اطلقت المؤتمر الثالث لنموذج جامعة الدول العربية LAU
ترأس الإحتفال الذي أقيم في "اوديتوريوم إروين هول" في حرم بيروت رئيس الجامعة الدكتور جوزف جبرا في حضور رئيسة "مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة" النائبة بهية الحريري وشارك فيه نائبة الرئيس لشؤون الطلاب اليز سالم، وعميد كلية الآداب والعلوم بالإنابة الدكتور نشأت منصور ورئيسة قسم التربية ريما باحوث والمدير التنفيذي لمكتب التواصل الخارجي والإلتزام المدني، مدير المشروع ايلي سميا. وحضر أيضاً كل من سفيرة هولندا هستر سومسن وسفير السودان الدكتور أحمد حسن والسكرتير الأول في سفارة رومانيا وممثلة عن السفارة البولندية، والقنصل الفخري للقنصلية الأيرلندية جورج سيام وأمين عام إتحاد المصارف العربية وسام فتوح والمستشارة الأولى لمكتب جامعة الدول العربية في لبنان ميساء سليمان ورئيس اللجنة التنفيذية لمركز دراسات الوحدة العربية الدكتور خيرالدين حسيب.
بداية النشيد الوطني، قبل أن تتولى منسقة البرنامج غنى حرب الترحيب بالحضور ليشاهد الجميع فيلما وثائقيا عن البرنامج ومراحله.
من جهته رحب الدكتور جبرا بالجميع وخصوصا بالطلاب وقال: "في هذه المناسبة العزيزة، وجوهكم الباسمة تؤكد لي بأن أنبل أمل في الحياة للانسان، بعد توفير المسكن والمأكل، إنما هو في توفير السلام والحرية له. وأساس هذين السلام والحرية يكمن في احترام القانون، وفي العمل بموجب الأنظمة التعاقدية بين البشر، بما يسمح لهم بحل الإختلافات بين آرائهم، بإتباع وسائل سلمية".
أضاف :"إن مجرد وجود مؤسسة، كجامعة الدول العربية في منطقة تتجاذبها النزاعات وتتخبط في دوامة العنف، توفر لنا مثالا وتجسيدا لما أقصد، خصوصا وأن المادة 5 من ميثاقها تمنع قطعا أي مسعى لحل الخلافات بالقوة بين الدول الأعضاء. مسرور أنا، لأن مؤسستنا (LAU) تستمر في تحمل هذه المسؤولية الجسيمة من خلال التزامها بزرع هذه القناعة في عقل وقلب شبابنا، ليكون أساسا راسخا لإقامة نظام تعاقدي يتناسب والعقد الإجتماعي الذي يسود مختلف المجتمعات الحضارية، والذي أسس لإطلاق حضارات كبيرة طبعت التاريخ الإنساني. من خلالكم أنتم نعمل، كلنا، لتعميم القدرة لديكم على حل النزاعات بالطرق السلمية، فتتمكنون من العيش بسلام في مجتمع واحد وتتمتعمون بالقدرة على تقبل الآخر وإن كان لا يذهب مذهبكم الفكري".
وتابع :"أذكركم أعزائي الطلاب، بأن هذا التصرف الراقي والرائع فعل فعله في تاريخ العالم العربي، حين كان معتمدا على إمتداد الأمبراطورية العربية، فازدهرت بسببه حضارة العرب في دمشق وبغداد والأندلس وسواها، وإعتبرت التعددية مصدر غنى لا مصدر خلاف أو نزاع".
وختم :"هذا هو إيماننا، وهذه هي رسالتنا كمؤسسة تعليم عالي، فنحن إلتزمنا على إمتداد مسيرتنا التي إنطلقت عام 1835، أن نوفر الفرصة لجميع الناس معا، وصون كرامتهم، وإعداد جيلنا الطالع وتحضيره للقيادة البناءة في منطقة تتعطش إلى القادة. أغتنم هذه الفرصة لأرحب بكم وأهنىء القيمين على هذا البرنامج، ولأجزم لكم، وبلا تردد، أن (LAU) ستظل موئلا ومركز إلتقاء لشبابنا، كما مصدر أمل يتولون زرعه، هم، في هذه المنطقة وأبعد.
الحريري
وتحدثت النائب بهية الحريري وقالت :"نلتقي اليوم في لحظة وطنية تختصر تاريخ هذا الشعب العظيم الذي لم يتخل يوما عن طموحه بأن يبني وطنا يليق بإنسانيته وبطاقات أبنائه وتمايزهم على الرغم من التحديات التي وضعت أمام هذه التجربة اللبنانية العظيمة على مدى 93 عاما، منذ إعلان لبنان الكبير حتى الآن، ولم تكن التحديات هي التصدي لقضايا المجتمع والدولة تنمية وتعليما وإعمارا وتقدما وازدهارا وانتشارا، لقد كانت التحديات مزدوجة، فحين كان يعمل اللبنانيون لتحقيق تلك الأهداف السامية كان لبنان يواجه حالات من الدمار والاقتتال والتهجير والاحتلال والانقسام والنزاعات البغيضة بين أبناء الوطن الواحد والعائلة الواحدة".
وتابعت :"قد يسأل سائل ما جدوى أن نطلق، وللعام الثالث على التوالي، هذه التجربة الاستثنائية التي يخوضها طلابنا في المرحلة الثانوية حول نموذج جامعة الدول العربية، في حين أن لبنان غارق في أزماته وتحدياته؟، أقول لهؤلاء إن لبنان وبعد عامين على استقلاله في العام ثلاثة وأربعين من القرن الماضي، كان له شرف أن يكون عضوا مؤسسا في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، ولقد جاء ذلك بندا ميثاقيا مستقلا في مقدمة الدستور اللبنان،. واننا نعتز أيضا بأن لبنان ساهم في صياغة الشرعة العالمية لحقوق الإنسان.
وختمت :"نريد من بناتنا وأبنائنا أن يتمسكوا بأحلامهم وطموحاتهم وثقتهم بأنفسهم وبوطنيتهم وبعروبتهم وبإنسانيتهم، وبقدرتهم على التعامل مع العلوم والنظم الحديثة وتقنياتها وبتمسكهم بمستقبل وطنهم وبناء دولتهم المدنية الحديثة التي تحترم حقوق الفرد على أساس شرعة حقوق الإنسان، وبأنهم سيحافظون على الدور المميز والتأسيسي للبنان في قيام جامعة الدول العربية وتطويرها وتفعيلها لكي تتماشى مع متطلبات شعوبنا وطموحات شاباتنا وشبابنا، وإنني اعتز بالشراكة مع الLAU التي تشرف على البرنامج النموذج بالتعاون مع المجلس الوطني للعلاقات العربية الأميركية".
ثم كانت كلمة سميا، تلتها كلمة الامين العام الطالب في كلية إدارة الأعمال علي سباعي.