الرئيس الجديد ل"الاميركية" في افتتاح العام الجامعي: سنوفر لكم بيئة تحلقون فيها من دون خوف
أقامت الجامعة الأميركية في بيروت، احتفالا رسميا بافتتاح العام الدراسي الجديد، في قاعة الإحتفالات الكبرى "الاسمبلي هول"، بدأ بدخول موكب رسمي من أعضاء هيئة التدريس وعمداء الكليات وأعضاء مجلس الأمناء.
خوري
وألقى الرئيس الجديد للجامعة الدكتور فضلو خوري كلمة بعنوان: "تعلم التحليق من دون شبكة أمان"، سلط فيها الضوء على " خاطب فيها الطلاب الذين اكتظت بهم القاعة، أن الجامعة "سوف تطور وترعرع ثقافة تسمح بالسعي لتحقيق الامتياز من دون قيود الخوف من الفشل، وذلك في تطبيق لثقافة قوامها المعرفة والتعليم بمجازفة عالية وقدر كبير من المكافأة والتعلم من الأخطاء التي ترتكب بحسن نية".
وسلط الضوء على "أهمية خلق بيئة تشجع الطلاب على التفكير من خارج الأطر التقليدية، من دون خشية من أن يحاكموا على ذلك". وأعطى ثلاثة أمثلة من تجارب فنان جوي وعالم وراثة ومن تجربته الشخصية هو، وأظهرت كيف أن البيئة المناسبة من شأنها أن تشجع الأفراد على استكشاف مجالات لم تستكشف من قبل، من أجل خلق معارف جديدة أو تحدي الأطر التقليدية".
وقال: "في الأمثلة الثلاثة، لو لم تكن البيئة الملائمة موجودة لكان الفنان الجوي وعالم الوراثة والدكتور خوري نفسه قد تعرضوا للسخرية أو النبذ، وبالتالي لمنعوا من المساهمة بشكل إيجابي في تقدم البشرية".
اضاف: "ان الثلاثة نجحوا لأنهم كانوا مطلعين على أدوار نمطية يقتدون بها وسمح لهم بالاختبار من دون وجل. هذه هي بالضبط المزايا التي يريد طلابنا أن يجدوها لدينا، كمجتمع علماء وهيئة تعليمية وموظفين وخريجين وأمناء. إنهم يبحثون عن أشخاص يقتدون بهم. يبحثون عن مجازفين من دون إطلاق الأحكام. يتطلعون إلينا كي يتعلموا التحليق من دون شبكة أمان. هنا سيتعلم الطلاب كيف يبسطون أجنحتهم، من دون الخوف من الانتقام أو الأحكام غير المتزنة، كما تعلمنا عندما كنا نحن أنفسنا طلابا هنا وفي أماكن أخرى".
وأعطى أيضا مثالا من الثقافة العربية والشعر العربي الجاهلي، وقال: "هو امرؤ القيس الذي قال أنه ابتكر نوعا شعريا خاصا به، وتعلم هو أيضا كيف يحلق من دون شبكة أمان، لكن تلك الشبكة انتزِعت منه لدى مقتل والده على أيدي قبيلة بني أسد المعادية. وقال، في حالته، ظهرت عبقريته بحكم الظروف القاهرة وهو خيار لا نفضله".
وخاطب الأساتذة والموظفين: "في ما تعملون مع طلابنا الرائعين الذين جاؤوا إلى هنا من أكثر من 60 بلدا كي يتعلموا كيف يحلقون من دون شبكة أمان، أطلب منكم أن تفكروا في المسارين المختلفين لهذا النوع من العبقرية ذات الثقافة المضادة والتي تتحدى الأعراف التقليدية. إنها ثقافة التشجيع والدعم في مواجهة الظروف القاهرة والتطرف. أعلم أنكم ستكرسون طاقاتكم الرائعة من أجل صقل الثقافة الأولى والتصدي للثقافة الثانية. لأنني على يقين من أنه في هذه الواحة من التعاون والزمالة والإبداع تكمن النواة التي سيخرج منها اختصاصيون في علم الجينيات أو شعراء عظماء أو فنانون يسيرون على الحبال العالية في المستقبل. علينا في الواقع أن نجسد تلك المثل العليا، كي نحفز طلابنا ليجدوا اليوم حلولا للغد، في مجتمعٍ وبلد وعالم يصرخ مطالبا بإلحاح بتلك الحلول؛ بسلمية إنما بإلحاح". بعدها توقف مطولا للتحدث مع الطلاب وأصغى إليهم.
وتسلم الدكتور فضلو خوري في مطلع الشهر الحالي منصبه كالرئيس السادس عشر للجامعة الأميركية في بيروت، وهو أول لبناني يتقلد هذا المنصب.
وقبل انضمامه إلى الجامعة كان الدكتور خوري أستاذا في دائرة أمراض الدم وطب السرطان في كلية الطب في جامعة إيموري في الولايات المتحدة ورئيسا للدائرة، وأستاذ "كرسي روبرتو سي غوازويتا" في الدائرة والعميد المشارك التنفيذي للأبحاث في الكلية ونائب مدير معهد وينشب للسرطان في جامعة إيموري.
وتسجل ما يقارب 2040 طالبا جديدا في الجامعة هذا العام، 21 % منهم من خارج لبنان، وانضم كذلك الى الجسم التعليمي 40 أستاذا جديدا.