المعالج النفسي، عقلٌ وعاطفة! العلاج النفسي ليس عيباً بل ضرورة
معلوماته الانسانية - الاجتماعية والنفسية والفيزيولوجية يجب ألا تكون محدودة فإنها أخيراً لغته التي توضح للمريض وضعه وتلك المعلومات هي الركيزة الأساس للمعالج النفسي لكنه يراجعها دائماً بهدف توسيعها. كل هذا لأن الوضع الانساني للبشر لا يمكن تحديده فكل حالة تتطلب دراسة بحد ذاتها. لا ينسى
المعالج النفسي أن كل كائن حي يتعذب فهذا هو الشرط الاساس. لأن هذا الأخير دائم البحث عن الحلول ضمن الوسائل المتاحة له. فكل المغالط التي يرتكبها تصب في حالة البحث الشخصي عن الحلول دون مراجعة طبية أو معالجة النفس.
يسكن في قلب المعالج النفسي رجل دين فهو يعرف أكثر من غيره أن الانسان وجودٌ خائف، منغمس في القلق.
لهذا فإن الإنسان دائم البحث عن الأمان الذي كان يجب الحصول عليه في أحضان العائلة والمجتمع وسؤال يطرح نفسه هنا، فماذا لو لم تعطه عائلته هذا الأمان؟؟ الأمر الذي سيزيد الوضع تعقيداً.
لذا فإن المعالج النفسي في حياتنا مهم للغاية فهو من سيعطينا الأمان وسيعمل جاهداً على أن يعيش كل إنسان هذا الأمان.
يأتي إليه مئات المراهقين وأمهاتهم والمراهقات وآباؤهم والأزواج والزوجات حيث مشاعرهم في غالب الأحيان متناقضة وان المعالج النفسي سيعمل على إعادة التوازن وإيضاح الرؤية لكل واحد منهم.
يتكلم مع كل شخص لغته لأنه لا ينسى أبداً التأثير الكبير للكلمة.
يستمع إلى أسرار وإعترافات لا يعلم بها أحد (سوى رجال الدين) فهو يتعاطى مع كل الحالات البشرية ويعتبر هذا مفخرة له دون مكابرة.
وأخيراً وليس آخراً، نستطيع القول أن كل ما قيل ليس بمثابة مشاعر فقط لا غير، إنما شرط أساس لدوره كمعالج يسبر أغوار النفس البشرية.
لهذه الأسباب مجتمعة نستطيع القول أن مراجعة المعالج النفسي ليست بالشيء المعيب لا بل نتيجة حتمية لأوضاع مجتمع قاسٍ وعائلات فاتها العناية وبثّ الحب الكبير بين أبنائها.
د. فادي فيروز اليازجي*
أستاذ الطب النفسي لطلاب الدكتوراه في الجامعة اللبنانية
فرع العلوم - الفرع الثاني