الجامعة الأميركية في بيروت تطلق حملة بكل جرأة: سعيا إلى الريادة والإبتكار والخدمة ورئيسها يعلن عن أكبر هبة تلقتها منذ تأسيسها

أطلقت الجامعة الأميركية في بيروت حملة "بكل جرأة: سعيا إلى الريادة والإبتكار والخدمة"، في حفل عشاء أقيم في "قاعة هوستلر" في حرم الجامعة، تخلله إعلان رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري عن أكبر هبة تلقتها الجامعة في تاريخها وهي مقدمة من مؤسسة سمعان لإطلاق إسم مارون سمعان على كلية الهندسة والعمارة ليصبح اسمها كلية مارون سمعان للهندسة والعمارة.

الحفل الذي إستهل بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد الجامعة، حضره رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بصفته رئيسا للحكومة وممثلا لرئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، فيما تمثل رئيس مجلس النواب نبيه بري بالنائب علي بزي. كما حضر وزراء: التربية والتعليم العالي مروان حماده والصحة غسان حاصباني والدولة لشؤون المرأة جان اوغاسبيان والثقافة غطاس خوري والدولة لشؤون حقوق الانسان أيمن شقير والدولة لشؤون التنمية الادارية عناية عز الدين والاقتصاد والتجارة رائد خوري، والرئيسان فؤاد السنيورة وتمام سلام والمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ وسفيرة الولايات المتحدة لدى الجمهورية اللبنانية اليزابيث ريتشارد وسفيرة الاتحاد الاوروبي كريستينا لاسن ورئيس جامعة القديس يوسف الأب سليم دكاش ورئيس الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور جوزف جبرا بالإضافة إلى حشد كبير من أهل السياسة والإعلام وخريجي الجامعة وأصدقائها ومدعوين.

ومن الجامعة حضر رئيسها الدكتور فضلو خوري ورئيس مجلس الأمناء في الجامعة الدكتور فيليب خوري وأعضاء مجلس الأمناء ووكيل الشؤون الأكاديمية ونواب الرئيس والعمداء وأعضاء الهيئة التدريسية وإداريوها والعاملون فيها.

فيليب خوري
الكلمة الأولى كانت لرئيس مجلس الأمناء الذي لفت الى أن إطلاق الحملة يشكل "بداية حقبة جديدة جريئة للجامعة الأميركية في بيروت".

وقال: "أينما ذهبت، أجد أفرادا يخبرونني عن أهمية الجامعة الأميركية في بيروت لهم شخصيا، وللبنان وللمنطقة بنطاقها الأوسع... الذكرى المئة والخمسين، لم تكن وقتا للحنين المدغدغ للنفس. كانت فرصة لتذكير أنفسنا - والعالم - بما هي الجامعة الأميركية في بيروت؛ فلسفتنا الأساسية ومبادؤنا التوجيهية. أن نفهم من نحن وما أنجزناه سيساعد في توجيهنا إلى مستقبل أعظم تأثيرا وأهمية. وقد اختصرت هذه المفاهيم بثلاث ركائز: الريادة، والابتكار، والخدمة".

أضاف: "يتوجب علينا أن نضمن أن الجامعة الأميركية في بيروت ستستمر بتحفيز الأجيال القادمة لتنبت القادة المفكرين والخلاقين والملهمين الذين تتوق هذه المنطقة، ويتوق العالم، لرؤيتهم، في وقت تشتد فيه الحاجة الماسة إلى هؤلاء المواطنين المستنيرين والقادة الخدومين".

plp

رئيس الجامعة
بعد ذلك، تحدث رئيس الجامعة فقال: "نجتمع الليلة لدعم أهم هدف إنساني لدينا... ورغم الظروف العاصفة من حولنا، تتربع هذه الجامعة في قلب شبكة تعليمية ملحوظة بصلابتها، وأفضل ما يمكن تمنيه من نظام معارف لبلد عانى كثيرا".

وتابع: "ذروة وجودي يوما بعد يوم هي مقابلة طلاب الجامعة الأميركية في بيروت ورؤية مشاريعهم، يطورونها ويتابعون في الوقت ذاته برامجهم الدراسية الشاقة. ليست مفاجأة أن نرى خريجين أكثر من ان يعدوا يحدثون تأثيرا حقيقيا في العالم خلال بضع سنوات فقط من تخرجهم... ولا يمكنني الحديث عن تحفيز الطلاب من دون الإشارة إلى مجموعة ملتحقة بنا حاليا، وتنتمي إلى النادي الطلابي للطاقة المستدامة للجميع...".

أضاف خوري: "الشدائد تتكاثر، والجامعة الأميركية في بيروت هي ملاذ. ولهذا السبب أطلقنا حملة "بكل جرأة": سعيا إلى الريادة والإبتكار والخدمة. ولهذا نسعى لجمع خمسمئة مليون دولار. حتى نتمكن من تعليم أعداد أكبر من أي وقت مضى من الطلاب الجديرين الذين لا يستطيعون تحمل نفقات التعليم لدينا، وحتى نتمكن من تلبية حاجة مجتمعنا الماسة إلى الابتكار وريادة الأعمال التي تشتد الحاجة إليها مرة أخرى في مجتمعنا، وحتى نتمكن من خدمة أعداد أكبر من مواطنينا المحتاجين وغير المقتدرين. نحن لسنا مجرد مربين للطلاب. نحن نموذج لمجتمع أكثر عدلا، وإنصافا، وتعددية، ونخدم كمثال للبنان والعالم العربي...".

وبعد اعلانه افتتاح حملة "بكل جرأة: سعيا إلى الريادة والإبتكار والخدمة" رسميا، طلب الرئيس خوري من رئيس مجلس الأمناء تأكيد موافقة الأمناء على رفع هدف الحملة من 500 مليون دولار إلى 650 مليون دولار بنتيجة الحصول على هبتين رئيسيتين: الهبة الأكبر في تاريخ الجامعة، من مؤسسة سمعان، وهبة أخرى آتية من متبرع رئيسي. وقد أعلن رئيس المجلس أن المجلس قد وافق على رفع هدف الحملة.

1484652498

هبة مؤسسة سمعان
وبعد إعلانه عن الهبة عرف الرئيس خوري عن المهندس مارون سمعان في سطور، داعيا الجميع لمشاهدة فيلم وثائقي عن انجازات المهندس مارون سمعان، قبل أن يطلب من زوجة سمعان السيدة تانيا وكريمتهما نور وأفراد عائلة سعمان الصعود إلى المنصة حيث ألقت الآنسة نور سمعان كلمة نيابة عن والدها، فقالت: "تحية لكم جميعا من مارون سمعان. وتحية وفاء خاصة إلى الجامعة الأميركية في بيروت من أحد أبنائها، أبي الذي لا شك في أنه يتابع احتفالها اليوم، متمنيا لو كان معنا ومعكم هنا. لكن ظروفه الصحية ومتابعته العلاج في بوسطن حالت دون ذلك".

أضافت: "منذ صغري لم ينفك يحدثني عن الجامعة الأميركية وما قدمت إلى لبنان والشرق الأوسط طوال مئة وخمسين سنة، وما قدمت إليه هو أحد خريجي كلية الهندسة... لا أريد أن أحدثكم عن والدي. هنا بينكم من يعرفونه ربما أكثر مني، نبلا وتواضعا وكرما وألمعية. لكنني أزعم ربما أنني أعرف أكثر عن شغفه بالعلم وعن اهتمامه ببلده لبنان وبجنوبه الذي ولد فيه وأحبه وترعرع في مدارسه وقراه ومدنه قبل أن تحط به الرحال هنا في كلية الهندسة طالبا. لم يتخل عن موقعه الطليعي الأول طوال دراسته، ثم في مجال الأعمال التي تتحدث عنه وتحمل اسمه من أقاصي شرقها إلى غربها...".

وتابعت: "تشرب منذ صغره ما زرع فيه والداه من حب للعلم وعمل الخير. ولست هنا لأعدد ما قدم إلى هذا الصرح الكبير وإلى غيره على مساحة الوطن. كان يردد دائما كيف يمكن لقادر أن يستريح على وسادته وجاره القريب أو حتى البعيد لا يجد ما يسد به حاجاته. لذلك كان بابه مفتوحا وسنعمل جاهدين ليبقى مفتوحا، وما قيام "مؤسسة آل سمعان" سوى لتحقيق بعض من أحلامه وتطلعاته".

وأشارت الى أن أباها يتابع من بوسطن "الاحتفال بفرح وهو واثق بأن البلاد التي أنجبت رجالات النهضة، وأعطت حسن كامل الصباح ومايكل دبغي وفيليب حتي ورمال رمال وآخرين كثيرين، تختزن طاقات مماثلة". وقالت: "كله أمل بأن تتوقف قوافل عقول لبنان الشابة عن الترحال في شتى أنحاء الأرض، وأن تعمل إدارات لبنان السياسية والأكاديمية عن شطب هذا البلد من لائحة الدول الطاردة لأبنائها".

بعد ذلك، تابع الجميع فيلما عن الحملة، ثم قدمت فرقة "En Fa Mi" مقطوعة موسيقية بعنوان "آبندنس" كتب كلماتها رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري ولحنها تيدي نصر.
ثم كان حفل عشاء تخلله عرض ثلاثي الأبعاد ومزيد من الأغاني لفرقة "En Fa Mi" وفرقة "طيارة ورق" المؤلفة من طلاب وخريجين وعاملين في الجامعة الأميركية في بيروت.