مؤتمر بحثي مشترك بين اليسوعية والاميركية عن العلوم الطبية الحيوية وعلوم الهندسة

فتتح رئيس جامعة القديس يوسف في بيروت سليم دكاش ورئيس الجامعة الأميركية في بيروت فضلو خوري، أول مؤتمر بحثي مشترك بين الجامعتين، في أوديتوريوم فرنسوا باسيل - حرم الابتكار والرياضة (طريق الشام) التابع للجامعة اليسوعية، في حضور نائب حكام مصرف لبنان سعد عنداري، الأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية معين حمزة، نائب رئيس جامعة القديس يوسف لشؤون البحث العلمي دولا كرم سركيس، الأمين العام للوكالة الجامعية الفرنكوفونية في الشرق الأوسط هيرفيه سابوران، وفاعليات.

بدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة لسركيس شددت فيها على أهمية البحث العلمي خصوصا إذا "كان ثمرة تعاون بين جامعتين عريقتين"، وقالت:"اني لمسرورة جدا اليوم إذ إن هذا اليوم العلمي هو أول نتاج لمعاهدة التعاون التي وقعت بين جامعتينا يوم الثلاثاء الفائت في الجامعة الأميركية. إنها من دون شك بداية ناجحة ومفيدة للطرفين. صحيح أن هذا التعاون هو نتيجة إرادة الرئيسين الدكتور فضلو والأب دكاش، إنما هي أيضا إرادة جميع الأساتذة الذين انتظروا بحماسة إشارة الانطلاق، فأعرب جميعهم عن رغبتهم في التعاون من أجل القيام بمشاريع وندوات علمية مشتركة".

وتابعت:"سمعت الأب دكاش يقول مؤخرا أن التعاون بدأ منذ زمن طويل، فالتعاون العلمي الحديث بدأ أيضا منذ زمن بشكل غير رسمي أو غير موثق، إذ إن عددا كبيرا من الباحثين تعاونوا معا في المجالات كافة"، مشيرة الى ان "طموحنا اليوم هو بناء مشاريع دكتوراه مشتركة، وتبادل الطلاب وتأسيس لمنح شهادات مشتركة".

وختمت:"كباحثة أرى أيضا أهمية إنشاء منصة مشتركة لما توفر من مال وجهد لكلا الطرفين".

ثم تحدث عنداري وأثنى على جهود الجامعتين المشتركة، وأكد "على الدور الداعم الذي يقوم به مصرف لبنان من خلال تأمين قروض للباحثين وتسهيل مهمة البحث العلمي.

اما دكاش فقال:"من دواعي سروري وفخري أن أرحب بكم اليوم في هذا الحرم الجامعي، حرم الابتكار والرياضة، من أجل هذا اليوم العلمي الذي يضم باحثين بارزين من الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة القديس يوسف، من أجل حدث يشهد على ما دأبنا منذ فترة طويلة أن نطلق عليه، مع أصدق الأمنيات، تسمية حوار قائم بين الجامعات عبر المعلمين الباحثين، حول موضوع يتناول هذه المرة المسائل الطبية الحيوية والمسائل الهندسية. أقول حوار ولا أعني مجرد سلسلة من المحاضرات لأننا، من خلال الحوار وتبادل الكلمات والإصغاء، يمكننا بناء ثقافة علمية رائعة ومشاريع بحث علمية مشتركة".

وأضاف:"في السنوات الأخيرة هذه، وعلى الرغم من حدود مواردنا، نقوم مع مستشفى أوتيل ديو دو فرانس، بتكريس المزيد من الوقت ومن الموارد البشرية والطاقة للبحوث التي تعتبر في صميم مشروعنا الأكاديمي ضمن التنشئة التي نوفرها. تعزيز الأبحاث هذا هو نوع من الرهان الذي نحمله معا. مع باحثين آخرين من جامعات أخرى، وخاصة في فرنسا، واليوم مع زملائنا في الجامعة الأميركية في بيروت، أصبح من الممكن أكثر فأكثر تحقيق النجاح لهذا المشروع وتذوق ثماره. إن المقاربات المتشعبة التي ستناقشونها اليوم حول الصحة والبيئة والمنتجات الغذائية والأمراض المزمنة تعنينا من عدة نواح كباحثين ومدربين ومواطنين".

وختم:"تشكل هذه الندوة خطوة أولى ضرورية وهامة، إن نجاحها، وأنا واثق من أنها ستشكل نجاحا باهرا بالنسبة إلى أولئك واللواتي قاموا (قمن) بإعدادها وتنشيطها، هذا النجاح سيمهد الطريق للمزيد من العمل التضامني في البحوث وتعدد المقاربات بحسب الاختصاصات وما بين الاختصاصات. وسوف نعمل معا وننجح معا".

من جهته، قال خوري:"لقد بدأت رحلتنا معا. وإذا كنا نريد لها أن تنجح في تغيير البيئة التي نعيش فيها في لبنان والشرق الأوسط، وجب على جامعتينا العظيمتين أن تتعاونا وأن تكونا القدوة. إن تحالفنا الذي ثبتناه عبر توقيعنا على مذكرة تفاهم، هو حجر الأساس لما نتمناه أن يكون بداية عهد ذهبي من التعاون والإبداع".

وتابع:"تتشارك الجامعة الأميركية والجامعة اليسوعية التركيز على البحث ذي الجودة العالية، وكانتا سباقتين في إطلاق التعليم الطبي في المنطقة، وستساهم المذكرة في سبر أفق التعاون المستقبلي على صعيد البرامج الأكاديمية والبحوث الأكاديمية والمنح وتبادل الطلاب والموظفين والمعلومات المتعلقة بالمنشورات وبرامج التعليم".

وختم:"لا نسعى إلى التعاون مع الجامعات في لبنان وبقية العالم من منطلق دفاعي، بهدف تغطية نقاط الضعف لدى بعضنا البعض. إنها محاولة صادقة للتعاضد في مجالات يتفوق فيها الطرفان أكانت تتعلق بالصحة، الإنسانيات، الفنون، العلوم، إدارة الأعمال أو الهندسة".

وكان المستشار في وزارة الصحة الفرنسية البروفسور جاك بلغيتي قد ألقى المحاضرة الأساسية في المؤتمر وتناول فيها الابتكار في مجال الجراحة.