دكاش في تخريج طلاب العلوم الطبية: لا تتوقفوا عند الانقسامات الطائفية والسياسية
احتفلت جامعة القديس يوسف في بيروت بتخريج طلاب العلوم الطبية في حديقة الحرم - طريق الشام، في حضور رئيس الجامعة سليم دكاش، والبروفسور ديدييه سيكار، الرئيس الفخري للجنة الإستشارية الوطنية للأخلاقيات المهنية في فرنسا وعمداء ومدراء وأهالي الطلاب.
وقد سلم دكاش خلال الحفل الشهادات إلى 420 طالبا تخرجوا من الكليات والمعاهد التالية: كلية الطب، معهد العلاج الفيزيائي، معهد تقويم النطق، معهد التأهيل النفسي الحركي، كلية طب الأسنان، كلية الصيدلة، كلية الصيدلة فرع علم التغذية وتنظيم الغذاء، معهد العلوم المخبرية الطبية، كلية العلوم التمريضية ومدرسة القبالة.
بداية، دخل الأطباء والاختصاصيون من مختلف المهن الصحية، فالنشيد الوطني، ثم ألقى دكاش كلمة هنأ فيها الطلاب على تخرجهم وقال:"إن مروركم على جامعة القديس يوسف كان مليئا بالخبرات الغنية. انغمستم في هذا العالم الرحب من العمل والمعرفة، في مساحة تلتزمون فيها من أجل الشمولية والتعددية وبلا شك من أجل التميز. حضارتنا في القرن الواحد والعشرين تشدد على الناحية الخارجية وعلى المظاهر، لكن في جامعة القديس يوسف، أردنا دوما أن نؤكد على أهمية الحياة الداخلية. من جديد، هذا المساء، أود أن أقول إن سحركم الحقيقي، حضرات الآنسات الشابات والسادة الشباب المتخرجات والمتخرجين، يأتي من الداخل، من الروح والقلب".
وتابع:"استطيع أن أتفهم شعوركم بالاشمئزاز تجاه الوضع السياسي والاقتصادي الاجتماعي في بلدنا. هناك شعور بالفشل والاستياء يمكن أن يتحول إلى شعور بالانهزام وتثبيط العزيمة لدرجة قد تتملككم الرغبة في ترك البلد وعدم البقاء فيه. ولكن هل الهروب هو من خصال الشباب أو من قيمهم؟ هل الهروب هو من حسن التدبير؟ ها هنا مصيركم بقدر المستطاع، وهو يتمثل ببقائكم والعمل على استئناف الأخذ بزمام المبادرة من أجل تغيير الأمور".
وختم:"لا يسعني إلا أن أوجه لكم النصيحة ألا تتوقفوا عند الانقسامات الطائفية والسياسية التي يتخبط بها السياسيون والإيديولوجيون الذين لديهم مصالحهم في تبوؤ السلطة والسيطرة من خلالها، اعلموا أن السلطة تكمن فيكم، في علمكم ومهاراتكم وكفاياتكم وفي القيم التي تحملونها من هذه الجامعة. هنا تكمن طاقتكم الإيجابية التي يتوجب عليكم أن تجعلوها تشع من حولكم".
من جهته، ألقى سيكار كلمة توجه فيها الى الطلاب معترفا أن جيله "لم يكن خائفا على المستقبل لأن المعركة من أجل الحياة كانت أسهل، أما اليوم فإن مرحلة ما بعد الدراسة الجامعية أصبحت أصعب".
وقال:"منذ الآن ستواجهون الحياة الحقيقية من خلال مهنكم الطبية التي ستعطيكم الكثير من الفرح، ولكن ستسبب لكم أيضا الكثير من الهموم. لذلك رسالتي لكم هي أن تنسوا بسرعة أنكم طلاب، إذ أصبح لديكم الآن مسؤولية إيجاد حلول لمشاكل جيلكم. لا تجعلوا، مثلا، من التكنولوجيا الرقمية هدفا بحد ذاته في المجال الطبي، بل استعملوها كأداة، وحافظوا على البعد الإنساني في اتخاذ القرارات. يجب ألآ يترك الإنسان للآلة. هذا هو التحدي الحالي الكبير في وجه المسؤولين عن العناية الطبية".
أما كلمة اتحاد جمعيات قدامى جامعة القديس يوسف فقد ألقاها نائب رئيس اتحاد جمعيات قدامى الجامعة كريستيان مكاري الذي رحب بانضمام المتخرجين الجدد إلى المئة ألف متخرج من الجامعة وطالبهم "بالحفاظ على البطاقة الموحدة للمتخرجين التي سيستلمونها مع شهادتهم، لأنها تشكل رمزا للانتماء إلى الجامعة الأم، وستخولكم متابعة كل جديد له علاقة بالحياة الجامعية".
وبعد ان القى كل من كارين أيوب الحائزة على المرتبة الأولى على دفعتها في كلية الصيدلة كلمة باسم الطلاب ونيكول مشلب الحائزة على المرتبة الأولى في كلية الطب قسم ابقراط مع متخرجي كليتها وجوزف عساف الحائز على المرتبة الأولى على دفعته في كلية طب الأسنان قسما مع بقية المتخرجين، سلم دكاش الشهادات للمتخرجين الجدد، كما سلم إدوار حجار جائزة البروفسور جوزف حجار لأفضل أطروحة وفاز بها كل من آن صوفي سركيس وانطونيو كيشيشيان وحبيب -إيميه حاتم.
واختتم الحفل بشرب نخب المناسبة في حديقة الحرم.