مراد في حفل تخريج طلاب اللبنانية الدولية: لوحدة تربوية عربية
اعتبر رئيس الجامعة اللبنانية الدولية الوزير السابق عبد الرحيم مراد "ان الموارد البشرية هي فرس الرهان الى الغد الافضل وإن تقدم الامم والشعوب، انما يقاس بمدى الغنى والفقر في هذه الموارد، التي تقدمت على الموارد الطبيعية، وعلى رأس المال، على أهمية كل منهما، والدراسات الاخيرة تقول بأن عناصر الانتاج الثلاثة: وهي المواد الأولية ورأس المال والموارد البشرية، تسابقت بأهميتها كالتالي:
لقد كان لعنصر المواد الأولية، الأهمية الاولى في القرن التاسع عشر، فكان السبق لمن يعرف كيف بستخدمه، ثم تحول الامر في القرن العشرين فاصبحت الاولوية لمن يمتلك ويسيطر على رأس المال، اما في القرن الواحد والعشرين فقد احتلت الموارد البشرية المواقع الاولى وهذا ما اثبتته ثورة التكنولوجيا والاتصالات، التي يزداد نموها بين لحظة وأخرى، والتي يرى العالم اننا ما نزال في بدايتها أو مقدماتها، وانه مطلوب منا كأمة ان نكون على مستوى تطورها، اذا اردنا ان نكون من اهل العصر وفي قلبه لا على هامشه، واذا عملنا على ان نستحق الانتساب اليه، يجب ان نعمل على التحول من مستهلكين للمعرفة والعلم والتكنولوجيا، إلى مبدعين فيها، وان يكون حظ هذا الجيل افضل من حظ جيلنا، في بناء ذاته، وتحمل مسؤوليته، والارتقاء بوطنه ومجتمعه، بان يحسن توظيف الفرص المتاحة له، ويقبل التحدي، ويواجه الحياة بأمضى سلاح، أعني سلاح العلم والابداع فيه".
ورأى خلال رعايته حفل تخريج طلاب الجامعة اللبنانية الدولية فرع طرابلس وعكار في طرابلس "ان العالم يتجه اليوم بحكم ثورة التكنولوجيا والمعلوماتية، الى تعليم الطلاب وتدريبهم على وظائف لم توجد حتى الان، وانما يتوقعون وجودها، بسبب السرعة الهائلة في تطور الاتصالات وفي التطور العلمي الذي يسبق الخيال، الامر الذي يضاعف من مسؤولية القيمين على التربية والتعليم في اي مكان من وطننا العربي، ويجعلهم مطالبين بتطوير البرامج والمناهج، بما يسمح لابنائنا وبناتنا من الطلاب والطالبات، بان يطلعوا على كل جديد، وان يكونوا متمكنين من مواكبة الحداثة، وان لا يفوتهم هذا العصر العلمي المبهر، كما فاتتنا العصور السابقة ، وهذا يتطلب الكثير من الجهود، لتحديث كل شيئ في مناهجنا ومدارسنا وجامعاتنا، وان نستثمر في الابحاث العلمية المعمقة، وفي التجارب والمختبرات الهادفة، وان نسمح لاصحاب الملكات والمواهب، بان يثبتوا ذواتهم، ويشبعوا نهمهم الى التجديد والابتكار، ومن هذه النقطة، اخاطب كوكبة الخريجين اليوم، ليكونوا عند حسن ظن اهلهم ووطنهم، باعتبارهم رجال الغد، واصحاب المستقبل الواعد، والمعنيين بتعويض التقصير والنقص، الذي نعاني منه اليوم في شؤون حياتنا، وادارة مجتمعاتنا العربية ، وبناء دولنا" .
وقال مراد "نحن في مؤسساتنا مؤسسات الغد الأفضل التي انطلقت سنة 1978 في لبنان رافعة شعار : ان الله يحب من احدكم اذا عمل عملا ان يتقنه. ومتدرج في السلم التعليمي من الحضانة إلى الجامعة، وجامعة بين التعليم الأكاديمي العام، والتعليم المهني والتقني، والتعليم العالي، مع اهتمام خاص بالرعاية الاجتماعية التربوية، ممثلة بدار الحنان للأيتام، التي تتعهد بين جنباتها في كل عام دراسي، سبع مئة وخمسين تلميذة وتلميذا، ممن فقدوا الأب أو الأم أو الاثنين، حيث تقدم لهم الدار بلا اي مقابل، التعليم والغذاء والكساء والمأوى، اضافة إلى الرعاية الصحية الكاملة في الدار وفي المستشفيات عند الحاجة، في نظام تربوي داخلي متكامل، يتيح للجميع، فرصة المرور بمراحل التعليم كلها، كتى نهاية الاختصاص الجامعي".
اضاف : "كانت الجامعة اللبنانية الدولية، إطلالتنا على التعليم العالي، في اختصاصات: الصيدلة والهندسة والإدارة والتربية والعلوم والفنون، والتي سرعان ما انتشرت في جميع محافظات لبنان، من خلال فروعها التسعة، ثم امتدت إلى الوطن العربي، بفروعها في موريتانيا /نواكشوط/ واليمن /صنعاء وتعز وعدن/ والسودان والمغرب، وفي السنغال حيث لدينا كلية طب متميزة، بالتعاون مع جامعة السنغال الرسمية، مع موافقات مبدئية لفروع في مصر والسعودية والعراق وسوريا، وفي رومانيا والبرازيل ودول أخرى، خدمة للانتشار اللبناني والعربي".
وتابع : "وكنا منذ البدء أمام خيار واحد هو: إما النجاح وإما النجاح، وكذلك كنا حريصين على أن لا نكون مجرد إضافة عددية إلى ما هو قائم، وإنما حققنا الإضافة النوعية في هذا المجال، وهو ما تشهد عليه نتائج مدارسنا في الشهادات الرسمية، ونتائج جامعتنا في الامتحانات المؤّهلة لمزاولة المهنة، (الكولوكيوم) في الصيدلة وعلوم التغذية والعلوم المخبرية، إضافة إلى الإنجازات العلمية، كصناعة الحوامة والغواصة والحفارة، والعديد من الانجازات والبحوث العلمية وإنَّنا من خلال هذا الامتداد والاتساع محليا وعربيا ودوليا ، نحاول أن نؤكد على المقولة الشهيرة : هم رجال ونحن رجال . ونحاول ان نساهم بالوصول إلى وحدة تربوية عربية، يمكن أن تساعد بالوصول إلى وحدة عربية عامة، لأننا بالتربية والتعليم نبني الإنسان، ونقلص الفجوة العلمية والمعرفية، بيننا وبين الأمم المتقدمة، ونعمل على أن لا يفوتنا عصر التكنولوجيا والمعلوماتية، كما فاتتنا العصور الأخرى، كعصر البخار وعصر الكهرباء، وعصر النهضة الصناعية".
وختم: "في الوقت الذي نحتفل فيه اليوم، بهذا الفوج من طلبة العلم، لا ننسى وضعنا العربي المأزوم، والمرحلة الحرجة والدقيقة، التي تمر بها أمتنا العربية، التي تتعرض اليوم لمؤامرة مبرمجة شرسة، تستهدفها في تاريخها، وتراثها، وحضارتها، وحتى في وجودها ومصيرها، وأصبح الحديث اليوم في الإعلام عن إعادة النظر في سايكس بيكو، اي اعادة النظر في الكينونة العربية نفسها، والعمل على تجزئة المجزأ، وتمزيق الممزَّق، في وقت يتحول فيه العالم إلى دول قارية، تحمي مصالحها، وتبني أوطانها، لذلك يجب أن يكون للدول العربية مجتمعة، وقفة مع النفس، وعمل جاد ونشيط لوحدة الصف العربي، حماية لما تبقى، وحرصا على وحدة المصلحة العربية وعلى قضاياها العادلة، التي مازالت فلسطين على رأسها، والتي ستبقى مهما طال الاستيطان، عربية عربية، لن يتم التخلي عنها، ولن تتم مصادرة حقوق الشعب الفلسطيني والشعب العربي باسترجاعها وعودة اللاجئين اليها" .