مطر في معرض قدموس في الحكمة للمنظمات غير الحكومية مطر: اخرقوا حواجز الطوائف الصايغ: أناشد عون تفعيل الميثاق الاجتماعي

نظم مركز "قدموس"، بالتعاون مع جامعة الحكمة وفي حرمها الرئيسي في فرن الشباك، معرض الجمعيات والمنظمات غير الحكومية لعام 2017، بمشاركة كثيفة لممثلين لأكثر من 300 جمعية ومنظمة غير حكومية محلية ودولية، برعاية رئيس أساقفة بيروت للموارنة ولي الحكمة المطران بولس المطران، في حضور رئيس مركز "قدموس" الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ، الوزيرة السابقة منى عفيش، رئيس جامعة الحكمة الخوري خليل شلفون، نائبي رئيس الجامعة الخوري دومينيك لبكي والخوري ريشارد أبي صالح وعمداء الكليات وحشد من المجتمع المدني ومن جمعيات وأندية ومنظمات دولية وخبراء وناشطين في العمل الإجتماعي.

شلفون
بعد النشيد الوطني، ألقى شلفون كلمة ترحيب، وقال: "إن جامعتنا التي أولت وتولي اهتماما دائما المنظمات غير الحكومية - وقد أعدت لها ديبلوما جامعيا خاصا على مستوى الماستر ضمن كلية العلوم السياسية والديبلوماسية - تؤكد حرصها على تنشئة كوادر المنظمات غير الحكومية بما تحتاج اليه من مناهج علمية وثقافة شمولية ومتخصصة وأساليب نقدية، وعلى العمل بالتالي على تأهيل العاملين في هذه الجمعيات، ساعين كي يكون لها في لبنان، أسوة بما لها في الدول المتقدمة، دور فاعل وصوت مسموع في صنع القرارات ومراقبة المسارات وبلوغ الغايات المتوخاة".

الصابغ
ثم ألقى الدكتور الصايغ كلمة جاء فيها: "لقد سجلنا في مركز قدموس سلسلة من المبادرات الاجتماعية بهدف المساعدة على بلورة رأي متناغم للمجتمع المدني حول القضايا الاساسية التي تعنى بالانسان وحقوقه.
فأطلقنا من هذه القاعة خطة عمل المجتمع المدني للحكومة اللبنانية عام 2005 لتفعيل الشراكة مع الاتحاد الاوروبي، وأطلقنا المؤتمر الدائم من اجل لبنان لحض المجتمع الدولي على دعم قضية شعب لبنان وحقه في دولة عصرية تتمتع بكل مقومات الديمومة والاستمرار وعملنا على وضع خطط عمل مشتركة بين مختلف القطاعات فراجعنا اتفاق التيسير العربي والاتفاقات البنانية السورية، ويسرنا الحوار الاجتماعي بين القطاعات والنقابات لصوغ نظرة موحدة للحصول على الدعم اللازم من الحكومة والمجتمع الدولي. فتبنينا قضايا قطاعية مهمة مثل الزراعة والتنمية الريفية والصناعة والسياحة المستدامة وفضائل الطاقة والبيئة للمساعدة على بلورة السياسات العامة إنطلاقا من مبدأ إنعاش الانسان والمحافظة على الخير العام".

وأضاف: "تابعنا النضال الاجتماعي في وزارة الشؤون الاجتماعية وعمدنا الى انشاء ماستر لإدارة المنظمات غير الحكومية - الوحيد في القارة الآسيوية - وقد استقبلته هذه الجامعة بدعم من الحكومة الإيطالية قبل ان يؤمن عناصر الاستدامة الذاتية بفضل النجاح الذي حققه".

وتابع: "من اهم مشاريعنا اليوم هو التحضير لإطلاق اول مقرر تعليمي MOOC مجاني حول مهارات الحوار لين الثقافات بالتعاون مع ال UNESCO والوكالة الجامعية للفرنكوفونية.

وقال: "ان ما يشد اواصر كل هذه المشاريع هو الميثاق الاجتماعي الذي وضعناه مع الجمعيات والنقابات والفاعليات وأطلقناه من هذه القاعة. وها نحن اليوم نقدم هذه الوثيقة التي حصلت على مباركة كل القوى الحية في لبنان الى رئيس البلاد فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نضعها أمانة بين يديه تمكنه من ان يسير مطمئنا على خطى التغيير الاجتماعي الحقيقي".

واضاف: "في الميثاق الاجتماعي، يصبح التغيير ممكنا لان فيه تغليبا لميزان القيم على ميزان القوى، والخير العام على المنفعة الخاصة، ولحق الجميع في التمتع بالموارد الطبيعية على حق النافذين بالاحتكار والحصرية والمحاصصة المغفلة، ولحق الضعيف في الحماية والعدالة على الحرمان والنكران واللامبالاة"

وختم: "ان مناشدة فخامة الرئيس العماد ميشال عون بتفعيل الميثاق عبر خطط عمل، ووزير الشؤون الاجتماعية بتحرير تنفيذ قرار الاعتماد للجمعيات لا تعفي المجتمع والافراد من تحمل مسؤوليتهم. وقد اثبت المجتمع الأهلي انه بالفعل يريد التغيير".

مطر
وكانت كلمة الختام لراعي الاحتفال المطران مطر، قال فيها: "كلمة شكر أقولها للجمعيات المدنية الموجودة في جامعة الحكمة للعمل الكبير التي تقوم به في خدمة مجتمعنا اللبناني وتطويره وللجامعة في محاولة خدمتكم ما استطاعت إلى ذلك سبيلا. أنتم هنا في بيتكم، في جامعة أرادت منذ تأسيسها، أن تكون جامعة كل لبنان وكل اللبنانيين.

أذكر مما تعلمت في الجامعة وبخاصة في الفلسفة والعلوم السياسية، ما كان يقال حول الدول المتقدمة والدول المتأخرة. علمونا أن الدول المتأخرة ليس فيها جمعيات أهلية. أما الدول المتقدمة فهي تقاس في تقدمها بعمل وحضور الجمعيات الأهلية والبلدية فيها. لماذا؟ لأن الدول التي لا تسمح للشعب بأن يتنفس، لأن السلطة التي تعتبر نفسها ظل الله على الأرض، ورحم الله كبير من كبارنا الأب ميشال حايك، الذي قال: "ما من أحد هو ظل الله على الأرض، فالله نور كله ولا ظل له. الحاكمون ليسوا ظل الله والشعب ليس ملكا لهم. ظنوا يوما أنهم كذلك. وكان في بعض المجتمعات العربية وغير العربية، كان الناس، عندما يبيعون أرضا، يبيعون الأرض وما عليها ومن عليها. الناس عبيد، والعبودية مركز اجتماعي له خصائصه وقواعده. الدول التي تحكم شعبها بهذه الصورة، هي ثنائية الوجود. الحاكم الذي يقرر كل شيء ويبادر إلى كل شيء والمحكوم الذي يتلقى، يعيش فقط وممنوع عليه أن يفكر وان يبادر وحتى أن يؤسس حزبا. ممنوع على مجتمعات مثل هذه أن تكون لها جمعيات مدنية. وعندما تقدمت الشعوب وفرضت حرياتها على القيمين عليها وقلبت المقاييس، فقالت: "الشعب له السيادة والحاكمون هم خدام لهذا الشعب، يحاسبون على هذا الأساس، ويغيرون ويحكم عليهم. في جو مثل هذا عاد الشعب واستعاد سلطته وراح يبادر، فكانت الجمعيات المدنية".

وأضاف: "بورك هذا السعي تقومون به، وهو دلالة على تقدم المجتمع اللبناني. حضوركم هو حضور بركة وخير وتقدم للبنان الوطن. هذا لا يعني أن الدولة لا وجود لها، عليها أن ترعى وأن تساعد وأن تنظم النظام العام وأن تسهر على الأمن والأمان وأن تعزز وجود الجمعيات المدنية وتعطيها الفرصة لكي تعمل وتعيش. أنا كنت في صفوفكم مدة ثلاث سنوات، عندما كنت رئيسا لكاريتاس لبنان، وهي جمعية مدنية، أيضا. فرحت في هذه السنوات فرحا عظيما، لأنها وضعتني في علاقة مباشرة مع الناس ومع وجعهم وحاجاتهم. كنت كمعلم للفلسفة أقرأ العالم عبر الكتب ولكن عندما نزلت إلى الأرض وجدت الناس وأحسست بوجعهم، وهذا أعطاني الكثير الكثير. أعتبر أنكم أنتم أيضا، لديكم هذا الشعور، لأنكم وسط الناس، تعرفون حاجاتهم وتحاولون بتصوراتكم ومبادراتكم، أن تلبوا هذه الحاجات وان تكونوا أدوات خير في مجتمعكم وأدوات تطوير".

وتابع: "نحن في ذلك، نطالب الدولة بأن تقوي وتشجع. وهذا ما رأيته في دولة متطورة مثل ألمانيا، وفيها مؤسسة كاريتاس التي تعنى بخير الإنسان ومساعدة المحتاجين والمرضى والمعوقين والمسنين. لدى هذه المؤسسة الكنسية،400 ألف موظف، تقريبا ما يوازي عدد أفراد الجيش الألماني، ولا أتصور عندنا وفي دولنا أن تكون لمنظمة إجتماعية 400 ألف شخص والدولة تدفع لهم راتبهم. والدولة الألمانية تدفع لهم رواتبهم، لماذ؟ لأنهم يقولون لماذا نوظف أناسا غير مهتمين بالشأن العام ومساعدة المحتاجين، أناسا يريدون أن يكسبوا أجرهم ولا يهمهم ما يعملون. نراقبهم ونحاسبهم ونطردهم عندما لا يقومون بالعمل المطلوب منهم. عندما يأتي أناس ويتبرعون بحياتهم، بعملهم ووقتهم، نساعدهم فتأتي النتيجة أكبر وأفضل. لذلك قالوا نساعد هؤلاء الذين يتقدمون طوعيا، حتى يكون العمل أفضل. هذه فكرة جديدة، نساعد الناس حيث النفع العام".

وقال: "أنتم هنا لتتشاركوا في المعرفة والمساعدة، كما أقول لكم بورك عملكم وبورك نشاطكم من أجل لبنان، من أجل كل لبنان، أخرقوا حواجز الطوائف واذهبوا إلى الإنسان أينما كان، فالإنسان أخ للإنسان وكلنا نحمل فئة دم معروفة عند الأطباء، كلنا في هذا السباق من أجل الحياة واحد، نريد لبنان أن يكون متنوعا، طبعا، في ثقافاته ولكن واحدا بشعبه واهتماماته".

ندوة وجلسات نقاش
ثم كانت ندوة ناقشت شعار المعرض "المنظمات غير الحكومية وريادة التغيير" ترأسها الدكتور الصايغ وشارك فيها كل من: المهندس أنطوان الحويك، عاصم شيا والدكتور عدنان ملكي وربى الخوري وسيزار محمود.
وبعدها انطلقت جلسات تدريب ونقاش في مواضيع متعددة تهم الجمعيات والمجتمع المدني منها: المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات تولتها الدكتورة سهام رزق الله، العمل التطوعي تولاها الدكتور عدنان ملكي، المساءلة في عمل الجمعيات تولاها رودولف جبرايل والربحية في القطاع غير الربحي تولاها رمزي الحاج.

وتلتها جولة على أرجاء المعرض من عدد كبير من المشاركين والزوار من مختلف المؤسسات العامة والخاصة وممثلين لجمعيات وأندية ومهتمين بالشأن الاجتماعي..فيما كان اللافت التظاهرة الشبابية التي رافقت المعرض حيث كان إقبال لافت من شباب من مختلف الأعمار والمؤسسات التربوية والأندية الشبابية مهتمة بالعمل التطوعي وأيضا بالبحث عن العمل في مجال الاقتصاد الاجتماعي بحيث استقبلت أجنحة المعرض عددا كبيرا من السير الذاتية وطلبات التطوع والعمل فيها في مختلف القطاعات وفئات المشاريع.