شهيب في ذكرى كلوفيس مقصود في الجامعة الأميركية في بيروت: نحتاج إلى أمثاله بنزاهته وإبداعه في الحوار

اقيمت أمسية شعر ونثر في قاعة "الأسمبلي هول" في الجامعة الأميركية في بيروت (AUB)، احياء لذكرى كلوفيس مقصود، في حضور وزير الزراعة أكرم شهيب ممثلا رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، رئيس الجامعة فضلو خوري، عائلة واصدقاء مقصود وفاعليات.

بداية تحدث خوري وقال:"تراث كلوفيس مقصود الهائل سيبقى من بعده ومن بعد الكثيرين منا، وسيستمر"، مذكرا به، "مفكرا عميقا ومسالما أدخل دائما المبادىء وتفهم الآخر في كل حوار خاضه".

خلف
ثم تحدث تسعة من أصدقاء مقصود عرفوه مباشرة "كمثقف شغوف بقي حتى عامه التسعين يجمع العلماء وصناع السياسات لمناقشة هموم العالم العربي، تلتهم الأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) العضو في مجلس أمناء الجامعة الأميركية في بيروت ريما خلف التي عادت بالذاكرة إلى واحد من التجمعات التي عقدها الدكتور مقصود في المصح في أواخر عمره، وقالت:"متوكئا على عصاه، ظل كلوفيس مقصود يحمل بين أضلاعه قلب الشاب المتحمس الذين احتج ضد الاحتلال الإسرائيلي في مدرسة الشويفات وظل يحمل عزيمة الأستاذ الذي دافع عن المقاومة الفلسطينية أمام العالم. كما بقي يملك الحنكة الدبلوماسية التي مكنته من جمع العرب مع نظرائهم الداعين أيضا للحرية والعدالة في القارات الخمسة".

العيني
بدوره استعاد رئيس الوزراء السابق للجمهورية العربية اليمنية محسن العيني الحكايات التي تعكس شغف الدكتور مقصود بالحوار وإبداعه فيه، ووصفه "بالبروفسور العربي الذي ظهر على شاشات التلفزة الأميركية ليخبر الأميركيين عن القضية الفلسطينية، وبالدبلوماسي المفوه الذي ساعد رؤساء مثل جمال عبد الناصر، وجواهر نهرو، وجوزيف بروز تيتو، وأقام علاقات قوية معهم"

كذلك وصفه "بالمثقف الطليعي الذي عمل مع رؤساء المنظمات الدولية وجعلهم يعطون الأولوية للبشر قبل الاقتصاد في السعي إلى إلتنمية".

شهيب
اما شهيب فقال:"اليوم، أكثر من أي وقت مضى، نحتاج إلى أمثال كلوفيس مقصود، المعارض الصلب للانقسامات في لبنان وفلسطين وفي العالم العربي. نحتاج إلى أمثاله، بنزاهته وإبداعه في الحوار وديموقراطيته وتقبله للجميع، وإنسانيته وعقلانيته ورفضه العنف والإرهاب والقمع".

وأضاف:"لقد آمن مثلنا بأن أي انتصار للسلاح على صوت الحرية هو انتصار مؤقت، وصوت الحرية سيعود دائما، أقوى مما كان".

نويهض
ثم تحدثت الكاتبة وأستاذة العلوم السياسية بيان نويهض عن "شغف مقصود ببناء أمة عربية علمانية ديمقراطية، وذكرت بتأثير زوجته الراحلة هالة سلام مقصود على المجتمع العربي الأميريكي وبدورها كواحدة من أكثر القادة تأثيرا في تاريخ لجنة مكافحة التمييز الأميركية العربية".

قبرصي
كذلك اشار أستاذ علوم الاقتصاد رئيس شركة أبحاث الاقتصاد المقياسية المحدودة عاطف قبرصي الى "أن مقصود تحدى الافتراضات المسبقة وأن مساهمته في القومية العربية حولت اسمه الغربي كلوفيس إلى اسم عربي حقيقي"، وقال:"يبقى كلوفيس مقصود حيا في كل موقف وطني وفي كل موقف فخر وحب، وهو سيبقى حيا فينا، طالما بقينا على اخلاصنا للقضايا التي آمن بها".

سلام
وكانت كلمة لأسامة سلام شقيق زوجة مقصود، تحدق خلالها عن "الظروف الوطنية والإقليمية والعالمية التي عمل فيها كلوفيس مقصود، وعن العمل الذي لا يزال من الواجب إكماله".

وقال:"كلوفيس مقصود توفي في 15 أيار، اليوم الذي شهد النكبة، وتشريد الفلسطينيين في العام 1948. وقد كافح مقصود بقوة ضد النكبة، وهذا الموقف سيستمر مع بقاء الكفاح للقضية الفلسطينية".

سالم
كما تحدث طبيب الأطفال جورج سالم، عن "رؤية مقصود ودعوته الصارخة لاشتراكية عربية ولوحدة وقوة لبنان والمنطقة العربية"، وقال:"كلوفيس مقصود لم يستسلم أبدا، وكان يعلم جيدا أن قضايا الشعوب لا يمكن تغطيتها بقمم سياسية أو إلغائها بقرار دبلوماسي. كان يعلم أن رحلته صعبة، وتتطلب المثابرة، والنضال، وقد عمل بجهد، وثابر وناضل".

سلمان
أما رئيس تحرير جريدة السفير طلال سلمان فقال:"خسرنا رجلا عظيما وابنا مخلصا لوطنه. عرف كلوفيس مقصود بأنه صوت الوطن، ويستمر اليوم رمزا للوطنية العربية. فلترقد بسلام يا كلوفيس مقصود".

نبذة
اشارةالى ان كلوفيس مقصود المفكر العربي الشهير والدبلوماسي والصحافي وأستاذ العلاقات الدولية، ترك وراءه ميراثا لامعا في جميع أنحاء العالم بعدما رحل في منتصف أيار من العام الحالي.
ولد في العام 1926 ودرس العلوم السياسية والاقتصاد في الجامعة الأميركية في بيروت التي كان ينظر إليها على نطاق واسع كمركز للأفكار الليبرالية العربية.
تخرج من الجامعة في العام 1948، مطبوعا بأفكار قسطنطين زريق النهضوية ومثله العليا العروبية.

بعد ذلك، درس القانون في جامعة جورج واشنطن حيث حاز الدكتوراه، ثم تابع الدراسات العليا في جامعة أكسفورد.