الجامعة الأميركية في بيروت استضافت الملتقى الأول لتجمع تمام في لبنان: لبناء فهم واستراتيجيات الإصلاحات المدرسية الفعالة
أقامت الجامعة الأميركية في بيروت الملتقى الأول لتجمع "تمام" (التطوير المستند إلى المدرسة) في لبنان، على مدى ثلاثة أيام في حرم الجامعة، ضم مؤسسات تربوية، وذلك بهدف القيام بسلسلة من ورش العمل والعروض وتقديم فرصة لتعزيز التواصل بينهم.
ويسعى المشروع، الممول بمنحة لمدة خمس سنوات من قبل مؤسسة لور، إلى العمل مع مجموعة من المدارس اللبنانية، خصوصا الرسمية منها بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي، لإكساب كوادرها التعليمية مهارات قيادية تمكنهم من إطلاق عملية التطوير داخل مدارسهم.
وقد بني مشروع "تجمع تمام في لبنان" عام 2015 على أسس مشروع تمام الإقليمي الذي أطلق عام 2007 كنتيجة لمذكرة وقعتها الجامعة الأميركية في بيروت مع مؤسسة الفكر العربي. ويهدف إلى بناء فهم واستراتيجيات الإصلاحات المدرسية الفعالة القائمة على الأدلة وفي السياق الثقافي المحلي، والتي من شأنها أن تحسن تجربة التعلم لدى الطلاب، هذا بالإضافة إلى بناء القدرات القيادية للمعلمين والإداريين في المدارس وإنشاء جسور للتعاون والحوار بين المدارس وأعضاء الهيئة التدريسية الجامعية وصناع السياسات.
وافتتحت نشاطات الملتقى بحفل حضره رئيس الجامعة فضلو خوري ورئيس مؤسسة لور فوزي كرياكوس سعد وممثل عن مؤسسة الفكر العربي أنطوان حداد ومدير عام وزارة التربية عضو اللجنة الاستشارية في المشروع فادي يرق ومديرة المشروع ريما كرامي ومهتمين.
بعد النشيد الوطني ونشيد الجامعة قال خوري:"أصبح من الواضح لنا جميعا في العالم العربي أننا وصلنا الى الحد الذي سنرى فيه مجددا بناء للمجتمع المدني، الذي لا يمكن أن يبنى من دون المدارس الخاصة والعامة".
أضاف:"هذه فرصة مهمة لبناء مجتمع مدني ومشروع تربوي للعالم العربي بشكل محلي غير مستورد، وهذه أهمية مشروع تمام لدينا اليوم. مشروع تمام هو ليس فرضا لنظرة أو رأي سياسي معين على التعليم الخاص والعام بالبلدان العربية، بل بالعكس، تمام هو عقد اجتماعي بين الأهل والطلاب والمعلمين والمجتمع لبناء غد أفضل".
وتابع:"يجب أن نبقى حرصاء على أهمية تطور التعليم في العالم العربي، لذلك فان العمل المشترك بالتعليم مهم جدا. ولهذا السبب نحن هنا اليوم ليس لتعليمكم بل للتعلم منكم، وأتمنى في نهاية هذا اليوم أن نتمكن من التطور مع بعضنا البعض لنقدم لطلاب الغد مشاريع ستجعلهم متأملين بمستقبلهم في لبنان وفي العالم العربي، وليس دائما في الهجرة. ففي العالم العربي، الفرصة في أن يبقى الطالب في المهجر هي 95% أو أكثر، وهذا مؤسف، فليس هناك أي بلد بني على المدى البعيد بتهجير أفضل ناسه وهم الطلاب".
ثم تحدث سعد عن "الرحلة المشبعة بأمل التغيير التي قامت بها مؤسسة لور ومستشاريها بالمشاركة مع وزارة التربية والتعليم العالي والجامعة الأميركية في بيروت"، مشددا على أن هذه "مشاركة تهدف بكل وضوح وكل بساطة إلى إعادة نظام التعليم في المدرسة الرسمية في لبنان الى ماضيه المشرق بحيث تقدم هذه المدرسة أفضل التعليم لكل ولد في لبنان وأن تؤسس لبناء وطن نموذجي".
واضاف:"ان ما قادني الى هنا هو ادراكي بان لبنان كدولة، لبنان كمؤسسات، بات على حافة الانهيار. يعز علي ان أقول ذلك لان لبنان كوطن ليس منهارا، كذلك شعب لبنان الذي نفخر بمهارات أبنائه ونجاحاتهم كأفراد، ليس منهارا."
اما حداد فقال:"في طليعة المبادىء التي تقوم عليها رسالة المؤسسة التربوية، ايمانها بأهمية التركيز على تنمية الرأسمال البشري، وعلى دعم ثقافة التغيير في المنظومة التربوية، فضلا عن دعم التغيير والتطوير في الواقع العربي استنادا الى المدرسة، وهي الأهداف نفسها لمشروع تمام".
يرق
بدوره، تحدث يرق وقال:"أخذ مشروع تمام مسارا ابعد من البحث، حيث ينتج لدينا توصيات فعلية بإمكاننا تنفيذها، واستطاع ان يكشف مكانا من الضعف ومكانا من القوة لدى المدارس في القطاع العام، وكذلك في القطاع الخاص. واستطاع ان يضع بشكل متساوي (وهذه هي الديمقراطية)، المدارس الخاصة والمدارس الرسمية معا، لنتمكن من ان يكون لدينا مشروع مشترك نستطيع أن نبني فيه جيلا يكون افراده منفتحين على بعضهم البعض".
كرامي
ثم قامت كرامي بعرض الفريق الموجه للمشروع الذي تضمن نظرة عامة عن المشروع وشركائه وأسئلته البحثية ورؤيته واستراتيجياته وخطواته وغيرها من التفاصيل الجوهرية، وتحدثت عن كل من المداس الرسمية الستة المشاركة في المشروع: مدرسة الغبيري الثانية المختلطة الرسمية، متوسطة كفرمان الثانية الرسمية، مدرسة التربية الحديثة للبنات - أبو سمرا، مدرسة راشيل إده - سبعل، مدرسة جزين الابتدائية الرسمية، مدرسة بزال الرسمية المختلطة.
وقالت في تعليق لها عن المشروع:"بغض النظر عن دورنا في النظام التعليمي نحن بحاجة إلى العمل معا لحل المشاكل والاكتشاف، بدلا من تقديم الإجابات. كمجموعة، نعتقد أننا سوف نحدث فرقا، عقولنا الجماعية هي ما لدينا، إن العمل معا بالتضافر هو طريقنا الوحيد لاستعادة أنفسنا وتكريم تاريخنا وإعادة اعتزازنا".
وتابعت:"نشير إلى أن رؤية مشروع تجمع تمام في لبنان هي التركيز خلال عملية تحسين المدارس على تطوير الطلاب بشكل كلي وإعدادهم ليكونوا مواطنين منتجين ومسؤولين، وتحسين أداء المعلمين ومشاركتهم في عملية تحسين المدارس، وإشراك مجتمع المدارس في المسؤولية المشتركة لعملية التحسين هذه. والهدف الاستراتيجي من ملتقى تمام في لبنان هو استكمال مرحلة تجريبية مدتها خمس سنوات مع خمس مدارس استعدادا للتوسع على نطاق كبير في لبنان".
واختتم الحفل بتوزيع الشهادات والاحتفاء بالمدارس التي أنجزت المرحلة الأولى من "تمام"، وانطلقت بعدها أعمال الملتقى لليومين الثاني والثالث، من عروض وجلسات تواصل ونشاطات.