السفيرة الأميركية في تخريج طلاب برنامج المنح الجامعية: فخورة جدا بالتزامنا بالتعليم وبجهود بلادي في دعم الجيش

احتفلت الجامعة الأميركية في بيروت والوكالة الأميركية للتنمية الدولية بتخريج 44 طالبا من المدارس الرسمية بعد إتمامهم برنامج المنح الجامعية وذلك في احتفال أقيم في قاعة "هوستلر" في حرم الجامعة.

إشارة إلى أن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تقدم من خلال هذا البرنامج الدعم لخريجي المدارس الرسمية، حيث يحصلون على منح دراسية كاملة لمدة أربع سنوات جامعية، تشمل الرسوم الدراسية، ونفقات السكن، والتأمين الطبي، والكتب المدرسية، وراتب شهري. ويتم اختيار أعداد متساوية من الطلاب الذكور والإناث على أسس العدالة والشفافية والتنوع، حيث تمثَّل كافة المناطق اللبنانية. ومنذ بداية البرنامج في العام 2010، حصل 745 طالب وطالبة على منح سمحت لهم أن يكملوا دراساتهم في الجامعة الأميركية في بيروت والجامعة اللبنانية الاميركية.

حضر الحفل السفيرة الأميركية إليزابيث ريتشارد، مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بالوكالة بيل باترفيلد، ورئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري، ووكيل الشؤون الأكاديمية الدكتور محمد حراجلي بالإضافة إلى موظفين من السفارة الأميركية في بيروت والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، والطلاب المحتفى بهم وبعض أساتذة الجامعة والعاملين فيها وغيرهم من المهتمين.

طبال
افتتح الحفل مدير برنامج المنح الجامعية في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور مالك طبال مرحبا بالحضور ومقدما شريط فيديو قصير عن عملية التقديم والاختيار التي يمر بها حاليا 300 طالب، والتي سينتج عنها قبول 70 طالبا للانضمام إلى الجامعة الأميركية في بيروت تحت برنامج المنح الجامعية في أيلول المقبل.

خوري
أما خوري فأكد أن "هذه هي الأوقات التي يتم فيها بناء المجتمعات على أساس تمكين الأفضل والألمع للخروج وخلق فرص جديدة ومجتمعات جديدة أكثر انفتاحا وتسامحا، وأنتم جزء حيوي من هذا الجهد. أنتم تتعلمون القيادة وريادة الأعمال والاكتفاء الذاتي، وتعلمون التسامح، الذي هو حقا من وجهة نظري شيء قيد المحاكمة في هذه الأيام، في جميع أنحاء العالم. هذا برنامج قيادة تحويلي، يمكن له أن يكون تحولي فقطز إذا انغمستم تماما وانخرطتم فيه. أنتم المستفيدون من استثمار من قبل حكومة الولايات المتحدة. لطالما كانت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية استثمارا من قبل الولايات المتحدة، لغرس القيم والانفتاح الأميركي والنهھج غير الطائفي والعلماني بانفتاح في العالم بين الناس".

وأضاف: "هذا البرنامج يمثل حقا مهمة الجامعة الأميركية في بيروت، والتي هي إحداث فرق في حياة الأفضل والألمع. انها لا تفيدكم أنتم فقط، بل في الواقع تفيد مجتمعكم. إذا عمل هذا البرنامج بشكل جيد، فأنت ستعودون إلى ذاك المجتمع لتحدثوا فرق. سوف تنشؤون فرصا جديدة، ومعرفة جديدة، ونعم، حماسا جديدا بأنه، في الواقع، يمكن لهذا البلد أن ينجح في غياب هيكل حكومي مستدام حتى الآن".

ريتشارد
وألقت السفيرة ريتشارد كلمة قالت فيها: "يسرني أن أكون معكم اليوم لأهنئكم على اكمال دراستكم، ولكي أشيد بإنجازاتكم في موضوع خدمة المجتمع الذي هو جزء من "برنامج المنح الجامعية" للوكالة الاميركية للتنمية الدولية. أنا أعلم أن المتخرجين الاربعة والاربعين من هذا البرنامج قد شاركوا في احتفال الجامعة الأميركية في بيروت قبل حوالى العشرة ايام. واليوم، يسرني أن يكون باستطاعتي، كسفيرة للولايات المتحدة، أن آخذ وقتا في إطار أضيق من أجل الاحتفال بإنجازاتكم كطلاب في هذا البرنامج، فانتم مهمون جدا بالنسبة لنا".

أضافت: "إن برنامج المنح الجامعية هو برنامج فريد جدا. والغرض منه توفير تعليم من الدرجة الاولى للطلاب الشباب الواعدين الذين قد لا يحصلون على تلك الفرصة. جميعكم يدرك مدى الانتقائية في هذه العملية، ومدى الإيمان والثقة التي وضعناها فيكم للتأكد من أن كل شخص ممن يستفيدون من هذه المنحة يحصل على أكبر قدر ممكن من هذه الفرصة".

وقالت: "اسمحوا لي أن أؤكد لكم أننا قمنا بذلك مع أكثر من سبعمئة وخمسة واربعين متخرجا من البرامج المختلفة للوكالة الاميركية للتنمية الدولية على مدى السنوات السبع الماضية، ولم نصب أبدا بخيبة أمل. إن التنمية في لبنان تعتمد على رأس المال البشري ومواهب الشباب. فالتعليم، وبخاصة في مؤسسة رائدة كهذه، هو الدور الفعال في تطوير تلك الإمكانات. وقد ترك عدد لا يحصى من المواطنين اللبنانيين، في الداخل والخارج، بصماتهم. فالتعليم الذي تلقيتمونه في الجامعة الأميركية في بيروت سوف يساعدكم على الاستمرار في تقديم مساهمات هامة".

وأضافت: "سيكون ذلك رائعا بالنسبة للبنان. ولكن الكثير من الناس يسألونني لماذا تقضي الولايات المتحدة الوقت والمال لتعليم أطفال الآخرين. أود أن أجيب على ذلك باقتباسي المفضل لأرسطو: "كل الذين تأملوا في فن الحكم لدى الجنس البشري، كانوا مقتنعين بأن مصير الامبراطوريات يعتمد على تعليم الشباب. هذا هو السبب الذي من أجله تستثمر الولايات المتحدة في التعليم في لبنان. العالم هو أكثر ترابطا من أي وقت مضى. فاقتصاداتنا ترتبط ارتباطا وثيقا، وعدم الاستقرار أو الحرب في جزء من العالم يؤثر علينا جميعا".

وقالت: "إننا نعتقد أن الاستقرار والازدهار والتسامح والانفتاح والتفكير المستنير هنا، في هذا البلد، سيكون جيدا لنا جميعا. انه جيد للشرق الأوسط الكبير وهو جيد للعالم كذلك. أنا أعلم أن الجميع يدركون ما تفعله الولايات المتحدة لدعم للجيش اللبناني وباقي القوى الأمنية لقيامهم بحفظ أمن بلدكم وشعبكم. وأنا فخورة جدا بهذه الجهود. ولكنني أريد أن أسلط الضوء على التزامنا القوي بالتعليم. وانا فخورة جدا ايضا بالتزامنا هذا. فمنذ عام 2010، استثمرنا أكثر من 280 مليون دولار في التعليم في جميع أنحاء لبنان. وهناك ما يقرب من المئة مليون دولار من استثمارنا بالتعليم لدعم المنح الدراسية للشباب والشابات. لذلك يسرني أن أعلن اليوم عن مساهمة إضافية قدرها 5.7 مليون دولار "لبرنامج المنح الجامعية". وهو ما سيمكن ما لا يقل عن إثنين وخمسين طالبا إضافيا من مواصلة دراستهم. إنني لا أستطيع الانتظار للقاء هؤلاء الأعضاء الجدد في عائلة هذا البرنامج".

أضافت: "كما تعلمون، إن بناء أساس أكاديمي متين هو فقط احد جوانب المنح الدراسية التي نقدمها. وعلى الطلاب في هذا البرنامج أيضا إغراق انفسهم في العمل التطوعي الهادف والعمل المجتمعي النشط لاكتساب الخبرات الجديدة، والرؤى، والمهارات الحياتية التي لا يمكن تعلمها في البيئة الصفِّية. إن ما وراء القيمة المهمة للخدمة التي تغذي الغيرية والعمل الخيري، أنها توفّر فرصة ذات مغزى للمشاريع المجتمعية بالنسبة لكم من أجل إثراء سيرتكم الذاتية وتوسيع آفاقكم من خلال التعلم عبر القيام بذلك. وأنا أتطلع إلى الاستماع إلى تجاربكم في خدمة المجتمع والتطوعية".

وقالت: "أود أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى أعضاء الهيئة التعليمية في الجامعة الاميركية وموظفيها ورئيسها على التزامهم الراسخ بتعليمكم وارتباطاتكم المدنية وإعدادكم المهني. شكرا جزيلا على التزامكم هذا. نحن نعتز بعلاقتنا مع الجامعة الأميركية في بيروت منذ 150 عاما وهي تبقى منارة للمنطقة. سوف أترككم مع اقتباس آخر، هذه المرة لألبرت أينشتاين، وهو اميركي عظيم، الذي يقول: "التعليم هو ما يبقى بعد أن ينسى أحدهم ما تعلمه في المدرسة".

وختمت: إنني أعتقد أن القيمة الحقيقية لما تعلمتموه هنا هي كيفية التفكير النقدي، وكيفية التفكير بنفسك، وكيفية إدراك التنوع، وكيفية الاصغاء إلى الآخر والتعلم من الاختلاف في الرأي، وكيف أن الاستثمار الصغير لشخص ما الذي يبدأ في مجتمعه يمكنه أن يغير العالم. نحن فخورون جدا بكم، وننتظر بشوق رؤية الأشياء الرائعة التي سوف تقومون بها في المستقبل".

طنطاوي
ختاما كانت كلمة الطالب المتخرج عمر طنطاوي ليتحدث عن تجربته في الجامعة الأميركية في بيروت في ظل برنامج المنح الدراسية الجامعية. وأنهى طنطاوي كلمته بالقول: "ساعدتني الجامعة الأميركية في بيروت وكذلك برنامج المنح الدراسية الجامعية أن أكون قائدا ناجحا. وبدون ذلك، لما كان لدي الفرصة أو الوقت لتطوير الحس بالمسؤولية الاجتماعية والرغبة في إحداث التغيير، ولما أتيحت لي الفرصة لتطوير مهارات جديدة، أو لتعلم اللغة الإنجليزية والحصول على فرصة للمشاركة في ورشات عمل دولية. بدون ذلك، لما أتيحت لي الفرصة لأكون منفذا جيدا وصانع تغيير إيجابي في مجتمعي".

ثم انتقل الجميع إلى الباحة الخارجية لالتقاط الصورة التذكارية، وبعد ذلك جالت السفيرة ريتشارد يرافقها خوري على مشاريع الطلاب واستمعت الى شرحهم.