مؤتمر دولي متعدد التخصصات في الجامعة الأميركية في بيروت ناقش التعلم التحويلي في التعليم العالي
عقد "المؤتمر الدولي الثامن حول التعليم والتعلم الفعال في التعليم العالي"، في الجامعة الأميركية في بيروت، حيث ضم مجموعة من الأكاديميين والباحثين المتعددي التخصصات لمناقشة الابتكارات في التدريس وطرق تعزيز التعلم التحويلي. وقد جمع هذا الحدث على مدى يومين نحو 200 مشارك من مجموعة واسعة من المجالات في الجامعة الأميركية في بيروت، وغيرها من الجامعات في لبنان والمنطقة العربية والعالم.
شارك في تنظيم المؤتمر السنوي كل من مركز التعليم والتعلم (CTL)، ومكتب تكنولوجيا المعلومات، وبرنامج مهارات الاتصال في كلية الآداب والعلوم في الجامعة الأميركية في بيروت.
بو جودة
وقال مدير مركز التعليم والتعلم العميد المشارك في كلية الآداب والعلوم في الجامعة الدكتور صوما بو جودة: "أن موضوع المؤتمر لهذا العام هو التعلم التحويلي. فتعلم الطالب يجب ألا يكون خاملا وأن يكون ما يتعلمه الطالب ذا معنى له وان يستفيد منه في حل المشكلات التي تواجهه في حياته اليومية".
أضاف: "ان الجامعات والمدارس تنتقد لتشديدها على اعداد الطلاب للنجاح في الاختبارات. فالطالب يدرس، ويحصل على نتيجة جيدة في الاختبار، إلا أن ذلك يمكن ان لا يعني أي شيء له"، مشيرا الى انه "لهذا السبب ركز موضوع المؤتمر لهذا العام على كيفية جعل التدريس عملية تحويلية".
شويري
افتتحت المؤتمر الوكيلة المشاركة للشؤون الأكاديمية والأستاذة في علم اللغة في قسم اللغة الإنجليزية ورئيسة اللجنة الاستشارية لمركز التعليم والتعلم في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتورة لينا شويري، التي قدمت بعض الإحصاءات حول المشهد التعليمي الإقليمي، مشيرة إلى أن 10% فقط من السكان في العالم العربي في سن ال 25 لديهم شهادة جامعية، مقارنة مع 25% في ايرلندا، على سبيل المثال. وقالت: "ان 30% من العاطلين عن العمل في هذه المنطقة لديهم شهادة جامعية، ما يعني أنه حتى الأشخاص المتعلمين جيدا ليسوا مجهزين بما يحتاجونه للنجاح".
وأكدت انه "لا يكفي تثقيف طلابنا ليكونوا مجهزين للعمل. نحن بحاجة إلى تثقيفهم ليكونوا قادرين على خلق فرص عمل والمساهمة بشكل فعال في بناء المعرفة العالمية". وقالت: "إذا كان التعليم مهما كما نعتقد بالنسبة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لجميع المجتمعات، فإن الوضع الذي وصفته للتو يتطلب استثمارا جادا في التعليم. اننا نواجه مهمة ضخمة ولا شيء أقل من التحول سيصنع الفرق".
كليري
وقدمت الأستاذة المشاركة في كلية التعلم الجديد في جامعة ديبول الدكتورة ميشيل نافار كليري، الخطاب الرئيسي لليوم الأول من المؤتمر، حيث قدمت نهجا للتعليم والتعلم يسمى التعليم القائم على الكفايات. وقالت: "هذا الأسلوب التعليمي يبعد التركيز عن الساعات المعتمدة، وإتقان محتوى المادة التعليمية ويوجهه نحو نظام يركز على إظهار القدرة والتقييم على أساس أداء المهارات أو الكفاءات. وخلافا للتعليم العالي التقليدي، يبدأ نموذج التعليم القائم على الكفاءات في النظر إلى ما يحتاج الخريجون القيام به ومن ثم بناء منهج لتحقيق هذه الغايات، ولذلك يعتبر نموذجا تعليميا محوره المتعلم".
وعقدت خلال اليوم الاول من المؤتمر ورش عمل تناولت مواضيع: استخدام الواقع الافتراضي في الفصول الدراسية، التحديات في معالجة السرقات الأدبية في العصر الرقمي، استراتيجيات تعليمية لتعزيز التفكير النقدي".
وقال مدير فعالية التدريس في جامعة ميامي الدكتور ميلتون كوكس، الذي أدار إحدى ورش العمل، أن "علم التعلم والتعليم هو تخصص جديد، وسأقوم في هذا المؤتمر بمساعدة الزملاء على وضع مشاريع وخطوات لنشرها في هذا المجال"، مشيرا الى انها السنة الخامسة له في هذا المؤتمر، وهو أفضل مؤتمر حول التعلم والتعليم الجامعي في الشرق الاوسط".
أما في اليوم الثاني من المؤتمر، تحدث كل من الدكتورة أنجيلا كريس والدكتور أدريان بلاكلدج، وهما أستاذان من جامعة برمنغهام في المملكة المتحدة، عن استخدام اللغات المتعددة في التعلم والتعليم، معتبرين أنه يمكن للأشخاص متعددي اللغات استخدامها كذخيرة لغوية كاملة في حالات مختلفة، مؤكدين أن "استخدام اللغات المتعددة يساعد على التعلم من خلال الممارسات التواصلية التي ينجح عبرها الطلاب بشكل روتيني".
كما عقدت حلقة نقاش عن التحول الرقمي في التعليم العالي مع عميدة كلية الآداب والعلوم في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتورة ناديا الشيخ، وعميد كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال الدكتور ستيف هارفي، والرئيس التنفيذي للمعلوماتية في الجامعة الدكتور يوسف عصفور.