جامعة الحكمة احتفلت بتخريج دفعة من طلابها مطر: نتمنى ان تلهم روح المحبة والانفتاح جيراننا لإحلال السلام الداخلي
احتفلت جامعة الحكمة اليوم، بتخريج طلاب كلياتها بدعوة من رئيس الجامعة الخوري خليل شلفون وبرعاية رئيس أساقفة بيروت ولي الحكمة المطران بولس مطر، في كلية العلوم الفندقية لجامعة الحكمة في الأشرفية (ملعب مدرسة الحكمة) وحل الرئيس الأعلى لجامعة اللاتران الحبرية في روما المونسنيور انريكو دال كوفولو ضيف شرف على الاحتفال.
شارك في الاحتفال الى جانب شلفون ونائبيه المطرانان كيرللس بسترس والياس سليمان، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبدو أبو كسم، وعمداء كليات الحقوق والقانون الكنسي والعلوم الكنسية والعلوم السياسية والعلاقات الدولية والعلوم الإدارية والمالية والعلوم الفندقية والصحية وأهالي المتخرجين وأساتذتهم، وممثلون عن الجامعات الكاثوليكية.
شلفون
بعد النشيد الوطني وكلمة ترحيب وتقديم لنادين ضاهر ولكارلوس معوض باسم الخريجين ووثائقي عن الجامعة، ألقى شلفون، كلمة شكر فيها ضيف الإحتفال على حضوره إلى لبنان ومشاركة الحكمة في تخريج دفعة جديدة من أبنائها، كما شكر المطران مطر على رعايته ودعمه المتواصل للعمل الآكاديمي والتربوي، وتوجه إلى خريجات جامعة الحكمة وخريجيها، قائلا: "ثقوا بمستقبلكم. فأنتم صنيعة الحكمة، الصرح المنفتح على كل شباب لبنان وشاباته من كل الطوائف، منذ 141 سنة، من خلال مختلف مؤسساته. أعطيناكم سلاح المعرفة وتقنياتها ومهاراتها الضرورية، وعليكم مواجهة العالم، بالعمل بشجاعة وتصميم مرشدين بالحكمة الإلهية. لا تنسوا جامعتكم. لقد بتم جزءا منها وجزءا من تاريخها الطويل والمجيد. أشجعكم للمشاركة دائما في نشاطات رابطة القدامى فيها ليبقى التواصل معكم قائما. سنتابع بخطى واثقة تطوير عملنا الآكاديمي من خلال المزيد من الإختصاصات".
وختم: "ليحمنا الله من الإرهاب في سنة الرحمة وليسيطر على لبنان السلام والسكينة. لا يسعنا، إلا شكر الله على الرجاء الذي يحمله سيادة المطران بولس مطر، الذي نجدد له تهانينا بيوبيله الأسقفي الفضي ويوبيله الكهنوتي الذهبي، آملين أن تقود جامعة الحكمة، التي أرادها سيادته، طلابنا إلى النجاح لخدمة المجتمع ولبنان وكل أنحاء العالم".
كوفولو
ثم ألقى كوفولو محاضرة عن الرحمة بعنوان "التربية والرحمة"، تحدث فيها عن "التربية التي هي الإنفتاح إلى الواقع وعن التربية التي تتحدث في صميم الإنسانية وعن تربية الرحمة"، وقال: البابا فرنسيس كان واضحا جدا يوم قال: "ان المربي الذي لا يعرف المجازفة ليس صالحا للتربية. الوالدان اللذان لا يعرفان المجازفة، لا يستطيعان تربية أولادهما. ماذا يعني هذا؟ التعلم على السير. حيث توجد الصلابة لا مكان للانسانية، وحيث لا توجد إنسانية، المسيح لا يمكنه الدخول. يجد الأبواب مغلقة. دراما الإنغلاق تبدأ في جذور صلبة والمربي الفعلي هو الذي يكون سيد المخاطر ولكن بطريقة عقلانية، بطبيعة الحال".
اضاف: "وحدها التربية الرسولية تستطيع الدخول إلى القلوب. يجب أن يكون لديكم حس المخاطرة مع العلم بأننا كلنا عرضة للخطأ. ولكن ما يجعلنا أقوياء، حتى في نظر الاشخاص الذين نربيهم او نلتقي بهم، هو ضعفنا وهشاشتنا وأصالتنا، وكلها لا تختبىء وراء قناع مخططاتنا وأدوارنا وصلابتنا، لأن قوتنا تنبع من ربنا الذي، لا يطلب منا أن نكون كاملين ولكن فقط أن نحب بعضنا بعضا، وأن نرحب بنعمة الرحمة في أنفسنا من أجل ان نعيد اعطاءها للآخرين مجانا: "رحماء كالآب " هذه هي كلمات اليوبيل".
مطر
وقبيل تسليمه شهادات التخرج مع ضيف الجامعة ورئيسها وأمينها العام الدكتور أنطوان سعد وعمداء الكليات، ألقى مطر كلمة هنأ فيها الخريجين على نجاحهم ودعاهم ليؤمنوا بالله وبوطنهم، وقال: "كما تعلمون أيها الأصدقاء، ان كنتم من اللبنانيين او الأجانب ان لجامعة الحكمة ميزة خاصة بها، وجدت منذ اليوم الأول لتأسيسها وحتى اليوم. فجميع الطلاب يتلقون المعاملة نفسها بالترحيب والإنفتاح، إن كانوا من المسيحيين او المسلمين. نحن هنا نعامل بعضنا البعض بإخوة واحترام تام، حيث الإحترام والتقدير هما اساس كل العلاقات. وتتمنى عائلة الحكمة ان تنتشر هذه الروحية بين جميع المؤمنين في العالم وبين جميع شعوب هذه المنطقة.
اضاف: "من خلال هذه الخصوصية التي تميز الحكمة، أتوجه اليكم، أيها الخريجون الأعزاء، قائلا لكم: لقد تابعتم دروسكم في جامعة الحكمة والتي هيأتكم للانخراط في الحياة العملانية والتي تؤدي الى اتخاذ قرارات قد يكون لها تأثير على الوطن ككل. لن أردد عليكم ما تشعرون به بداخلكم. تلميذ الحكمة لا يترك ابدا الحكمة لأنه يحملها معه، في قلبه، فروح الحكمة تسكنه وترافقه طوال حياته. وهنا أود أن الفت انتباهكم الى أن هذه الروح، روح المحبة والانفتاح والمشاركة واحترام الأخر تثبت لبنان برسالته التاريخية والتي ألقى الضوء عليها القديس البابا يوحنا بولس الثاني "لبنان هو رسالة حرية وتعايش للشرق والغرب معا". وهذه الروح هي وحدها يمكنها ان تلهم جيراننا في سوريا والعراق وتركيا وايران ودول الخليج ومصر للسعي لإحلال السلام الداخلي لكل دولة وإحلال السلام الإقليمي والعالمي. وأتمنى أن تتمكن هذه الروح من العمل بقوة الحب الموجود في جميع القلوب من دون استثناء".
وختم: "أما أنتم ايها الطلاب والطالبات الذين تخرجون الى الحياة بكل تعقيداتها، فاحملوا هذه الروح معكم التي ستعطيكم الحكمة والإلهام. كل فرد منكم سيبني حياته ويؤسس لمستقبله، لكنكم جميعا ونحن معكم، علينا واجب اعادة بناء بلدنا ويجب إيجاد السبل لخلاص منطقتنا في ظل حضارة علينا ان نطورها ونعلمها للجميع وخدمة ملكوت الله حتى الكمال. ليرافقكم الله، واتركوه يقودكم بيده، على دروب الحياة، ومن خلال نعم الرب ستنجحون وتنتصرون".