أيوب في تخريج طلاب كلية العلوم الطبية: الحرص على ازدهار الجامعة حق علينا لأنها الوسيلة المثلى لتصحيح كل خلل

احتفلت كلية العلوم الطبية في الجامعة اللبنانية بتخريج دفعة من طلابها، برعاية وحضور رئيس الجامعة البروفسور فؤاد أيوب، في قاعة المؤتمرات في مجمع رفيق الحريري الجامعي في الحدث. كذلك حضر وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسين الحاج حسن،العميد الصيدلي سيمون أبو زنيد ممثلا قائد الجيش العماد جوزاف عون، المقدم حسنين القرصيفي ممثلا المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، العميد الطبيب سامر بريش ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، نقيب أطباء لبنان البروفسور ريمون صايغ، عميد كلية العلوم الطبية في الجامعة اللبنانية البروفسور بيار يارد وعدد من العمداء والأساتذة وموظفي الجامعة اللبنانية وأهالي الطلاب.

بعد النشيد الوطني ونشيد الجامعة اللبنانية، رحب البروفسور يوسف فارس بالحضور وقال:"أن تكون طبيبا فهذا يعني أنك ستكون رسول رحمة وشفاء في كافة الصروح الطبية والميادين التي ستستقبلك. وهذا ما يحتم عليكم أيها المتخرجون بأن تحافظوا وتصونوا قسمكم المهني مهما أغريتم بالمال والحياة والسلطة".

بو سعيد
وألقت الدكتورة ريدا بو سعيد كلمة الخريجين وقالت فيها: "لا يسعنا إلا أن نشكر من علمنا على مر السنوات من أطباء ضحوا بوقتهم لأجلنا وأغدقوا علينا علما ضمن جدران القاعات، وأطباء رافقونا في الأروقة بين الغرف يشاركون الطب على أرض الواقع وأطباء كبار بأعوام قليلة لم يبخلوا علينا بمعارفهم وتجاربهم وشغفهم وزرعوا فينا حبا للمهنة واهتماما بالمرضى واحتراما للآخر".

وإلى أهالي الأطباء المتخرجين توجهت قائلة: "اليوم يومكم بمقدار ما هو يومنا، إذ أشعر الفخر عامر في قلوبكم. أشكركم على تحملكم إيانا طيلة هذه الأعوام وأعدكم سنوات الإختصاص التالية تحتوي على اختبرات جامعية وأخرى حياتية، فلكم الصبر".

حركة
وتحدّث الدكتور محمد الحركة، وهو أحد العلماء الذين برعوا خارج لبنان والمساهمين في إنشاء المؤتمر العلمي الأول مع عدد من خريجي كلية الطب في الجامعة اللبنانية، عن فكرة إقامة شبكة تواصل لتقارب الخريجين في ما بينهم أينما وجدوا في العالم، وتقريبهم من الجامعة.

ولفت إلى "الإصرار الكبير الذي أبداه خريجو كلية الطب ليثبتوا انتماءهم وحبهم لجامعتهم الأم واستعدادهم لمساعدتها في شتى الطرق".

صايغ
وألقى صايغ كلمة أشار فيها إلى أن "المتخرجين ملزمون التثقيف الطبي المستمر، واعتماد الأخلاقيات في ممارسة الطب".

وقال: "بدءا من الغد، ستبدأون رحلة طويلة من التحصيل العلمي والتحصيل الطبي والاهتمام بكل ما هو جديد في الطب. وأي توقف عن التحصيل الطبي المستمر، وأي توقف عن النوعية والاهتمام بالوضع الاقتصادي في البلد والتطلع عليه، سيؤدي إلى انحدار مستوى الطب وإلى عناية طبية غير مقبولة وإلى إهمال في أدائكم المهني".

يارد
ثم يارد كلمة قال فيها: "تمر الأيام و السنوات و تبقى كلية العلوم الطبية تتلألأ في قبة سماء الجامعة اللبنانية الواسع على إمتداد وطننا الحبيب لبنان، فهي قبلة أنظار الشباب اللبناني و موضع إحترام الجسم الطبي والرائدة دائما في شتى المجالات. وها هي اليوم تحتفل كعادتها كل عام بانضمام دفعة جديدة من طلابنا الأعزاء ليصبحوا زملاء لنا يبدأون مرحلة اكتساب المهارات والخبرات في مختلف الإختصاصات، ليصبحوا بعد عدة سنوات أخصائيين بارعين كالذين سبقوهم. وكلي ثقة بأنهم سيتابعون مشوار حياتهم المهنية بكل تفان وإخلاص لقسمهم اليوم، غير آبهين بالمغريات المادية وما أكثرها، واضعين نصب اعينهم هدفا واحدا ساميا هو صحة المريض وشفاؤه ضمن إمكانيتهم العلمية والتقنية، مثابرين دوما على التقدم في اختصاصهم و على التثقيف الطبي المستمر".

وتابع: "أيها الخريجون أشدد اليوم وأنتم ستتابعون اختصاصكم في المستشفيات المتعاقدة مع الكلية على الجدية في التدريب وحضور اللقاءات العلمية المختلفة وعلى المثابرة اليومية في التدريب، كي تتمكنوا من الإستفادة إلى أقصى حدود من مؤهلات ومهارات الأطباء المشرفين عليكم ومن إمكانيات المستشفيات التي والحمدالله أصبحت متعددة وذات مستوى عال مكنتنا من تأمين أعلى مستويات التدريب للأطباء المتمرنين والمقيمين".

ولفت إلى أن "الكلية قد احتلت وبسرعة بعد إنشائها في العام 1983 مركزا مرموقا بين أقرانها من الكليات العريقة، ولقد تجاوز عدد خريجيها ال 2400 طالب. كما وتم إقامة أول مؤتمر لهم هذه السنة في حرم الجامعة في الحدث برعاية رئيس الجامعة اللبنانية في 18 و 19 تموز 2018 وشاركت فيه نخبة من الأطباء قادمين من الولايات المتحدة وفرنسا وبلجيكا ولبنان، قدموا خبراتهم وأحدث ما توصلت إليه الأبحاث، وتواصلوا مع طلاب الكلية في جو من الإلفة والوفاء لأساتذتهم والكلية الذين قدموا لهم الكثير والذين لولاهم لم يصلوا إلى ما هم عليه الآن".

5b581fa5d690f 1

أيوب
ثم كانت كلمة لرئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب قال فيها:" أهلا بكم في صرح المعرفة، في يوم فرح التخرج الذي لا يوازيه فرح ولا تماثله غبطة، لأن النجاح هو تحقيق للذات وعبور في الطموح".

أضاف: "إن الجامعة وكما تعلمون ليست مؤسسة تقليدية بعملها، هي شريك فعال متجدد في مختلف شؤون المعرفة وإغناء ملكات العقل، وهي تقويم مستمر للرأي وتوسيع لأفقِ الإنسان من أجل تمكينه في تحقيق إنسانيته، فأهلا إلى هذه الورشة الدائمة، نتقاسم شؤونها ونبني معا دون اكتفاء في سبيل جامعة راقية، وفي سبيل حضارة وطن".

وتابع: "إن مسيرة الجامعة وتطويرها عمل يفرح له كل من تعنيه هذه الجامعة، لأنه انحياز للمعرفة والحقيقة، والإرتقاء فيها واجب كل وفي مخلص ومن تسامت أهدافه وعلت غايته وتجرد من النوازع. إني أتكلم عن الجامعة المرتبطة بالمواطنية الصحيحة، بتطويرها وتعزيزها، وإن الحرص على ازدهارها هو حق علينا، لأنها الوسيلة المثلى لتصحيح كل خلل".

أضاف: "إن الطب وإن قيل عنه من المهن، إلا أن هذه المهنة لا تعد كغيرها من المهن السائدة لعلاقتها الوثيقة بالإنسان، صحة وإنسانية، ولأنها تدخل في الذات دخولا حميميا مسؤولا، فلنكن بمستوى هذا التوصيف عملا وأداء. صحيح أننا في عصر ازدهرت فيه الطبابة، لكن الطب مهما بلغ، فالأدواء إلى ازدياد وخطرها محدق ويهدد البشر في كل مكان وفي أي بقعة، وحده الطبيب الذي لا يكتفي بما وصل إليه أو حققه لنفسه، وواجبه دائما المتابعة والإطلاع".

وختم متوجها إلى الخريجين: "هذه الكلية تربعت على سدة علمية مرموقة اكتسبتها بفضل تعب وتفاني القيمين عليها والعاملين فيها، وهي حريصة على التواصل معكم أينما كنتم، وهذه الأمانة التي تحملون اليوم عليكم احتضانها بكل ما تملكون من عزيمة وقدرة، ولا تحسبوا تخرجكم فيها خروجكم منها. هنيئا لكم شهاداتكم التي لا يجب أن لا تقفوا عند حدودها، وثابروا على المزيد من التحصيل، فكل وعاء يمتلىء إلا وعاء العلم فهو يطلب المزيد".

وبعد إدلاء المتخرجين لقسم ابقراط، تم تسليمهم الشهادات.