مؤتمر حوكمة الشركات في جامعة الكسليك

وحضر الافتتاح إلى الوزير حكيم، رئيس الجامعة الأب الدكتور هادي محفوظ وأعضاء مجلس الجامعة وحشد من الباحثين والأكاديميين والاقتصاديين المشاركين في المؤتمر الذي سينعقد على مدى يومين، الآتين بلدان عدّة عربية وأجنبية. يحشوشي بداية النشيد الوطني، ثم كلمة الدكتورة ليا يحشوشي، رئيسة قسم العلاقات الدولية في كلية إدارة الأعمال في جامعة الروح القدس اعتبرت فيها "أنه بعد نجاح كلّ من مؤتمري "الأزمات والحوكمة والعولمة" و"ريادة الأعمال بشكل مسؤول" في العام 2012، تتشرف جامعة الروح القدس بمناقشة الحوكمة من منظور الأخلاق والثقافة والمواطَنة. فها نحن هنا نعقد 8 طاولات مستديرة تجمع أكثر من 50 متحدثًا مع شركاء أكاديميين مرموقين محاولين أن نتذكّر دائمًا أنّ المجتمعات تزول من دون الأخلاق المدنية، ولكن، من دون الأخلاق الفردية تفقد المجتمعات قيمتها". أبو عرابي ثم تحدث الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، الأردن البروفسور سلطان أبو عرابي مقدّمًا لمحة عن الاتحاد الذي يضم 270 جامعة من 22 بلد عربي. كما تطرّق إلى الضعف العام في الأبحاث العلمية في العالم العربي، "وهذا ما نعطيه الأهمية الكبرى في الاتحاد". وأشار إلى أنه "في عصر التكنولوجيا والعولمة، تؤدي مؤسسات التعليم العالي دورًا أساسًا في تزويد الأمة بقادتها ونخبتها وتعزيز التنمية الفكرية وتحقيق الاكتشافات والابتكارات فضلاً عن إنشاء مدارس للفكر والتوجهات الفنية والاجتماعية التي تنمّي مجتمع المعرفة بشكل مباشر". وأضاف: "هناك علاقات وثيقة بين عالمي التعليم والأعمال حيث تكون الجامعات معنية بخلق فرص عمل وفق حاجات السوق. لذلك، إنّه من المهمّ بالنسبة إلى جميع مؤسسات التعليم العالي أن تعمل معًا لتنسيق أهدافها بغية وضع استراتيجية فعالة لتطوير الجامعات والتعليم العالي. وعليها أن تأخذ بالاعتبار أيضًا التقدّم العالمي المتسارع". علاوي أما الرئيس التنفيذي لغلوبال انتاليجانس بارتنيرز، المغرب عبد المالك علاوي فنوّه بأهمية الموضوع الذي يعالجه المؤتمر، خصوصًا وأن العالم يشهد حاليّا تغيّرات كبيرة. وتحدث عن بعض المفاهيم والقناعات والمعضلات في عالم الشركات، معتبرًا أن بعض الشركات على الرغم من أنها تشهد نمواً بطيئًا، فهي تحافظ على الإدارة الحسنة والأخلاقيات إلى جانب مراعاة القوانين والمعايير الدولية. وتحدث عن المنافسة في هذا الإطار، معتبرًا أن هناك العديد من المنافسين الذين لا يحترمون هذه القواعد، وهذا المعضلة ستعالج في جلسات المؤتمر. كما أكد "أن بعض الشركات استطاعت تخطي هذا الأمر من خلال توليها لأعمالها من أسفل القاعدة إلى أعلاها، عبر تعزيز قدرات الكوادر ومواهب المسؤولين فيها". وحضّ العالم الأكاديمي على مساعدة الشركات خصوصًا وأن هذا الموضوع هو دقيق جدًّا. أبوغزاله وتحدث مؤسس ورئيس مجموعة طلال أبوغزاله، الأردن الدكتور طلال أبوغزاله عن المسؤولية الاجتماعية معتبرًا أنها "تجسيد لعلاقة الشراكة للشركة الصالحة والمواطن الصالح مع المجتمع. هي نتائج ادراك الفرد والشركة بفضل المجتمع والتعبير عن الامتنان لذلك الفضل... والمسؤولية الاجتماعية هي إحدى أدوات التوازن الاقتصادي في المجتمع بل أنها نشأت لهذا الغرض. وقد قال فرانكلين روزفيلت: "انني أؤمن أنه ما دام هنالك خير كثير فان الفقر شر كبير". وأضاف : "هذا المفهوم كان وراء إقامة الاتفاق العالمي للأمم المتحدة عام 2000 (UN Compact Global) الذي تشرّفت بأن كنت أحد مؤسسيه وعملت نائبا لرئيسه آنذاك أمين عام الأمم المتحدة السيد كوفي عنان وبعده نائباً للسيد بان كي مون، والذي نصت مبادئه العشرة على ما يلي: يتعين على المؤسسات التجارية دعم حماية حقوق الانسان المعلنة دوليًا واحترامها. يتعين عليها التأكد من أنها ليست ضالعة في انتهاكات حقوق الانسان. يتعين على المؤسسات التجارية احترام حرية تكوين الجمعيات والاعتراف الفعلي بالحق في المسائلة الجماعية. يتعين عليها القضاء على جميع اشكال السخرة والعمل الجبري. يتعين عليها الالغاء الفعلي لعمل الأطفال. يتعين عليها القضاء على التمييز في مجال التوظيف والمهن. يتعين على المؤسسات التجارية التشجيع على اتباع نهج احترازي إزاء جميع التحديات البيئية. يتعين عليها الاضطلاع بمادرات لتوسيع نطاق المسؤولية البيئية. يتعين عليها التشجيع على تطوير التكنولوجيا غير الضارة بالبيئة ونشرها. يتعين على المؤسسات التجارية مكافحة الفساد بكل اشكاله، بما فيها الابتزاز والرشوة. ولفت إلى أنه "لقد ساهمنا في انشاء مراكز للاتفاق العالمي للأمم المتحدة في القاهرة وعمان ودمشق" ، داعيًا جامعة الروح القدس لإنشائه في لبنان. عازوري ثم ألقى عميد كلية إدارة الأعمال في جامعة الروح القدس البروفسور نعمه عازوري الذي تساءل: "ماذا نعطي وماذا ننتظر بالمقابل؟ معتبرًا "أن هذا طرح دائم ولا يمكننا أن نجد إجابة موحدة له. غير أنّ الإجابة سهلة، لا بل سهلة جدًا: الثقة تولّد الثقة وتؤدي إلى الأمل والاحترام والعلاقات الوثيقة والطويلة الأمد". وأكد "أنه انطلاقًا من وجهة النظر هذه، "تنتظر" الشركات التي تعتمد هذه المبادئ مجتمعًا جيدًا قادرًا على تحقيق تطلّعاته الخاصة بنفسه".

 1KM1576

وأكد أنه "ومن واجباتنا ككلية إدارة أعمال أن نثقّف القادة القادرين على تزويد السوق والمجتمع بالأعمال المهنية والاخلاقية والمسؤولة. وطلّابنا هم البذور التي ينبغي زرعها بالشكل الصحيح من أجل أن تنمو وتزدهر". الأب محفوظ وأعرب رئيس جامعة الروح القدس - الكسليك الأب الدكتور هادي محفوظ عن فخر الجامعة في إطلاق هذا الاجتماع الدولي "الذي يتطرّق إلى مبدأ حوكمة الشركات عبر الأخلاقيات والثقافة والمواطنة، إذ إنّه يعالج كمًّا هائلاً من القوانين الخاصّة بالشركات، بما يشمل تلك المعروفة وغير المعروفة". وقال :"أيّها العلماء والأكاديميون، يعود الأمر لكم لإدراك كيفيّة التوفيق بين هذه القوانين لخدمة المجتمع وتمكينه، تحت مظلّة الأخلاقيات. إنّي أدرك تماماً أنّكم ستبحثون في الأيّام المقبلة في مواضيع الحوكمة من منظار مختلف، وتقوموا بتحليل المبادىء القديمة، والنزعات الجديدة وأفضل الممارسات. كما أنّي أعلم جيّداً أنّ هدفكم الأسمى يقضي بنشر التوعية حول الأخلاقيات التي يجب أن ترسم عالم الحوكمة في العالم بشكل عام". وفي الختام شكر الأب محفوظ الرئيس سليمان على رعايته المؤتمر، منوّهًا بالجهود الحثيثة التي بذلها العميد البروفسور نعمة عازوري والفريق العامل معه، ومرّحّبًا بجميع المتعاونين في التنظيم والمشاركين. الوزير حكيم وألقى ممثل رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان وزير الإقتصاد والتجارة آلان حكيم كلمة اعتبر فيها "أن هذا المنتدى الدولي يجمع نخبة كبيرة من الشخصيات الاقتصادية والأكاديمية من مختلف القارات العالم للتداول بموضوع الحوكمة الإدارية من معايير مختلفة تتعلق بالقيم الأخلاقية والثقافية والمواطنة". ونوّه في هذه المناسبة بالدور الرائد الذي تلعبه جامعة الروح القدس - الكسليك في طرح مواضيع ذات طابع استراتيجي يدمج ما بين البحث العلمي المتطور والتطبيق العلمي الواقعي". وقال: "شهد العالم خلال الأعوام العشرة الماضية الكثير من الأزمات الاقتصادية والمالية شملت العديد من البلدان المتقدمة. الأمر الذي دفع بالاقتصاديين والمشرعين القانونيين إلى طرح العديد من الاسئلة حول النظم الاقتصادية المتبعة والقوانين المالية والادارية التي يعمل على اساسها المجتمع الاقتصادي المتحضر. أسئلة تتناول القناعات والمبادئ التي تطلب مراجعة عميقة تدور حول الأولويات الوطنية والنظم التربوية واندماج الثقافات والحضارات وأبعاد التطور الإلكتروني والضغط الاجتماعي". وأضاف: "في ظل العولمة وتوسع حجم الشركات بشكل عام، نجد أنفسنا اليوم أمام واقع جديد يحتم على مجتمع الأعمال، العالمي كما المحلي، تغيير مفهوم إدارة وتشغيل المؤسسات العامة والخاصة الأمر الذي أصبح ضروريا على هذه المؤسسات، العامة بالأخص، من أجل تامين نموّها واستمراريتها، وبناء سياساتها التشغيلية على مبادئ ترعى المكوّنات الثقافية والاجتماعية والتربوية، بالإضافة إلى الأهداف الاقتصادية والتجارية مع اعتماد مبدأ الشفافية بناء على التآزر الهادف إلى خلق قيمة مضافة للعمل المؤسساتي". وتابع :"هذا الواقع يجب أن يرتسم بتطبيق سياسة المسؤولية الاجتماعية للشركات وبإنشاء مرصد للقيم الأخلاقية لتحديد أطر العمل فيها، وبحماية المستهلك. كل ذلك من خلال تنمية الضمير الاجتماعي للمؤسسات التي من واجبها أيضًا لعب دور القدوة في مجتمعها عبر أصول التواصل الدائم مع مكوّناته. فبذلك تلبّي حاجات المجتمع بما فيه توقّعات المستهلك وتؤمن التنمية المستدامة من أجل بناء مجتمع أفضل..." وأكد :"مواضيع كثيرة ومهمة هي رهن مبادرات وخطوات فعّالة كالتي يجسدّها هذا المنتدى المنطلق من جامعة الرةح القدس - الكسليك الكريمة والتي هي خير مثال عن المؤسسات المساهمة في بناء وتطوير المجتمع. وإننا نتطلع باهتمام كبير على التوصيات التي ستصدر عنه، بهدف جعلها ادوات علمية في يد المسؤولين ورجال الأعمال والمجتمع المدني لتساعد كلًا منهم في مجاله وموقعه في صنع القرار المجدي ولتساهم في وضع الخطط الاستراتيجية للإصلاح بشكل علمي ومدروس". وختم الوزير حكيم: "أسئلة كثيرة متداخلة ومترابطة، نأمل من منتدى اليوم الإضاءة العلمية على جوانب عدّة منها ونتطلع إلى نتائج الدراسات لكي تزودنا بالإجابات على هذه التساؤلات"، متمنيًا لهذا المنتدى النجاح والتوفيق ولجامعة الروح القدس دوام التقدّم والازدهار. دروع تقديرية واختتمت الجلسة الافتتاحية بتقديم درع تقديرية لكل من محمد خماس، الرئيس والمدير التنفيذي ل "أهلي غولدن غروب" استلمتها بالنيابة عنه لينا حوراني، والبروفسور جاك روجو، أستاذ في جامعة بانتيون-أساس باريس2، فرنسا، والأستاذ جان-ماري بيريتّي، أستاذ فيESSEC BUSINESS SCHOOL ، فرنسا والبروفسور طيّب حفصي، أستاذ في جامعة HEC ، مونتريال، كندا. الجلسات ثم انعقدت جلسات اليوم الأول من المؤتمر. وتناولت الجلسة الأولى موضوع " هل هناك أهمية لحوكمة الشركات والأخلاقيات؟ وتركزت الجلسة الثانية على المواطنية في خضم تحديات الزمان والمكان. فيما انعقدت الجلسة الثالثة بعنوان: "هل المجتمع الجيد هو كناية عن العمل الجيد؟" أما الجلسة الرابعة فتطرقت إلى "صراع البقاء في أوقات الأزمات الاقتصادية: توازن حاجات أصحاب المصالح." ودارت بالموازاة الجلسة الخامسة تحت عنوان: "السلطة، الثقافة والعولمة: مزيج من أجل مستقبل أفضل". وفي اليوم الثاني من المؤتمر ستنعقد الجلسة السادسة بعنوان: "الازدهار المشترك: هو توازن بين المجتمع الصحي والمجتمع الغني"، بالموازاة مع الجلسة السابعة المعنونة: "ثقافات العمل والعصرنة". أما الجلسة الأخيرة فتحمل عنوان:"أخلاقيات العمل: صورة مشوّهة".