تخريج طلاب الراهبات الانطونيات في غزير رياض سلامة: تحصنوا بالعلم وساهموا في نهوض وطنكم
في حضور أكثر من ألف مدعو تقدمهم راعي الاحتفال حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة ورئيسة الثانوية الأم جوديت هارون، ورئيس بلدية غزير الدكتور القنصل ابراهيم الحداد، ورئيس جامعة سيدة اللويزة الأب وليد موسى، والأب بطرس عيد ممثلا رئيس جامعة الروح القدس الكسليك، ورئيس رابطة الهيئة التربوية ناجي غبيرة وأعضاء الهيئة، ورئيسة لجنة الأهل ميرنا خوري ورئيسة رابطة الأصدقاء ديانا عوكر والأعضاء، وفعاليات إدارية وتربوية ومصرفية، وأهل واقارب الطلبة.
بداية النشيد الوطني، ودخول اساتذة الصفوف النهائية ثم موكب الخريجات والخريجين، كانت كلمة للسيدة فيكتوريا نصراني التي رحبت بالحضور وأشادت بجهود الأم الرئيسة جوديت هارون التي تتفانى في رسالتها الانسانية والتربوية.
هارون
وتحدثت الأم هارون فقالت: "تلامذتنا الأعزاء، أنتم الآن على مفترق من مفارق مسيرتكم المستقبلية، تحجون صوب اكتمال مبتغاكم، حاملين بيد قلم الفكر المبدع، لتتجددوا بأذهان عقولكم وقلوبكم، وباليد الأخرى، رسالة إنجيل الفرح الروحي الذي لا يستطيع أحد أو أي قوة في العالم أن ينتزعه منكم، هذا الفرح الذي ينفح فيكم روح الأخوة والتلاقي فيما بينكم، وبين جميع فئات الناس، لا سيما بين أبناء وطننا الحبيب وبناته. والأخوة هذه، ليست خيارا، بل هي ضرورة ملحة، كما يحلو للبابا فرنسيس أن يصفها".
اضافت: "كم نحن اليوم بحاجة إلى مثل هذا التلاقي، بل، التفاهم والتوافق، كما إلى وحدة صفنا اللبناني - اللبناني، لنستطيع أن نواجه، معا، التحديات التي تهدد الهوية وتزعزع الكيان والمصير، وكأنها جمر يتراكم فوق رأس هذا الجبل اللبناني المتناهي في الصغر، المتسامي في الإلهام والعنفوان والكبر".
واشارت انه "لا شك أن بلادنا هي من بين أصغر الأوطان على الكرة الأرضية، لكنها، بالرغم من ذلك، تشكل قطبا يجمع بين الشرق والغرب، ومساحة حوار بين الأديان السماوية وبيئة تفاعل لحضارات أغنت تاريخ البشرية رقيا ونبوغا وتشريعا وعمرانا وبطولة وقداسة، إنها الإرث الثمين المعهود إليكم اليوم أيها الأحباء. فلا تنسوا أن الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني قد دعاكم حراس الفجر. عليكم تقع إذا المسؤولية، لا للحفاظ على هذا الإرث فحسب، بل لإغنائه بروح الجدية والسهر والالتزام وبالروحانية المعهودة لديكم. وقد برهنتم عنها في مناسبات عدة، وبخاصة، يوم ودعتم مدرستكم بالطريقة الراقية، حيث تركتم في حناياها بصمات من روحكم الطيبة وجهودكم المثمرة. وقد عبرتم، أيضا، عن ذلك بعاطفة سامية من عواطف عرفان الجميل والمودة لكل من تعب عليكم طيلة سنوات دراستكم وتنشئتكم المتناغمة، التي صقلت فيكم الانسان الداخلي والاجتماعي والثقافي والوطني والروحي، وأكاد أقول، العالمي، المنفتح على ثقافات الأرض وثورات التاريخ وتوثباته، وآخرها الثورة الرقمية والإلكترونية التي تعمل على تغيير وجه حضارتنا وتراثنا ونمط عيشنا".
اضافت "تيقنوا أيها الأحباء، أننا سوف نظل متمسكين وإياكم، بشعارنا في هذه الثانوية: وبالمحبة نربي. أجل، وبالمحبة كذلك، نبني وننمو ونتقدم ونغير وجه عالمنا. وبهذه المحبة بالذات، أود أيضا، أن أوجه معكم تحية تقدير وإعجاب إلى الأستاذ رياض سلامة، حاكم مصرف لبنان، على تفضله مشاركتنا فرحة تخرجكم اليوم من هذا الصرح التربوي الأنطوني اللبناني العريق. إن شخصه الكريم سيبقى، من دون شك، ماثلا أمام أعينكم كنموذج لمن حمل علم لبنان القوي الصامد بوجه العواصف، لأن جذوره راسخة في عمق قيم العلم والفضيلة والقرار الحكيم".
وفي ختام كلمتها قدمت الأم جوديت لصاحب الرعاية الدكتور سلامة هدية تذكارية عبارة عن كتاب الإنجيل الطاهر مع غلاف الأيقونة المقدسة.
بعدها كانت كلمات للخريجات والخريجين باللغات الثلاث، العربية لإدمون واكيم، والفرنسية لإليا ريا، والانكليزية لايزابيل بو خليل، ثم قدم الطلاب لوحة فنية راقصة.
سلامة
ثم القى راعي الحفل الدكتور سلامة كلمة شكر فيها الأم الرئيسة على دعوتها، وهنأ المدرسة إدارة وهيئة تعليمية ولجان أهل ورابطة أصدقاء على جهودهم وعملهم الدؤوب، كما هنأ الطلاب على تخرجهم وحثهم على الانخراط في الحياة العملية والدخول الى الجامعات والمثابرة على تحصين وتقوية تحصيلهم العلمي وعدم الاستسلام والمواظبة والمساعدة على النهوض بوطنهم، كما طمأن الى الوضع الاقتصادي والنقدي والمصرفي، داعيا إلى تهدئة الخطاب السياسي.
وقبل نشيد الثانوية وأغنية الوداع، وزعت الشهادات والجوائز على الطلاب المتفوقين.