مؤتمر عن الوادي المقدس تراث ثقافي عالمي في جامعة اللويزة

شارك في اللقاء المطران منجد الهاشم ممثلا الراعي، المطران مارون العمار، الشيخ هاني فحص، رئيس عام الرهبانية المارونية المريمية الأباتي بطرس طربيه، رئيس جامعة سيدة اللويزة الأب وليد موسى، إضافة إلى أخصائيين، ورجال دين، وأسرة الجامعة.

بعد ترحيب مدير الكلية الدكتور إيلي الهندي، كانت كلمة عميد الكلية الدكتور شاهين غيث الذي حدد أهداف هذه المبادرة إنطلاقا من "الحاجة الملحة للتوفيق بين تحديات المحافظة على التصنيف العالمي وتحديات النمو الإقتصادي والبشري للمنطقة المحيط بالوادي".

اضاف: "أن هذا المؤتمر يأتي في ظل غياب الدولة عن القيام بواجبها في المحافظة على التصنيف وتوعية الناس على أهميته ومساعدتهم على الإفادة منه لأقصى الحدود. من هنا تحاول الجامعة الوصول إلى مقاربة حقيقية أكاديمية صحية، وتوصيات أو توجيهات عامة".

ثم أعطى نائب رئيس الجامعة لشؤون الثقافة والعلاقات العامة سهيل مطر لمحة تاريخية عن الوادي المقدس.

أما رئيس الجامعة، فتوقف عند "تأملات ثلاث في الوادي المقدس: أولها التطلع إلى الله، من حيث الشعور بقربه، ويشعر الإنسان أنه والله واحد. والثاني هو التطلع إلى الطبيعة التي تتوالد وتتكاثر وتمنح المشاهد مخزونا من الجمالات التي لا تقدر ولا تحصى، والتأمل الثالث هو التطلع إلى الذات، حيث يعود الإنسان إلى نفسه، يحاور ذاته ويطرح الأسئلة".

اما الهاشم، فاستهل كلمته بالقول "للكنيسة المارونية تاريخ عريق يجب على أبنائها أن يعرفوه، أن يعيشوه، أن يدونوه، وأن ينقلوه إلى أجيالهم الطالعة". ثم قسم التاريخ الماروني إلى "حقبات ثلاث من مجمع خلقيدونيا حتى سنة تأسيس المدرسة المارونية في روما، إلى تلامذة مدرسة روما ومرحلة البطريرك الدويهي، حتى 1860 إلى اليوم حيث انتشرت المدارس والجامعات، الهجرة، إستقلال لبنان والإنتشار الماروني".

واسف الهاشم للافتقار "الى المستندات المكتوبة، المتعلقة بالتاريخ الماروني والموجودة بأكثريتها في الخارج، ولكننا نملك كثيرا من الآثار التي تساهم في وضع تاريخنا مثل يانوح، قنوبين، وكفرحي".

ونوه "ببعض الذين شقوا الطريق وعملوا بجد وتفان لإبراز أهمية قنوبين والحفاظ عليها، والتعريف بها، مثل البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، الأب يواكيم مبارك، والأم كليمانس حلو والراهبات الأنطونيات".

وأمل الهاشم أن "توسع لجنة وادي قنوبين نشاطها لتشمل المواقع الأثرية المارونية الأخرى، أو أن تساعد على إنشاء لجان مماثلة للإهتمام بيانوح، ومار مارون العاصي، وكفرحي وإيليج وغيرها".

وتابع المؤتمرون أعمالهم حيث تناول العمار، "قاديشا تراث ثقافي عالمي"، بمشاركة فحص، وممثل منظمة اليونيسكو جو كريدي. وتحدث العمار عن اللجان المتخصصة في التراث العالمي، التي حاولت "أن تكتشف عمل الله وصنع الإنسان"، حتى انضمامه إلى لائحة التراث العالمي سنة 1998، الذي هو "نتيجة التزاوج بين جمال الطبيعة، ووعورة مسالكها ومساكنها، وحضور الإنسان المحب المؤمن عبر أجيال وأجيال، وشهادة جمال الأرز، وخلوده، وصموده عبر الدهور مع ما يحمله من تاريخ وحضارة"، وتساءل ما "إذا كنا على استعداد للمحافظة عليه وإيصاله إلى اولادنا سليما كما فعل أجدادنا"؟.

أضاف: "كرئيس للجنة الوادي المقدس التي ألفها غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، يدنا ممدودة للتعاون مع الجميع تحت سقف محبة الوادي والإيمان بأهميته العالمية، والتاريخية".

أما فحص، فدعا إلى تكريس التعايش، وتحدث عن خبرته في وادي قاديشا، حيث "ربح الكثير من علامات الروح". وإعتبر أنه "لا وجود للبنان دون المسلم والمسيحي، لا يمكن صنع الدولة والوطن منفردين، والروحانية دون شراكة تكون معصية، لأن الشراكة تحتاج إلى حلم مشترك، والحلم المشترك من الذاكرة، إذا كانت فردية، فئوية، تجعل المستقبل ماضيا، بينما الذاكرة المشتركة تظهر أجمل ما في الماضي، وعلى أحلى ما في المستقبل".

ودعا فحص إلى "بناء ذاكرتنا المشتركة، وتنقيتها بالعودة إلى الثقافة، والثقافة الحقيقية لا تعاش إلا بالشراكة، إضافة إلى تشكيل نواة روحية تنطلق من وادي المقدس فتكون صاعقة في وقت الصراعات والتجاذبات، هذه النواة تتسالم وتصنع عسلا ملكيا هو الغذاء الحقيقي دون أن نستسلم أو ننقسم سياسيا".

من جهته عرض كريدي لمعايير التصنيف العالمي لهذا الوادي والتحديات.

وإستكملت أعمال المؤتمر بجلسة ترأسها طربيه حيث تناول الهوية الروحية للوادي وكيفية عيشها، وشارك فيها الأب هاني طوق ، الأخت كليمنص الحلو، والأب يوسف طنوس.