احتفالية اللغة العربية واخواتها في القديس يوسف: لغة الإتصال والتواصل مع الآخر والحاضرة في كل المجالات
قدمت الإحتفالية رئيسة شعبة الترجمة الفورية في الجامعة اليسوعية السا يزبك شرباتي وقدمت كل من سارة صادر وسارة لطيف وسارة صالح مقطوعات موسيقية.
عويس
وألقى البروفسور عويس كلمة، اشار فيها الى اننا "نحتفل بالعربية واخواتها لان الاعياد لا تكتمل فرحتها إلا إن هي صارت موعدا يلتقي فيه الاحبة، ومساحة تضيء بينهم سعادة وحبورا. فاحتفالية هذا الصباح تتخلى عن العيون الباكية على العربية، والحناجر المزمجرة دفاعا عنها، والمواقف المشككة في اخواتها والحذرة منها. فالعيد، وإن كان عيدها، انما هو عيد اخواتها اللواتي لهن فيها ما لها هي فيهن. ولكم سعدت، عندما كنا نعد العدة لهذا النشاط، ان تقترح السيدة سلوى السنيورة بعاصيري بالا يقتصر العيد على الضاد فحسب، انما يأتي على وتيرتين تبدأ الاولى منهما هنا في كلية اللغات لجامعة القديس يوسف، وتليها الثانية في ليسيه عبد القادر، كأن عيد العربية هو عيد اللغات اجمعها، طالما انهن ينتسبن الى شجرة التواصل الواحدة بأغصانها وفروعها واوراقها. والعربية التي سكناها في الاهداب والشغاف، لا تصاب بحسد ولا تنحدر الى حضيض الغيظ إن اتتها لغة او سلمت عليها اخرى. فهي بما لها من اصالة ومن مرونة وليونة، قد تراها تارة تتوشح بوشاح، وتارة اخرى ترتدي بنطالا وقميصا، وتبوح ثالثة بهوى، وتسجد او تركع مصلية خاشعة، فهي لغة ايام الاسبوع السبعة بجمعتها وسبتها واحدها".
اضاف: "ولليسوعيين مع هذه السيدة الفاضلة والفتاة المغناج الحلوة الف قصة وقصة، فهم درسوها وعلموها وانشأوا لها القواميس، وهم وضعوا لها طرائق التعليم وحملوها معهم اينما حلوا، فليس من الغرابة ان يدير رئيس الجامعة الحلقة الاولى من لقائنا بعنوان "العربية على شفاههم وفي قلوبهم" مذكرا بوجوه كريمة من الآباء من امثال لويس بوزيه وميشال آلار، واندره دلفرني، وهنري فليش وغيرهم".
بعاصيري
من جهتها، قالت سلوى بعاصيري: "لغة مشتركة كان لها أن تجمع بين مؤسسة رفيق الحريري وجامعة القديس يوسف منذ ثلاثة عقود ونيف، قوامها بناء الكفايات المعرفية في لبنان وصولا الى تسكين مجتمع المعرفة في صروحه والمؤسسات. فكان تعاون وثيق في اطار اقامة جامعة تكنولوجية في مجمع كفركفالوس، ذلك المجمع الذي أراده الرئيس الشهيد رفيق الحريري صرحا معرفيا وتعليميا وصحيا رائدا متعدد الثقافات والخلفيات ومنطلقا لإعادة إعمار لبنان بعد سنوات من التقاتل والإحتراب. ولئن لم يكتب لهذا المشروع أن يستمر ما يكفي من الزمن ليطرح ثمارا تنهض بلبنان، وتسرع في تعافيه، فإن إرادة التعاون والبذل والعطاء التي حكمت منطلقاته استمرت وتعاظمت، كما أخذت اللغة المشتركة بين المرجعيتين طريقها الى التجذر والتوسع على أكثر من صعيد، وما لقاؤنا اليوم الا أحد تجليات تلك اللغة المشتركة، وكم تحرص رئيسة المؤسسة السيدة نازك رفيق الحريري على توسيع آفاقها وتعزيزها".
اضافت: "لأن اللغات، كل اللغات، هي الوعاء الحامل للتعبيرات الثقافية والفكرية للشعوب، والأداة الأمثل لتنمية آليات التفكير والملكات الإبداعية، والسابر الأعمق لمكامن النفس فهي، أي اللغة، الصيغة الأصدق من صيغ الوجود الذاتي، والطريق الأرحب لرؤية العالم، والسبيل الأرقى لتأكيد المكانة الحضارية. ولأن اللغات، كل اللغات، هي المنوط بها حفظ الذاكرة الجماعية وصون الهويات الوطنية للأفراد والجماعات، فهي جسر العبور لملاقاة الآخر المختلف على قاعدة الكرامة الإنسانية. ولأن اللغات، كل اللغات، هي الوسيط الأفضل للوصل والتواصل والربط بين القضايا المحلية والعالمية، فهي المعبر الأمثل للحوار فالتفاهم فالتعاون فالشراكة على قاعدة التكافؤ والتعادل.
ولأن اللغات كل هذا واكثر، أطلقت اليونسكو في مطلع الألفية الثالثة اليوم العالمي للغة الأم ليحتفى به في الواحد والعشرين من شهر شباط من كل عام، مؤكدة بذلك حرصها على حماية التنوع اللغوي الذي هو مرآة للتنوع الثقافي الإنساني. ولكن اليونسكو عادت لتطلق في العام السابق يوما عالميا خاصا باللغة العربية، اعترافا منها باتساع المساحة التي تحتلها هذه اللغة بين لغات الشعوب، وهي التي نصبت في مثل هذا اليوم بالذات من العام 1973 لغة رسمية معتمدة في منظومة الأمم المتحدة، الى جانب سائر أخواتها من اللغات العالمية، ولتؤكد اليونسكو عبر هذا الاجراء على رحابة اللغة العربية في قبول لغات الآخرين وخبراتهم، وجهوزيتها للتفاعل معها إثراء واغتناء. ولتؤكد أيضا على مكانتها الرفيعة وطواعيتها المتناهية في التعبير عن المعنى الأدق والمضمون الأعمق".
وتابعت: "ولكننا نحن الناطقين باللغة العربية، وان كنا نحرص على تجاور اللغات المختلفة بل وتفاعلها في أنظمتنا التربوية، بتنا نشهد ضمورا في المساحة المتاحة للغة العربية، مما أخذ يحدث علاقة غير ندية وبل شرخا بين اللغة العربية وأبنائها عوض بناء علاقة اعتزاز وتصالح بينها وبين الجيل الجديد. هناك من يعزو تقلص تلك المساحة إلى وجوب ورود المعرفة من مصادرها والتي تتمركز في نتاج اللغات الأخرى، في حين أن ليس من نتاج يضاهيه في اللغة العربية. قد يكون في تعليل كهذا بعض من صحة، ولكن اللغة العربية ليست هي من يسأل عن هذا القصور المعرفي، بل تسأل عنه المناخات غير المؤاتية لإطلاق إبداعات الناطقين باللغة العربية، والأطر غير المحفزة لتعزيز البحث العلمي والمعرفي في صفوف المهتمين والمعنيين، والتسهيلات غير المكتملة لتشجيع حركة الترجمة من اللغة العربية وإليها في ما يخدم الوصول الحر الى مختلف مصادر المعرفة المعولمة".
الندوة الأولى
والتأمت الندوة الأولى بعنوان "العربية على شفاههم وفي قلوبهم"، ادارها الأب سليم دكاش الذي اعلن ان "ما يجمعنا اليوم مع كلية اللغات والترجمة هو الإحتفال باللغة العربية كأدوات تواصل وحاضنة ثقافية، وقدرتكم على المخاطبة بالعربية لغة ابن عربي والمتنبي وطه حسين وجبران خليل جبران وغيرهم سوى شهادة عن تلك المكانة التي تحتلها العربية في قلوبكم وهذا ما يدفعنا لأن نحب لغتنا اكثر ونحولها الى لغة حياة من اجل الحياة".
ايخهورست
ورأت السفيرة ايخهورست "ان عنوان اللقاء معبر جدا، لأن للعربية أخوات وإخوانا كثيرين بلا شك، وأنا أعتبر نفسي من بينهم. ليست العربية بالطبع لغتي الأم، لكني أعتبرها لغتي بالتبني منذ أكثر من عشرين عاما. أقر بأن تعلم العربية مهمة غير سهلة، لأنها اللغة اللغز التي لا تقول كل ما عندها في اللحظة الأولى".
وقالت: "تمتاز العربية بالغنى في التعابير والمرادفات والاشتقاق والتكيف واللين والتجدد. العربية "لغة الضاد"، كما سماها كبير شعراء العرب أبو الطيب المتنبي في إحدى قصائده، مدعاة للفخر بفضل حملها مجموعة من القيم. تؤكد اللغة العربية من خلال ناطقيها أنها مصدر للحكمة اليومية أيضا، فنقرأ في إحدى الحكم العربية مثلا "تواضع عن رفعة، وازهد عن حكمة، وانصف عن قوة، واعف عن قدرة". في هذا الكلام تعبير عن حكمة بشرية توارثتها الأجيال. وهذه في رأيي ميزة يتمتع بها عدد قليل من اللغات المتداولة اليوم".
اضافت: "تتحدث القارة الأوروبية أربع وعشرين لغة رسمية وأكثر من ألف لغة ولهجة محلية، لكن هذه الوفرة لا تمنعنا من التفاهم. أما في العالم العربي فتنتشر أفكار جاهزة عن تجانس اللغة العربية، بينما يبدو الواقع مختلفا لأسباب عدة لعل أبرزها غياب هيئة لغوية مرجعية واحدة متفق عليها تتولى النهوض باللغة العربية. نسأل عن ما يمنع اللغة العربية من التطور ونحن نتذكر جبران خليل جبران في قوله إن "اللغة مظهر من مظاهر الابتكار في مجموع الأمة".
وتابعت: "طالما تخيلت اللغة العربية على شكل صورة، أراها مثل صحن الدار في المنازل العربية التقليدية، مساحة تجمع كل المقيمين في المكان. أتخيلها مكانا للتلاقي. كيف يعقل أن لا تكون العربية لغة حوار وهي وريثة التقليد الشفوي، لغة تفخر بماضيها من دون أن تكون لغة الماضي. وبالحديث عن الماضي، عندما واجهت اللغة العربية خطرا كبيرا ولا سيما تحت الحكم العثماني، كان للبنانيين الدور الأبرز في الحفاظ عليها متمسكين بانتمائهم إلى هذه الأرض. في الواقع، إن اللغة هوية لا يمكن إخفاؤها حتى حين يختار الإنسان أن ينطق بغيرها. وأحد الأمثلة على ذلك الكاتب اللبناني الكبير أمين معلوف، العربي في كلماته الفرنسية. فكما تعرفون، عنون معلوف أحد كتبه "الهويات القاتلة"، ونحن نتمنى للغة العربية في يوم الاحتفال بها أن تكون صانعة الهويات البناءة".
وختمت: "كنت أنوي اليوم أن أشارككم مشاعري وأن أحدثكم عن ارتباطي الشخصي باللغة العربية التي تعلمتها. إنما عدت واخترت توجيه رسائل ثلاث جئت على ذكرها للتو. وفي النهاية، أود قول أمر واحد: أنا ممتنة جدا للعربية، فأنا لم أختر تعلمها بل هي اختارتني. أنا ممتنة لها لأنها وجدتني وأغنت حياتي الشخصية والمهنية. وأنا أتمنى لكم أن تستفيدوا مثلي من هذه الخبرة".
باولي
وقدم السفير باولي مطالعته، فقال: "أنا مسرور جدا بالمشاركة في هذا اللقاء حول موضوع أعلق عليه أهمية فائقة، ألا وهو تعلم اللغات، أي التواصل مع الآخرين، ولا سيما أننا سوف نتحدث اليوم عن لغة عزيزة على قلبي، وهي اللغة العربية. اسمحوا لي أن أروي لكم رواية لقاء طفل مع اللغات الاجنبية وكيف تطورت هذه العلاقة حتى بلغت سن الرشد. في الواقع، إني لا أحبذ إستخدام عبارة "لغة أجنبية" ذلك أن اللغة التي نتعلمها، وإن لم تكن لغتنا الأم، تصبح جزءا منا وملكا لنا بطريقة ما".
أضاف: "منذ نعومة أظافري، وجدت نفسي وجها لوجه مع تعلم لغة جديدة. كنت في الرابعة من العمر عندما وصلنا إلى الولايات المتحدة الاميركية، وسجلني والداي في المدرسة الرسمية الكائنة في الحي حيث كنا نقطن في مدينة واشنطن. وقد وجدت نفسي منغمسا، في صفوف الحضانة، في عالم أنغلوفوني حصريا وبالتالي أصبح تعلم اللغة الانكليزية ضرورة لا بد منها. في ما بعد، واجهتنا مسألة اختيار اللغات الحية في المرحلة الثانوية. وبما أننا تعلمنا، أخي وأنا، اللغة الانكليزية في طفولتنا، قرر والدي أننا سوف نتعلم الالمانية والروسية. وكان ذلك في ليبيا. كنا نتابع دروسا بالمراسلة وكان والدي يساعدنا في المنزل. وكان هذا يبدو طبيعيا جدا لنا، لا شك بسبب شغف والدي باللغات الذي ورثناه عنه".
وتابع: "في هذه اللحظة دخلت اللغة العربية حقا إلى حياتي، إذ كان تعلمها الزاميا حتى في المدرسة الفرنسية في طرابلس. تعلمت هناك، المبادئ الاساسية للغة العربية الفصحى على يد مدرسة تونسية، وكان لي في البيت معلم ثان، والدي. كان تعلم هذه اللغة إلزاميا بالطبع ولكني سرعان ما نظرت إليها بالطريقة نفسها التي نظرت فيها، في طفولتي، إلى اللغة الانكليزية إذ وجدت فيها وسيلة للتواصل. كانت البداية مؤلمة حقا. كنت أتعلم اللغة العربية الفصحى ولكن لم تكن تلك اللغة التي يتكلمها الناس في الشارع. وأذكر نظرة التعجب التي كانت ترتسم على وجوه الاولاد من أترابي عندما كنت أجيبهم بلغة عربية منقحة. ولا شك في أنهم كانوا ينظرون إلي كمخلوق فضائي ولم أكن أكيدا أن الاولاد في الحي كانوا يفهمون دوما ما أقوله. ما زلت أذكر مالك أحد المحلات المجاورة الذي راح يقهقه عندما غضبت منه لسبب لا أذكره، إذ إنني استجمعت كافة المفردات التي كنت اعرفها باللغة العربية وكلما ازدادت حدة غضبي، ارتفعت وتيرة ضحكه، ولا سيما أنني كنت أعبر عن هذا الغضب من دون شك بطريقة خرقاء. كانت تلك مذلة ما بعدها مذلة. غير أنني ثأرت من هذا الوضع لاحقا ! فقد تم اختياري لأقرأ، في احتفال نهاية العام الدراسي، نصا باللغة العربية للترحيب بالأهالي والمدعوين. وكان والدي فخورا للغاية!".
واضاف: "في ما بعد، تابعت دراسة اللغة العربية الفصحى في معهد اللغات الشرقية. وكنت قد قررت أن أتآلف مع اللهجات العامية على أرض الواقع. وهذا ما قمت به في اليمن، إذ تعلمت لهجة أهالي صنعاء مع صديق من الارساليات. وكانت تلك لمتعة حقا! ثم تعلمت لهجة اهالي عمان مع سيدة فلسطينية عجوز. وكنت أعشق هذه الحصص الدراسية مع ما يرافقها من معمول وشاي. وأخيرا غصت في تعلم العربية المصرية في القاهرة. في قرارة نفسي، لم أكن أهتم بقدرتي على قراءة نص بالفصحى بقدر اهتمامي بقدرتي على التواصل مع الآخرين. مع أنني أود طمأنتكم أن لا مشكلة لي على الاطلاق مع النصوص المكتوبة بلغة فصحى جميلة للغاية".
وقال: "أما اليوم، فقد اخترت أن أفضل التحدث باللغة العربية الفصحى من دون أن أتجاهل اللهجات العامية بطبيعة الحال. والأهم من ذلك كله هو أنني أعتبر جميع اللغات التي تعلمتها وكأنها ملك لي بطريقة أو بأخرى. فهي تشكل جزءا من هويتي كما انها ساهمت في تكوين شخصيتي، ولا سيما أنها مكنتني من معرفة الآخر والذهاب إلى ما هو أبعد من اللغة، إذ أنها جعلتني أفكر على نحو مختلف وأثارت بي فضولا عظيما إذ رحت أتساءل، من هو هذا الآخر الذي أتحدث إليه وكيف يفكر؟".
واكد انه اليوم، يشجع على تعلم اللغات أشد تشجيع، وذلك لأسباب بديهية، وقال: "ففي الوقت الذي يتصاعد فيه انعدام الفهم، لا بل الكراهية التي يغذيها جهل الآخر، في كل مكان، حول البحر الابيض المتوسط، في هذا الشرق البسيط والمعقد في آن، ينبغي أن نفتح آفاقنا الذهنية وآذاننا وأن نتجاوز الخوف من الآخر لنتواصل في ما بيننا. فأنا لم أنظر يوما إلى اللغة كعائق أو كحجر عثرة بل لطالما رأيت فيها وسيلة للتواصل ولمعرفة الآخر، نتعلمها لأننا نميل إليها ولكن يفرضها أيضا إحساس بالضرورة".
واضاف: "أود ختاما التحدث عن اللغة العربية في حياتي اللبنانية، قد يظن البعض أن الديبلوماسي الفرنسي الذي يأتي إلى لبنان قد يكتفي باللغة الفرنسية. أو ليس لبنان أحد معاقل الفرنكوفونية، ولا سيما أن فيه عشرات الآلاف من تلاميذ المدارس الذين يتبعون مناهج دراسية فرنسية؟ ولكن لا، أنا لا أكتفي بالفرنسية. فهل من سبيل أفضل للدفاع عن اللغة الأم من الدفاع عن اللغات الاخرى، عن حق كل شخص في أن يكون له هويته الثقافية الخاصة وحقه في التعددية وفي التعبير في لغته الأم؟ إن الفرنكوفونية مجال مفتوح على مصراعيه وليست قلعة حصينة. واللغات مدرسة تعلمنا التسامح".
وأشار الى ان اللبنانيين يتمتعون "بميزة كبرى ألا وهي تعددية اللغات، التي تشمل العربية بالطبع ولكن أيضا الفرنسية والانكليزية. ونحن نأخذ في الاعتبار هذا الواقع إلى أبعد الحدود. فلماذا نحرم الشبان والشابات اللبنانيين من نقاط قوة وإمتياز عن طريق إلزامهم بالقيام بخيار ليس ضروريا، بالطبع أنا لا أوفر جهدا لتشجيع اللغة الفرنسية ولكي يتم تعليم هذه اللغة على أفضل نحو ممكن وبالطريقة الاكثر إفادة لجميع اللبنانيين الذين يلتفتون نحونا ونحو لغتنا. والحق يقال ان الفرنسية هي كذلك لغة العديد من اللبنانيين وهي ليست لغة فحسب بل طريقة تفكير أيضا".
كانيادا
وتحدث كانيادا عن تأثير اللغة العربية على مهنته وحياته الشخصية وعمله كمترجم، ورأى ان "للثقافة العربية الكثير مما تقوله للثقافة الغربية، وهي أتاحت له السفر وفتحت له ابواب الشرق، اليوم هناك اكثر من 800 الف نسمة في اسبانيا واكثر من 50 الف طالب في المدارس من أصل عربي والأسباب لنتعلم العربية كثيرة في مجتمعاتنا".
فورستنر
بدوره، قال فورستنر: "انا مدين للغة العربية الفصحى وثقافتها بالإحترام والتقدير، ولها يرجع الفضل في مساري الدراسي وحياتي المهنية". ورأى ان "اللغة العربية ارتقت الى مصاف اللغات العالمية لكونها لغة الإتصال والتواصل وهي حاضرة في المجالات الثقافية والسياسية والإقتصادية وفي العديد من المنظمات الدولية".وقدم شرحا وافيا عن مفهوم كليات الترجمة وعلم الترجمة كعلم قائم بحد ذاته متمايز عن علم اللغات".