الرياشي في مؤتمر عن الإعلام الرقمي في سيدة اللويزة: للتعايش مع عالم الانترنت وتجنب العنف الكلامي والكراهية والحقد

نظمت مدرسة سيدة اللويزة في ذوق مصبح، مؤتمرا بعنوان "الأطفال في الإعلام الرقمي"، بدعوة من رئيسها الأب شربل حداد، برعاية وزير الإعلام ملحم الرياشي، في اوديتوريوم الأباتي بطرس طربيه، حضره المطران منجد الهاشم، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار، الأب جان هاشم، الملازم الأول الياس داغر عن مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية وعدد من الأساتذة والمعلمين المتخصصين في هذا المجال وأهالي وطلاب.

والقى عريف الحفل جوزف مغامس كلمة أبدى فيها "قلقه وقلق الأهالي على الاولاد خوفا مما يقدمه الإعلام الرقمي"، داعيا الاهل والاولاد الى الحذر والوعي من هذا الخوف لاعتبارهم الاعلام الرقمي حرية مفتوحة على الآخر".

حداد
ورأى رئيس المدرسة الأب حداد في هذا اللقاء "محاولة منا للتوعية على كيفية مواجهة خطاب الكراهية والتطرف على الأنترنت"، مشيدا "بما قام به الوزير الرياشي من مساع حميدة من أجل لحمة المسيحيين ولا سيما انها أتت بثمار جمة، وبما يقوم به لحماية حرية الإعلام في لبنان ضمن أسس تضع القيم في رأس أولوياتها وحماية أولادنا والأجيال من مخاطر الثورة الرقمية وتحصيلهم ضد تأثيرات الإعلام الرقمي".

وأكد "اننا كرهبانية مارونية مريمية معنية بالشأن التربوي وكمدرسة كاثوليكية حريصة على القيم وكمسؤولين قيمين على الأجيال، يهمنا جدا أن نبذل كل ما بوسعنا لبناء جيل يتمتع باحترام أفكار الآخرين وحرية تعبيرهم، ومن أجل ذلك لقاؤنا اليوم خطوة نوعية الى الأمام تضاف الى خطوات كبيرة قمنا بها في هذا المجال على امتداد السنوات الخمس الماضية، وكلها تصب في خانة وعي المخاطر الناجمة عن استخدام الأنترنت والي يمكن أن تهدد أطفالنا ومراهقينا وشبابنا"، كاشفا عن"ان مدرسة اللويزة واعتبارا من العام الدراسي المقبل ستخصص حصة للثقافة الإعلامية والثقافةالرقمية ضمن منهج التربية المدنية وبرنامجها لتمكين تلامذتنا من أن يكونوا مواطنين رقميين محصنين ضد المجازفات الرقمية وضد خطاب الكراهية والتطرف".

بعدها جرت مداخلة متلفزة لمديرة سياسات السلامة في "الفيسبوك- أوروبا والشرق الأوسط جولي دي بابيانكو، كذلك شارك الفريق الرابح من جامعة اللويزة في ذوق مصبح في المسابقة العالمية، ومن ثم مداخلة للمديرة الدولية للأمن الألكتروني في شركة "مايكروسوفت" العالمية جاكلين بوشير.

وشرح الملازم الأول الياس داغر من مكتب مكافحة الجرائم المعلوماية والحماية الفكرية كيفيةالحماية والمعالجة لجرائم المعلوماتية، والإجراءات التي يجب أن تتخذ من التوجه الى النيابة العامة ثم الى القاضي المختص وتقديم شكوى في حال حصول أي سرقة للمعلومات او انتحال الصفة أو سرقة أموال بواسطة البريد الألكتروني مع الحفاظ على السرية التامة للتحقيق.

الرياشي
ثم تحدث الوزير الرياشي فقال: "اني سعيد جدا لوجودي بينكم وأقدر جهودكم لتحضير وإنجاح هذا اللقاء عبر المداخلة على شكل فيلم متلفز، او المسرحية التي جسدتموها عن مخاطر الإعلام الرقمي، ووعي المسؤولين في هذه المدرسة بوضع خطة لحماية الأجيال من مخاطر الثورة الرقمية".

وتابع: "تجعلونني أتذكر، حراس الهيكل في القرون الوسطى الذين كانوا يرتدون دروعا حديدية وخوذات وقائية، ويمتشقون السيوف المتينة ويتحصنون بالصلاة والقيم للدفاع عن الهيكل. أما أنتم اليوم، فإن مسؤوليتكم مثل حراس الهيكل والمطلوب منكم أن لا تخافوا من الأنترنت ومن الحرية، ولا من أي وسيلة تكنولوجية التي ستتطور بين أيديكم ونقدم للانسان أجمل الأشياء، بل بالعكس من المفروض ان تتحصنوا بدروع القيم وترتدوا خوذ الوقاية العائلية وتمتشقوا سيف الوقاية والحماية وتدخلوا معترك غابة الحياة من دون خوف".

أضاف: "صحيح انهم أسموكم بالمواطن الرقمي، مع ان هذا التعبير لا يرق لي كثيرا، بل أؤكد لكم انتم لستم أرقاما ولا نقبل أن تكونوا أرقاما، فأنتم من سيصنع مستقبل لبنان والعالم. صحيح ان الآلة التي بين أيديكم هي آلة كونية تصلكم بالعالم، لكنها آلة افتراضية تصلكم بحقائق لكن قد لا تكون واقعية، والدولة هي دائما الى جانبكم فهي عائلتكم الكبيرة التي ستساعدكم بالتعاون مع أهلكم ومدارسكم وأساتذتكم".

وقال: "الفرق شاسع في معنى الصداقة التي تخلفها مقاعد الدراسة والتي بقيت بين العشر والعشرين سنة حتى أصبحت صلبة مع كل التجارب التي مررتم بها، والصداقة التي تبدأ لفترة قصيرة عبر التواصل الإجتماعي وهي افتراضية وحديثة العهد، أتمنى عليكم أن تنتبهوا من تلك المخاطر كي لا تقعوا في الخطأ. صحيح انه يمكنكم أن تتواصلوا مع أصدقاء كثر وجدد عبر الأنترنت لكنكم لن تشعروا بمحبتهم وغيرتهم أو خوفهم عليكم لأنهم ما زالوا اصدقاء افتراضيين. نحن كلنا أبناء الحياة، ونعيش ثقافة الحياة، وحب الحياة، ولحظات الحياة، وشجاعة مواجهة أخطار الحياة، كل واحد يجب أن يمتلك هذه الشجاعة لمساعدة كل الناس، شرط أن تكونوا حاملين الخوذة والدرع والمضمون وأن تمتلكوا القوة لكي لا يقوى أحد عليكم ويتحكم بكم".

وأخيرا وجه الوزير الرياشي نداء الى إدارة المدرسة بأن تصدر في نهاية هذا المؤتمر توصيات عن كيفية التعايش مع الأنترنت وأخرى ضد العنف الكلامي والكراهية والحقد. وتمنى على الطلاب بإشراف الإدارة في المدرسة إرسال التوصيات اليه لكي يتبناها ويعممها على كل وسائل الإعلام وجعلها بروتوكولا رسميا في وزارة الإعلام.

وختم قائلا: "أذكركم انكم تستعملون مواقع التواصل الإجتماعي "سوشيل ميديا"، والواتس آب) عبر هواتفكم وحتى اتصالاتكم فتبقى رؤوسكم دائما الى تحت، حتى انكم لا ترون أمامكم ماذا يجري، ربما تصطدمون بأشخاص يمرون بقربكم ولا ترونهم، لذلك أتمنى عليكم أن ترفعوا رؤوسكم من وقت الى آخر الى الاعلى".

ودار حوار بين الوزير الرياشي والحضور، كاشفا عن خطوات يعمل عليها لتحويل وزارة الإعلام الى وزارة تواصل وحوار.