسانية، الأب البروفسور جان رعيدي، أشار فيها إلى أن "الإنسان، منذ البدء لم يتوان عن تطوير قدراته التقنية وخبراته، تدريجيا، بهدف السيطرة على الطبيعة. ومع الثورة الصناعية، فرضت مقاربة جديدة للعالم التكنولوجي، لاسيما وأن الآلة قد بدأت تحتل أماكن عملية كانت مخصصة للإنسان حصرا. وفي عالمنا الحالي حيث "نوبة التكنولوجيا" تحتل كل مكان، نشهد غزوا من العالم الافتراضي يسحق، من دون توقف، حقيقتنا المتجسدة والعلائقية. وفي ظل الثورة المعولمة هذه، قمنا بتغيير البنى الإدراكية لأننا نعيش في بيئة تكنولوجية-إدراكية تختلف عما مضى."
ودعا الأب رعيدي الأكاديميين والباحثين إلى "دراسة الظاهرة التكنولوجية-العلمية وتحليلها مع أنها تتميز بتعقيد لامتناهٍ وبتنوع غير يسير والبدء بتطبيق استراتيجيات عملية لمواجهة كل ما من شأنه أن يعرقل المقاربة السليمة لهذه الظاهرة المتنقلة في حياتنا الاجتماعية والفردية".
نعمة
وختاما، ألقت نائب رئيس جامعة الروح القدس- الكسليك للشؤون الثقافية، البروفسور هدى نعمة، كلمة ممثلة رئيس جامعة الروح القدس- الكسليك، الأب البروفسور جورج حبيقة، وجاء فيها: "قد يبدو من غير المجدي التذكير بمدى سيطرة التكنولوجيا الرقمية على مجتمعاتنا لدرجة أنها باتت تملي علينا أسلوب حياتنا وتفكيرنا وتهز أسس نظام تفكيرنا وإنتاجنا، الذي أصبح باليا، إلى حد كبير، وسط عالم التنافسية والتميز. فانتقلنا من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات البسيطة، التي تقرب المسافات، إلى الذكاء الاصطناعي والتألية الصناعية والعسكرية والطبية."
ثم اعتبرت أن "المؤتمر يعالج الجانب التكنولوجي والعلمي في الميادين كافة، من السياسي والإداري والمالي والتربوي والمعرفي والإعلامي والعسكري والعمالي إلى الصناعي المتغير. فمن يمكنه حاليا أن يطور المهارات والخدمات والمنتجات من دون اللجوء إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؟ ومن يمكنه الانخراط في سوق العمل من دون الاعتماد على التكنولوجيا والعلم، الأسياد الجدد للاقتصاد العالمي والتفوق الصناعي؟ ومن يمكنه أن يصمد في وجه التحولات من دون المساءلة عن مكانة الإنسان في قلب مجتمع معولم ومرقمن؟"
وختمت بالقول:"يسعى المؤتمر إلى تعريف المجتمع على أحدث الأبحاث والإنجازات في عالم التكنولوجيا، من جهة، ودعوته إلى التفكير بالقضايا التي تهز الحياة الإنسانية حاليا، مثل التحولات الاجتماعية- الثقافية، التي تظهر في تفاعل الكائنات البشرية مع مختلف الوسائل التكنولوجية، والعلاقة بين الكائن البشري والعمل والاستهلاك، ومسؤولية المؤسسات التربوية، من جهة أخرى".
طاولات مستديرة
ثم عقدت طاولات مستديرة شارك فيها عدد من الباحثين والعلماء من الولايات المتحدة وفرنسا وكندا ولبنان، لمناقشة مجموعة من المواضيع وفق المحاور التالية: الأخلاقيات والإنسانيات؛ التكنولوجيا والصناعة والطاقة والذكاء الاصطناعي، مقاربة معرفية وبيداغوجية وأخلاقية للعصر الرقمي، العلاقات الإنسانية في العصر الرقمي والعمل والحياة في العصر الرقمي.