الأميركية في بيروت وجامعة ستانفورد افتتحتا النسخة الثانية من مؤتمر المرأة في علم البيانات
أقامت كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في بيروت بالتعاون مع جامعة ستانفورد، للسنة الثانية على التوالي، النسخة الإقليمية السنوية من مؤتمر المرأة في علم البيانات (WiDS).
هدف هذا المؤتمر التقني إلى إلهام وتثقيف علماء البيانات، ودعم النساء العربيات في هذا المجال. كما شكل هذا الحدث فرصة للحصول على آخر المستجدات والاستماع إلى أحدث الأبحاث في علم البيانات في مختلف المجالات، والاطلاع على الطرق الناجحة التي تستخدمها الشركات الرائدة للاستفادة من علم البيانات، والتواصل مع المختصين في هذا المجال.
افتتح المؤتمر بحضور سفيرة كندا في لبنان إيمانويل لامورو وعدد من أمناء وعمداء ومدراء الجامعة الأميركية في بيروت، بالإضافة إلى حشد كبير من رواد الأعمال والمحترفين والباحثين والطلاب وغيرهم من المهتمين. وتم بث أحداث المؤتمر مباشرة في عدد من الجامعات في العالم وفي بلدان مختلفة منها المملكة العربية السعودية وفلسطين.
وكانت الأستاذة المساعدة في العلوم الإدارية في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتورة لمى الموسوي حيدر، وهي إحدى سفراء مؤتمر المرأة في علم البيانات بالتعاون بين الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة ستانفورد، أولى المتحدثين في الافتتاح، فقالت: "يمكن أن يمثل احتمال انضمام ثلاثة مليارات من المستهلكين إلى الاقتصاد الرقمي فرصة نمو لا مثيل لها، وهي فرصة تتطلب تنوعا في التفكير وتنوع النهج. هناك حاجة أكثر من أي وقت مضى للعقول المبدعة والمواهب المتفانية لفتح إمكانات البيانات، وفهم كيف يمكن استخدامها على أفضل وجه، واستهدافها نحو وظيفتها المثلى. إن الأمم تتصدى حاليا لموجة من الحماية التي تحجبها رهينة ضد العولمة. ومع ذلك، لن ندع هذا يثنينا عن السعي إلى التدفق الحر للمعلومات عبر الحدود والدول القومية، لأن التغييرات الأخيرة تشهد على قدرة التكنولوجيا على تحسين الحالة الإنسانية. وعلماء البيانات القادمات لديهن مستقبل كبير ومشرق في تشكيل هذه المناقشة، وهذا المؤتمر هو لهن، للحصول على لمحة عن إمكاناتهن المستقبلية".
أضافت: "المجتمع يقدم لنا فرصة لتغيير آلاف السنين من الهياكل الاجتماعية الأبوية المتجذرة. يجب أن تكون المرأة في طليعة هذا التطور من أجل أن نكون أنفسنا كشركاء كاملين بكل معنى الكلمة، مما يحدد بذلك فجر العصر الجديد. وبالتالي، يجب أن نضمن أن مشاركة المرأة في الابتكار لم تعد هي الاستثناء، بل تصبح القاعدة. التنوع أمر بالغ الأهمية لنجاحنا كعلماء البيانات. وينبغي أن تتاح للنساء والفتيات فرصة متساوية للتعلم والنمو. نحن نقف أقوى من خلال الجمع بين الناس من مجموعة متنوعة من وجهات النظر. وبناء على ذلك، يجب علينا أن نضمن أننا نشجع ونعزز ثقافة لدعم التنوع".
ثم كانت كلمة عميدة كلية الآداب والعلوم في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتورة ناديا الشيخ التي تحدثت بالنيابة عن رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري. وقالت: "إن كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال تتصدر مرة أخرى تعزيز تعليم المرأة وتمكينها من خلال رعايتها لهذا المؤتمر، الذي يسعى إلى تعزيز تمثيل المرأة بشكل أكبر في علم البيانات. هذا مجال يستحق الكثير من الاهتمام. البحث في هذا المجال يفتح آفاقا جديدة ومن الضروري لنا هنا في الجامعة الأميركية في بيروت أن نفكر في كيفية تغيير الطريقة التي يتم فيها التعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، كجزء من جهودنا لتجنيد المزيد من الطالبات في هذه المجالات."
هارفي
أما عميد كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال الدكتور ستيف هارفي فتحدث بدوره قائلا: "اسمحوا لي أن أعلق على أهمية علم البيانات في مستقبلنا الجماعي وأهمية ضمان الشمول والتمثيل في هذا المجال. ففي الوقت الذي ندخل فيه عصر الرقمية والبيانات المتسارع، وهو ثورة من نوع ما، من الأهمية أن ندرك أن أولئك الذين هم على مقربة من المعلومات والمعرفة التي تولدها هذه البيانات والثورة الرقمية سيكون لهم تأثير في تشكيل وإعادة تشكيل عالمنا. هذه المعلومات والمعرفة التي رأيناها بالفعل من خلال الأحداث الأخيرة في التاريخ، يمكن أن تعيد تشكيل النظام العالمي بشكل كبير، ويمكن أن تحول القوى بطرق لم يكن من الممكن تصورها في السابق".
أضاف: "أن يكون لدينا مجتمع عادل، ومتسامح، وتقدمي، يمكن أن يتحول بدلا من ذلك إلى عالم منقسم، ومتعصب، وحتى رجعي. لذلك من الضروري، إذا أردنا أن نقترب من مجتمع عادل ومنفتح وشامل، أن تكون جميع الأطراف ممثلة تمثيلا كافيا في البيانات في الثورة الرقمية. التغيير شيء يجب أن نكون جميعا جزءا منه، ويفضل أن يكون ذلك من الداخل. آمل أن يكون اليوم ذلك اليوم الذي سيجده الكثير منكم مفيدا في اتخاذ مكان في هذا التغيير، ومن الداخل. لذلك انضموا إلينا في خلق مستقبل شامل في علم البيانات".
ثم تحدثت مديرة التعليم التنفيذي في كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال فدا كنعان خراط، وهي أيضا إحدى سفراء مؤتمر المرأة في علم البيانات بالتعاون بين الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة ستانفورد، قائلة: "على الصعيد العالمي، يتوقع الباحثون والاقتصاديون أن 50 في المئة من الوظائف الحالية التي نعرفها اليوم قد يتم تقليمها تماما".
وتابعت: "نلاحظ ان هذه الأرقام لا تختلف في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، لكنها تأتي مع نسبة 30% من البطالة. ولكن على الجانب الآخر من هذه النظرة، يوفر علم البيانات فرصا رئيسية. وتتوقع شركة آي بي إم (IBM) أنه خلال العامين القادمين فقط، سيزداد الطلب على علم البيانات بنسبة 28 في المئة. ولا تزال إعادة بناء المهارات تمثل أولوية رئيسية، يجب أن نركز عليها فورا في المؤسسات التعليمية. هذا المؤتمر كبداية، فضلا عن البرامج الرئيسية الأخرى في كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال والجامعة الأميركية في بيروت، يعملون على تحقيق هذه الفجوة في المهارات".
ثم انطلقت أعمال المؤتمر، الذي حضره أكثر من 950 مشاركا بين الحاضرين شخصيا أو عبر البث المباشر، حيث تجمع باحثون عالميون رفيعو المستوى وعدد من رواد الصناعة للمشاركة في سلسلة من المحادثات التقنية والخطابات الرئيسية في مسارات علم البيانات في مجال الأعمال التجارية، وعلم البيانات في التكنولوجيا، وعلم البيانات والصحة. واختتم المؤتمر بعدد من مناقشات الطاولة المستديرة حول مواضيع مختلفة منها علم البيانات وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، والشركات الغنية بالبيانات والمسار للاستفادة من البيانات الكبيرة والذكاء الاصطناعي، وغيرها.