افتتاح برلمان الطلاب في الجامعة اليسوعية: طلاب بين 16 و18 سنة يختبرون حياة برلمانية وسياسية سليمة

إنطلق برلمان الطلاب في حرم العلوم الإجتماعية في جامعة القديس يوسف، من تنظيم معهد العلوم السياسية. وللسنة الثالثة عشرة على التوالي، شرع معهد العلوم السياسية، بإشراف مديرته الدكتورة كارول الشراباتي، أبوابه لاستقبال طلاب من أربع وثلاثين مدرسة رسمية وخاصة من مختلف المناطق اللبنانية.

ويكمن الهدف من هذه المبادرة، وفق بيان للمعهد، في إفساح المجال أمام الطلاب التي تراوح أعمارهم بين 16 و18 سنة لاختبار حياة برلمانية وسياسية سليمة أصبحنا نفتقدها منذ زمن في ظل تعطيل مؤسسات الدولة.

استهلت الجلسة الإفتتاحية للبرلمان بكلمة معهد العلوم السياسية التي ألقاها الطالب جيو ويل، وقال: "نحن الشباب نشكل ثلث سكان لبناننا، فيما أربعون في المئة ممن يمثلوننا في البرلمان تراوح أعمارهم بين 65 و85 عاما! تخيلوا هذه المفارقة! من هنا جاء برلمان الطلاب ليعطينا الحق الذي سلب منه: حق المشاركة في الحياة السياسية والتعبير عن رأينا والمشاركة في صنع مستقبل لبنان - فمستقبل البلد هو مستقبلنا!"

وأضاف: "نحن الشباب كلنا طاقة وقدرة وأفكار وأحلام، نريد أن تصبح واقعا، نحن المستقبل ولبنان الآتي، لبنان الاعتدال والعدل، لبنان السلام والعيش المشترك، لبنان كما كان سابقا، مثالا لباقي البلدان. نريد لبنان الحريص على أبنائه، الذي لا يقبل ولا بأي شكل أن يغادره أبناؤه".

وختم: "في هذا البرلمان سوف نجتمع دائما وبشكل منتظم كي نبرهن ونثبت أن الشباب بامكانهم أن يكونوا مثالا للبرلمانيين الحاليين، والفضل يعود لمعهد العلوم السياسية. برلمان الطلاب سوف يكون منبرنا ومنبعا لحرية التعبير باسم كل شباب لبنان".

ثم عرضت مديرة معهد العلوم السياسية الدكتورة الشراباتي وممثلة مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت الدكتورة سايكو سوجيتا جديد هذا العام، وهو "لعبة البرلمان" باسم "بدا جلسة"، التي أنتجها معهد العلوم السياسية بالتعاون مع اليونسكو. هذه اللعبة تسمح للطلاب بأن يتعرفوا الى عمل البرلمان وكيفية سن القوانين من خلال لعبة ورق جماعية وتفاعلية ستوزع على كل المدارس المشاركة.

بعد ذلك تحدث وسام لحام، وهو استاذ في معهد العلوم السياسية، عن الحياة البرلمانية ودور النواب الذي نص عليه الدستور و مراحل التشريع.
أربعة مشاريع قوانين اقترحت لبرلمان هذا العام: قانون إلغاء الطائفية السياسية، قانون الزواج المدني الإختياري، قانون اللاجئين، وتعديل قانون الموارد البترولية في المياه البحرية. فكانت جلسة تعريفية إطلع فيها "الطلاب- النواب" - وبنصاب مكتمل - على كل مشروعٍ من هذه المشاريع عبر عروض قدمها خبراٌ حضروا خصيصا للمشاركة في إفتتاح أولى جلسات مجلس ينبض بروح شبابه.

وتحدث الوزيران السابقان شربل نحاس وزياد بارود عن ضرورة إلغاء الطائفية السياسية, مشيرين الى أن الدستور اللبناني ينص على عدم التمييز بين المواطنين على أي أساس ديني أو مذهبي. ثم تحدثت المحامية غيدة فرنجية، نائبة رئيس جميعة "رواد الحقوق" وعضو الهيئة الإدارية لجمعية "المفكرة القانونية"، عن إشكالية اللاجئين في لبنان. واقترحت على الطلاب-النواب بعض الأفكار التي تسمح لهم بسن قانون يمكن الدولة اللبنانية من إدارة وجود اللاجئين في لبنان مع ضمان حقوقهم الإنسانية.

وعرف المحامي الياس قليموس عن مشروع قانون الزواج المدني الإختياري الذي قامت بتحضيره نقابة المحامين في بيروت، مشددا على حق كل لبناني في اختيار طريقة زواجه.

أخيرا، عرضت ديانا قيسي، المديرة التنفيذية للمبادرة اللبنانية للنفط والغاز، ثغرات قانون الموارد النفطية الحالي، وقدمت للطلاب بعض الإقتراحات لتعديل هذا القانون بما يسمح بتعزيز الشفافية في قطاع النفط.

وتخللت الجلسة التعريفية مداخلات للطلاب.

يذكر أن لدى برلمان الطلاب موقعا إلكترونيا (www.majlissnouweb.com) هو بمثابة منبر مفتوح للنواب للتعبير عن برامجهم الإنتخابية، بهدف تعزيز الديمقراطية والشفافية وحرصا على ضمان الإستمرارية في العمل الديمقراطي.