معظم الجامعات الحديثة في لبنان تتبع اللغة الانكليزية في التدريس تراجع الفرنسية امام الانكليزية كلغة تدريس في الجامعات

كلغة تدريس، أما الجامعات القليلة العدد التي ما زالت تدرّس بالفرنسية فهي في الغالب الجامعات التقليدية وفي مقدمها الجامعة اليسوعية والجامعة اللبنانية والجامعة الأنطونية وجامعة الحكمة وجامعة الروح القدس. إلا أن الأخيرة أخذت تدريجياً إدخال الانكليزية لغة تدريس في عدد من الاختصاصات وفي كل سنة تدرج أحد الاختصاصات ضمن قائمة التدريس بالانكليزية.

ما زالت الجامعة اليسوعية في بيروت (لها فروع في بعض المحافظات) وهي جامعة فرنسية أساساً وتعطي دروسها باللغة الفرنسية، تستقطب عدداً كبيراً من الطلاب اللبنانيين الذين يودون المحافظة على لغتهم الفرنسية في الدراسة الجامعية.

رعاية فرنسية

الفرنسيون ما زالوا يدعمون الثقافة في لبنان من خلال رعايتهم للجامعة اليسوعية ومراكز ثقافية منتشرة في كافة المحافظات إضافة إلى دعمهم للمدارس العلمانية الفرنسية ذات المستوى العالي في التعليم إلى جانب بعض الدعم للمدارس الأخرى الكاثوليكية وغيرها.

يفخر الفرنسيون أن لبنان أول بلد في العالم بعد فرنسا يعتمد المناهج الفرنسية وينال 1700 طالب شهادة الباكالوريا الفرنسية في نهاية كل عام دراسي. إلا أن أنصار اللغة الفرنسية في لبنان لا يخفون تخوّفهم من الهجمة الجامعية نحو اللغة الانكليزية.

التدريس بالانكليزية له أسبابه!

تنامي التدريس باللغة الانكليزية في لبنان يتصاعد بصورة منهجية، حتى أن أهالي الطلاب يشجعون أبناءهم التحول من الفرنسية إلى الانكليزية عند بدئهم الدراسة الجامعية، مبررين ذلك بأن سوق العمل في البلاد العربية يفرض هذا الأمر. أيضاً ينحو بعض طلاب المدارس المتدنية المستوى باللغة الفرنسية، نحو التخصص في جامعات تعتمد الانكليزية، وهو بمثابة هروب من أعباء اللغة الفرنسية التي لا يجيدونها فيجدون ضالتهم بالانكليزية لسهولة دراستها، إضافة الى أنه إذا خضع الطالب لدورة لغة إنكليزية في إحدى الجامعات، وبذل جهده بدراستها فإنه يؤمن دخوله الجامعة دون الخضوع لامتحان لغوي مثل TOEFL أو SAT وهكذا تكون الجامعة قد أمنت له مقعداً جامعياً واختصاصاً أكيداً وهذا ما يرغب الطالب وأهله بأن يكون مقبولاً بإحدى الجامعات والباقي على همة الطالب والجامعة!

هناك فرضية لدى عامة الناس بأن العلوم والمراجع والأبحاث والكتب المتطورة كلها تصدر بالانكليزية ومن الولايات المتحدة في الغالب، فلماذا إذاً التعب والدراسة بلغةٍ لم تعد على المستوى المتقدم من حيث المعرفة والتطور العلمي؛ حتى أن المجلات العلميّة في فرنسا بالذات لم تعد تقوم بترجمة المقالات العلمية الصادرة والمنشورة بالانكليزية سواء في الولايات المتحدة أو في إنكلترا بل أصبحت تنشرها كما هي وبدون ترجمة، أي بالانكليزية، حيث أن الوقت يداهم المترجمين نظراً لغزارة ووفرة المادة العلمية القادمة يومياً وعدم قدرتهم على مواكبة هذا الكم الكبير اليومي من المعلومات والذي يحتاج للترجمة، الأمر الذي أقلق المهتمين بدور الفرنسية كلغة عالمية فأنشأوا جمعيات للدفاع عنها بوجه الغزو الثقافي المتمثل بالانكليزية والذي يشكل خطراً على لغة فرنسا والإرث التاريخي والحضاري للشعب الفرنسي. يقول البعض بأن الفرنسية لن تختفي من لبنان فهي متجزرة فيه من خلال موقعه الفرنكوفوني وإن الطلاب الذين يتحولون إلى الانكليزية في المرحلة الجامعية إنما يستمرون بالتحدّث بالفرنسية وهذا ما يشكل لهم غنى وتنوعاً ثقافياً.

المواقع الالكترونية إنكليزية اللغة 

هناك واقع يفرض ذاته أيضاً وهو أن غالبية المواقع الالكترونية هي بالانكليزية وكافة المراسلات والـ chat يتمّ بالانكليزية وغالباً ما لا تراعي أصول وقواعد اللغة حيث أنها تكون مليئة بالأخطاء اللغوية والاملائية...

 

سوق العمل والعولمة يفرضان الانكليزية للدراسة 

لا ينكر احد من المتحمسين للغة الفرنسية بأن سوق العمل في لبنان والبلاد العربية يفضل من يتقن الانكليزية كتابةً وتخاطباً وذلك بسبب الروابط العلمية والاقتصادية والادارية والانتاجية والسياحية بهذه اللغة. يعزو بعض الدارسين والباحثين بشأن تراجع اللغة الفرنسية عالمياً إلى العولمة وما فرضته من إستعمال للانكليزية بسبب إنتشارها الواسع في كافة أقطار العالم، وحاجة الشعوب للتكلم بها إنطلاقاً من واقع إقتصادي إنتاجي ذي صلة بالشركات العالمية العابرة للقوميات Multinational Firms والتي تعتمد الانكليزية إدارياً وإنتاجياً وتسويقاً.

لبنان ميزة لغوية 

ميزة لبنان بتعدد اللغات التي يتقنها أهله وهي ميزة يُحسد عليها مواطنوه ومرده إلى وجود مدارس وجامعات لها ثقلها التعليمي وريادتها في عالم المعرفة والثقافة والتعليم. فلا ضرر إن أتقن طلابه ثلاث لغات وأكثر فهذا ما يساعد في فتح آفاق أوسع وقدرة أشمل على بناء علاقات إقتصادية وتجارية وعلمية مع الخارج الأمر الذي له منافع جمّة على مجتمع ينحو نحو التقدم والازدهار.

تشكّل المدارس التي تعتمد اللغة الفرنسية لغة ثانية في التدريس نحو % 60  من مدارس لبنان.

%40 من اللبنانيين يتقن الفرنسية بشكلٍ جيد أو أقل جودة.

%3 يتكلم ثلاث لغات بصورة جيدة أو أقل جودة.

%6 من الشباب العامل يتحدث الفرنسية بشكل جيد

% 5,37 يتحدثون الانكليزية بشكل جيد